"صوفيا" و"يوبام" الوجه الجديد للتدخل العسكري في ليبيا

"صوفيا" و"يوبام" الوجه الجديد للتدخل العسكري في ليبيا

29 ابريل 2016
الدول الغربية تبحث عن موطئ قدم بليبيا (فرانس برس)
+ الخط -
كشف مصدر مقرّب من لجنة الحوار السياسي النقاب عن مشاورات حثيثة يجريها مسؤولون إيطاليون مع مسؤولين بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في طرابلس بشأن شكل وطبيعة المساعدة الغربية العسكرية للمجلس الرئاسي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في البلاد.


وقال المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن المسؤولين الإيطاليين اقترحوا بتكليف من الاتحاد الأوروبي تطوير عمليتي "صوفيا" و"يوبام - ليبيا" إلى عمل عسكري موسّع في ليبيا تحت غطاء حماية الحدود والحد من الهجرة غير الشرعية، تشارك فيه القوى المسلحة الليبية.

وأطلق الاتحاد الأوروبي بمشاركة 22 دولة في حزيران/ يونيو 2015 عملية "صوفيا" قبالة الشواطئ الليبية لمواجهة وصول قوارب الهجرة غير الشرعية، بينما جددت روما خلال الأشهر الماضية مهمام عملية "يوبام ليبيا" التي أطلقتها في مايو/ أيار 2013 لحماية وضبط الحدود.

وقال المصدر إن "مشاورات جمعت المسؤولين الإيطاليين بضباط ليبيين موالين لحكومة الوفاق في مقر الكلية الجوية بمصراتة وأخرى مع موالين لمقاتلي حفتر بقاعدة الوطية بالزنتان، غرب البلاد"، وذلك لإبلاغ المسؤولين الليبيين بجدوى المقترح الإيطالي.

وأضاف المصدر أن "المجتمع الدولي يسعى من خلال عرض تطوير عملية صوفيا ويوبام إلى جمع القوى المسلحة تحت إطار جديد للتقليل من حدة الخصام المسلح بينها من جهة، ومن جهة أخرى يرى أن التدخل المباشر سيكون محلا لرفض قوى ليبية على الأرض". وأشار إلى وجود فاعلين ليبيين يسعون إلى إنجاح الخطة، من بينهم ضباط ليبيون يشاركون في العمليتين بتكليف من الجانب الليبي من خلال الحكومات السابقة.

وأوضح أن توسيع العمليتين يشمل ملاحقة مهربي البشر داخل ليبيا، إذ يعتقد أن تنظيم "داعش" يشارك في عمليات تهريب البشر إلى أوروبا بهدف توسيع عملياته داخل القارة العجوز.

ويبدو أن هذه المستجدات كانت محل نقاش كبار المسؤولين الغربيين خلال زيارتهم الأخيرة لحكومة الوفاق التي ما تزال تتحصن داخل قاعدة عسكرية بالعاصمة طرابلس.

فقد أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا، خلال لقائه برئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، في طرابلس، أمس الخميس، عن زيادة حجم مشاركة بلاده في عملية "صوفيا" بواقع 230 جنديا وفرقاطة وطائرات حربية، قبل أن يضيف أن بلاده تشارك في مهمة الأمم المتحدة وثلاث مهمات أوروبية، دون أن يكشف عن طبيعة هذه المهام.

ولم تتوقف الدول الغربية عن التعبير عن رغبتها في مساعدة ليبيا في تدريب عناصرها ودعمها في إصلاح منظومتها الدفاعية وتطوير أجهزتها الأمنية، ولكن يتساءل مراقبون عن أي أجهزة أمنية ودفاع تتحدث العواصم الغربية في ظل تشظي البلاد وانقسامها تحت مظلة ثلاث حكومات.

ورغم اعتراف المجتمع الدولي بحكومة السراج التي تحظى بدعم الأمم المتحدة، إلا أنها لم تحصل حتى اللحظة إلا على تصويت شخصي من أعضاء في البرلمانين في طبرق وطرابلس.
ويعول المجتمع الدولي على الحصول على موافقة حكومة الوفاق لبدء ما تسميه الدول الغربية دعم طرابلس في محاربة تنظيم "داعش"، ومواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين.

المساهمون