الحبسي أكثر لاعب خليجي قدم تجارب ناجحة في أوروبا(Getty)
يتساءل كثيرون عن سر تألق اللاعبين العرب من أفريقيا في القارة الأوروبية، وعن أسباب إخفاق وحتى شح تجارب اللاعب الخليجي في القارة العجوز، وهناك سؤال آخر يطرح نفسه بإلحاح في ما يتعلق بملف اللاعب الخليجي، وهو لماذا تكون الطريق سالكة أمام لاعبي تونس والجزائر والمغرب ومصر، في حين أن لاعبي الخليج لا يحالفهم الحظ في مغامراتهم؟
ويعلم أهل الخليج جيداً حينما توجه تسعة لاعبين سعوديين للاحتراف في إسبانيا قبل مونديال روسيا 2018، لكنهم عادوا بيد فارغة رغم النفقات الباهظة لإعدادهم وتأهيلهم في دوري أوروبي قوي، وجلس اللاعبون مثلهم مثل المتفرجين، وهناك أكثر من تجربة أخرى غير ناجحة للاعبين خليجيين لم يتأقلموا فعادوا أدراجهم للدوريات الخليجية.
اقــرأ أيضاً
ورغم وجود أسماء كبيرة للاعبين خليجيين، على غرار العراقي مهند علي، الذي تلقى العديد من العروض الأوروبية أخيراً واستقر في صفوف الدحيل القطري، إلا أنهم لم ينجحوا في السير على خطى لاعبين، مثل المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز والمغربي حكيم زياش والتونسي وهبي الخزري وغيرهم كثير.
وهنا يفرض التساؤل نفسه: لماذا لم يَصِل اللاعبون من الخليج لما حققه أقرانهم في أفريقيا والذين باتوا علامة فارقة في أنديتهم الأوروبية على اختلاف أسمائها؟ وتأتي الإجابة بأن هناك جملة من الأسباب التي تشكل عائقاً في وجه اللاعب الخليجي.
صعوبة التأقلم
ولعل أكثر ما يشغل اللاعب الخليجي قبل قيمة العقد وتفاصيله المالية، هو الغربة وصعوبة التأقلم، فهي تشكل حاجزاً بينه وبين حلم الاحتراف، حيث اشتكى أغلب اللاعبين الذين خاضوا تجربة الاحتراف في أوروبا من صعوبة التأقلم والإجراءات الصعبة في الفرق الأوروبية، بالإضافة إلى التدريبات الشاقة، وهي أمور لم يألفوها مع فرقهم وبلدانهم.
كما أن للغة دوراً كبيراً في تأقلم هؤلاء اللاعبين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على تعلم لغة ثانية غير لغتهم الأم، على عكس عرب أفريقيا الذين يتكلمون أساسًا أكثر من لغة وبشكل طبيعي، كالفرنسية والإسبانية والإيطالية والإنكليزية، ما يسهل احترافهم واندماجهم مع الفرق الأوروبية.
ويحصل اللاعبون في دوريات دول الخليج على رواتب مالية مغرية، تنافس ما يتقاضاه عدد من اللاعبين في أوروبا، كما يحصلون على دخل سنوي مغر وسيارات فارهة وشهرة واسعة، ونجومية طاغية، دون أن يبذل اللاعب نصف المجهود الذي قد يبذله حال قرر الاحتراف في أوروبا، وهذا ما يدفعه للبقاء في بلاده بجانب عائلته، وعدم التفكير في الخروج لأوروبا حيث الغربة واختلاف الثقافات وصعوبة الطقس.
ويلغي ما يحققه اللاعب الخليجي في بلاده فكرة الاحتراف الحقيقي في أوروبا بالنظر إلى أن الأموال التي سيجنيها محلياً ستجعله مرتاحاً ويحقق ما يريد، بعيداً عن الخطوات الهائلة التي يسعى إليها اللاعبون الصغار في أفريقيا، وكذلك في شرق آسيا حيث الرغبة في الحضور أوروبياً، وإبراز مهاراتهم كروياً أمام عشاق الكرة في القارة العجوز. ومن العراقيل الأخرى أمام اللاعب الخليجي عدم قبول الجلوس على دكة الاحتياط، فضلاً عن البحث عن أندية كبيرة وعدم قبول فكرة التجربة مع ناد صغير.
