"عرض خاص": حداثة خليل خوري المستحيلة

"عرض خاص": حداثة خليل خوري المستحيلة

28 ديسمبر 2018
(بناء من تصميم خليل خوري في بيروت)
+ الخط -

يُقيم "متحف سرسق" في بيروت، بالتعاون مع منصّة التصميم "دار اليوم"، معرضاً للمعماري اللبناني خليل خوري (1929 - 2008) يتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، تحت عنوان "عرض خاص"، موضوعه الأساسي هو "الحداثة المستحيلة"، وتتخلّله تدخّلات أدائية للمعماري برنار خوري.

يُعد المعرض الحالي جزءاً من بينالي "هاوس ديزاين" (ELEVATE) الذي يُقام في مواقع مختلفة من بيروت منذ الثاني عشر من الشهر الجاري وحتى نهايته، تحت شعار "بحثاً عن الحواس العليا".

يروي المعرض، الذي يتراوح بين الأداء والتركيب، قصة الحداثة المستحيلة، ليس بالأثر الرجعي، ولا برواية موضوعية عن التاريخ الحديث للبنان، بل إنها قصة يرويها برنار المعماري الابن عن المعماري الأب الذي يُعتَبر مهندس الحركة المعمارية الحديثة في بلده، حيث كان شغوفاً بالهندسة الجوية والرسم والصيد والسياسة والتصميم الصناعي والهندسة المعمارية، وقبل كل شيء بجسد المرأة كشكل وتكوين ظهر في طابعه المعماري.خليل خوري

خليل خوري، الذي كان يوصف بالمعماري الحداثي والوحشي، هو أيضاً من بادر إلى وضع مخطّط يعيد بناء "قبة وسط بيروت" الشهيرة التي صمّمها المعماري فيليب كرم عام 1965، ليكون بناءً بيضاوياً يتربّع في داخله مدرج سينمائي ومسرحي، ويتميّز بارتفاعه عن الأرض، وقد دمّرته الحرب الأهلية منتصف سبعينيات القرن الماضي.

اقترح خوري الأب حين وضعت شركة "سوليدير" في أوائل التسعينيات مخطّطات عديدة بقصد ترميم القبّة الباطونية، أن يقوم بتحويل التصميم البيضوي إلى كتلة ضوئية مغلّفة بمرايا تلتقط قشرتها الخارجية وتعكس محيطها فتظهر كتلةٌ من الضوء تشع في وسط بيروت التي لقيت الأمرّين في سنوات الحرب الطويلة، لكن هذا المخطّط أُجهش عام 2004، من دون سبب واضح.

كان خوري من أوائل الحرفيّين للخرسانة المكشوفة، شارك في تأسيس استوديو للتصميم مع أخيه جورج وأنتجا معاً أعمالًا تركت بصماتها على المشهد المعماري في لبنان والمنطقة.

أما برنار خوري، فدرس العمارة في "جامعة هارفارد"، وألقى محاضرات وعرض أعماله في مؤسّسات أكاديمية في بلدان مختلفة، كما قدم عروضاً فردية لأعماله في عدة عواصم، إلى جانب مشاركته في عروض جماعية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وأسّس مكتباً متخصصاً في العمارة ما بعد الحداثية، وشارك في تصميم مجموعة كبيرة ومتنوّعة من المشاريع في لبنان وخارجه.

دلالات

المساهمون