"شعري موش خسارة فيك" حملة تونسية لفائدة مريضات السرطان

وتهدف الحملة التي تقودها جمعية "سليمة لمساعدة الأطفال مرضى السرطان"، إلى جمع ضفائر الشعر الطبيعي من المتبرعات لصناعة باروكات ذات جودة عالية لفائدة طفلات مصابات بالسرطان.

وتحظى حملة "شعري مش خسارة فيك" بتجاوب كبير من تونسيات من مختلف الأعمار تقدَّمن إلى صالونات حلاقة منخرطة بدورها في الحملة لقصّ شعورهن والتبرع بها.

وتشهد حملة التبرع، بحسب رئيسة الجمعية، فاطمة الشك، انخراطاً كبيراً من الطفلات اللاتي عبّرن عن رغبتهن في التبرع، في محاولة لتخفيف الألم عمّن فقدن واحداً من أبرز علامات الجمال، وهو الشعر، بفعل جرعات الكيميائي.

تجاوب مع الحملة الإنسانية (فيسبوك )

وقالت فاطمة الشك لـ"العربي الجديد"، إن التبرع بالشعر قرار صعب، غير أن التخلي عنه أو قصه لغايات إنسانية نبيلة يسهّل هذه الخطوة الجريئة بالنسبة إلى بعضهن، بحسب قولها.

وحول خصائص الشعر المجمَّع وكيفية تصنيعه، أوضحت أن الجمعية تجمع شعر المتبرعات الذي يُحفَظ في شكل ضفائر لا تقلّ عن 20 سنتيمتراً، مؤكدة أن صناعة باروكة واحدة تحتاج إلى ما بين 15 و20 ضفيرة.

وأكدت أن الجمعية تعمل بالتعاون مع الأقسام الطبية في المستشفيات التي فيها أقسام لعلاج سرطان الأطفال، حيث تُعلَم الجمعية مسبقاً بالحالات التي قد يؤدي علاج الكيميائي إلى فقدانهن للشعر، ومن ثم تتدخل لتأمين باروكة من الشعر الطبيعي مصنعة خصيصاً لكل طفلة حسب لون بشرتها والمواصفات التي تساهم في اختيارها.

التخفيف من معاناة المريضات (فيسبوك)

ومنذ انطلاق الحملة، قالت فاطمة الشك إن الجمعية تمكنت من تأمين 38 شعراً مستعاراً لفائدة مريضات السرطان، لافتة إلى أن كلفة الباروكة تراوح ما بين 600 و800 دينار (210 و281 دولاراً أميركياً)، وأن كلفة الشعر فقط تراوح ما بين 400 و600 دينار (140 و210 دولارات أميركية)، أي ما يمثل ثلثي الكلفة، فيما تتحمل الجمعية كلفة التصنيع التي تبلغ 200 دينار (70 دولاراً أميركياً).

ولفتت المتحدثة إلى أن تأمين الباروكات ذات الجودة العالية للمصابات بالسرطان يُسهم كثيراً في تخفيف الألم النفسي عنهن، ويُكسبهن الثقة لتخطي مرحلة العلاج الكيميائي بشجاعة.

ودشنت الحملة وسم (هاشتاغ) "شعري موش خسارة فيك" من أجل التبرع بـ20 سنتيمتراً من الشعر أيضاً لمريضات بسرطان الثدي، اللاتي يتلقين العلاج الكيمياوي، فيما ستصنّع شركة متخصصة في صنع الباروكات شعراً مستعاراً.

صنع باروكات للمريضات (فيسبوك)

ونشرت بعض المشاركات في الحملة، أجزاءً من شعرهن، ضمن التبرع للحملة، وتداولت المستخدمات صوراً لما اقتطعنه من شعرهن، داعيات الفتيات إلى التبرع بجزء من شعرهن بغية مساعدة الفتيات المريضات على مواجهة هذا المرض.