العُماني الحبسي... الاستثناء الوحيد
ويشكل الحارس العماني علي الحبسي استثناء لافتاً في الكرة الخليجية، حيث احترف في إنكلترا وبدأ مغامرته في نادٍ صغير، قبل أن ينتقل إلى أندية معروفة، مثل ويغان أتلتيك والذي خاض معه 136 مباراة، قبل أن يكرر التجربة مع "بولتون وندرز" ثم "برايتون" وأندية البيون وريدينغ، أما الانطلاقة الأولى فكانت مع نادي لين أوسلو النرويجي والذي لعب معه ثلاثة مواسم من 2003 وحتى 2006 وخاض 60 مباراة، في ظروف مناخية صعبة جداً كانت تصل فيها درجات الحرارة أحياناً إلى 10 درجات تحت الصفر!
من بين اللاعبين القلائل الذين استفادوا من الاحتراف الخارجي في أوروبا أيضاً، القطري أكرم عفيف، الذي انطلق من نادي المرخية الصغير في عام 2003 قبل أن ينتقل لنادي السد، ولكن المرحلة الأهم في حياة أكرم كانت أكاديمية أسباير بالدوحة، وبدأت الرحلة في عام 2009 لتنتهي في عام 2015، وتكون جسراً مؤدياً إلى نادي أوبن البلجيكي الذي تمتلكه الأكاديمية، وانتقل أكرم إلى فياريال الإسباني الذي أعاره بدوره إلى نادي خيخون، وعاد إلى أوبن البلجيكي لموسم واحد قبل أن يرجع مجدداً إلى ناديه السد، وساهمت هذه التجربة الأوروبية في صقل مواهب عفيف الذي قاد منتخب العنابي للفوز ببطولة آسيا مع الجيل الذي أنجبته "أسباير".
وعلى الرغم من نجاح الحبسي المتميز، إلا أن العديد من اللاعبين العرب في الخليج سبق أن احترفوا في الأندية الأوروبية لكن على نطاق ضيق، بحيث إنهم إما لعبوا لأندية أوروبية خارج البطولات الكبرى أو جلسوا حبيسي دكة الاحتياط، ومن بين اللاعبين في الخليج نذكر منهم القطري حسين ياسر (ليماسول القبرصي 2004-2005، براغا وبوافيستا - البرتغال 2007-2008)، والعراقي نشأت أكرم (تفينتي الهولندي 2009-2010) والسعودي سامي الجابر (ولفرهامبتون الإنكليزي 2000-2001)، ومواطنه حسين عبد الغني (نيوشاتل السويسري 2008-2009)، والعراقي هوار ملا محمد (ليماسول القبرصي 2006-2007، وفاماجوستا القبرصي 2008-2009)، والسعودي أسامة هوساوي (أندرلخت البلجيكي 2012)، ومواطنه فهد الغشيان (ألكمار الهولندي 1998)، والعراقي مهدي كريم (ليماسول القبرصي 2006-2007).
ولكل هذه الأسباب التي تقدمت نلاحظ أن تجربة احتراف اللاعب الخليجي كان مآلها الإخفاق، والحل يتمثل في أن يبحث اللاعب الخليجي عن اكتساب ثقافة جديدة تتناسب مع الحياة في بيئة بعيدة عن بيئته، بهدف مشاهدة نجوم الخليج في الدوريات الأوروبية الكبرى.
ورغم وجود أسماء كبيرة للاعبين خليجيين، على غرار العراقي مهند علي، الذي تلقى العديد من العروض الأوروبية أخيراً واستقر في صفوف الدحيل القطري، إلا أنهم لم ينجحوا في السير على خطى لاعبين، مثل المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز والمغربي حكيم زياش والتونسي وهبي الخزري وغيرهم كثير.
وهنا يفرض التساؤل نفسه: لماذا لم يَصِل اللاعبون من الخليج لما حققه أقرانهم في أفريقيا والذين باتوا علامة فارقة في أنديتهم الأوروبية على اختلاف أسمائها؟ وتأتي الإجابة بأن هناك جملة من الأسباب التي تشكل عائقاً في وجه اللاعب الخليجي.
صعوبة التأقلم
ولعل أكثر ما يشغل اللاعب الخليجي قبل قيمة العقد وتفاصيله المالية، هو الغربة وصعوبة التأقلم، فهي تشكل حاجزاً بينه وبين حلم الاحتراف، حيث اشتكى أغلب اللاعبين الذين خاضوا تجربة الاحتراف في أوروبا من صعوبة التأقلم والإجراءات الصعبة في الفرق الأوروبية، بالإضافة إلى التدريبات الشاقة، وهي أمور لم يألفوها مع فرقهم وبلدانهم.
كما أن للغة دوراً كبيراً في تأقلم هؤلاء اللاعبين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على تعلم لغة ثانية غير لغتهم الأم، على عكس عرب أفريقيا الذين يتكلمون أساسًا أكثر من لغة وبشكل طبيعي، كالفرنسية والإسبانية والإيطالية والإنكليزية، ما يسهل احترافهم واندماجهم مع الفرق الأوروبية.
ويحصل اللاعبون في دوريات دول الخليج على رواتب مالية مغرية، تنافس ما يتقاضاه عدد من اللاعبين في أوروبا، كما يحصلون على دخل سنوي مغر وسيارات فارهة وشهرة واسعة، ونجومية طاغية، دون أن يبذل اللاعب نصف المجهود الذي قد يبذله حال قرر الاحتراف في أوروبا، وهذا ما يدفعه للبقاء في بلاده بجانب عائلته، وعدم التفكير في الخروج لأوروبا حيث الغربة واختلاف الثقافات وصعوبة الطقس.
ويلغي ما يحققه اللاعب الخليجي في بلاده فكرة الاحتراف الحقيقي في أوروبا بالنظر إلى أن الأموال التي سيجنيها محلياً ستجعله مرتاحاً ويحقق ما يريد، بعيداً عن الخطوات الهائلة التي يسعى إليها اللاعبون الصغار في أفريقيا، وكذلك في شرق آسيا حيث الرغبة في الحضور أوروبياً، وإبراز مهاراتهم كروياً أمام عشاق الكرة في القارة العجوز. ومن العراقيل الأخرى أمام اللاعب الخليجي عدم قبول الجلوس على دكة الاحتياط، فضلاً عن البحث عن أندية كبيرة وعدم قبول فكرة التجربة مع ناد صغير.
العُماني الحبسي... الاستثناء الوحيد
ويشكل الحارس العماني علي الحبسي استثناء لافتاً في الكرة الخليجية، حيث احترف في إنكلترا وبدأ مغامرته في نادٍ صغير، قبل أن ينتقل إلى أندية معروفة، مثل ويغان أتلتيك والذي خاض معه 136 مباراة، قبل أن يكرر التجربة مع "بولتون وندرز" ثم "برايتون" وأندية البيون وريدينغ، أما الانطلاقة الأولى فكانت مع نادي لين أوسلو النرويجي والذي لعب معه ثلاثة مواسم من 2003 وحتى 2006 وخاض 60 مباراة، في ظروف مناخية صعبة جداً كانت تصل فيها درجات الحرارة أحياناً إلى 10 درجات تحت الصفر!
من بين اللاعبين القلائل الذين استفادوا من الاحتراف الخارجي في أوروبا أيضاً، القطري أكرم عفيف، الذي انطلق من نادي المرخية الصغير في عام 2003 قبل أن ينتقل لنادي السد، ولكن المرحلة الأهم في حياة أكرم كانت أكاديمية أسباير بالدوحة، وبدأت الرحلة في عام 2009 لتنتهي في عام 2015، وتكون جسراً مؤدياً إلى نادي أوبن البلجيكي الذي تمتلكه الأكاديمية، وانتقل أكرم إلى فياريال الإسباني الذي أعاره بدوره إلى نادي خيخون، وعاد إلى أوبن البلجيكي لموسم واحد قبل أن يرجع مجدداً إلى ناديه السد، وساهمت هذه التجربة الأوروبية في صقل مواهب عفيف الذي قاد منتخب العنابي للفوز ببطولة آسيا مع الجيل الذي أنجبته "أسباير".
وعلى الرغم من نجاح الحبسي المتميز، إلا أن العديد من اللاعبين العرب في الخليج سبق أن احترفوا في الأندية الأوروبية لكن على نطاق ضيق، بحيث إنهم إما لعبوا لأندية أوروبية خارج البطولات الكبرى أو جلسوا حبيسي دكة الاحتياط، ومن بين اللاعبين في الخليج نذكر منهم القطري حسين ياسر (ليماسول القبرصي 2004-2005، براغا وبوافيستا - البرتغال 2007-2008)، والعراقي نشأت أكرم (تفينتي الهولندي 2009-2010) والسعودي سامي الجابر (ولفرهامبتون الإنكليزي 2000-2001)، ومواطنه حسين عبد الغني (نيوشاتل السويسري 2008-2009)، والعراقي هوار ملا محمد (ليماسول القبرصي 2006-2007، وفاماجوستا القبرصي 2008-2009)، والسعودي أسامة هوساوي (أندرلخت البلجيكي 2012)، ومواطنه فهد الغشيان (ألكمار الهولندي 1998)، والعراقي مهدي كريم (ليماسول القبرصي 2006-2007).
ولكل هذه الأسباب التي تقدمت نلاحظ أن تجربة احتراف اللاعب الخليجي كان مآلها الإخفاق، والحل يتمثل في أن يبحث اللاعب الخليجي عن اكتساب ثقافة جديدة تتناسب مع الحياة في بيئة بعيدة عن بيئته، بهدف مشاهدة نجوم الخليج في الدوريات الأوروبية الكبرى.