"شبح العنصرية" ينخر جسد المنتخب الفرنسي

"شبح العنصرية" ينخر جسد المنتخب الفرنسي

10 يونيو 2016
بنزيمة حلقة جديدة لفرنسا في أزمة العنصرية (Getty)
+ الخط -


كان منتخب فرنسا لعام 1998 مثالا للتناغم والتداخل بين كل أطياف الشعب الفرنسي، وهو ما نتج عنه في النهاية الفوز بكأس العالم، وتقديم أفضل صورة للديوك لسنوات طويلة، ولكن المشاكل بدأت في التسرب وتؤثر على الفريق لينحدر الأداء بشكل كبير.

ولم تخل السنوات التالية لفوز فرنسا بالمونديال بعدد كبير من النجوم المجنسين، من التصريحات العنصرية، والمطالبات بالاعتماد بشكل أكبر على اللاعبين من أصل فرنسي خالص، ووصل الأمر إلى انتقاد بعض السياسيين ما يحدث في صفوف المنتخب. وفي عام 2006 خرج السياسي الاشتراكي جورج فريتش بتصريحات صادمة قال فيها "هذا البلد أصبح مثيرا للعار، خلال فترة قصيرة سيكون المنتخب مكونا من 11 أسود، بالرغم من أن الطبيعي أن يكون هناك 3 أو 4 فقط".

وتسببت التصريحات العنصرية وقتها في أزمة سياسية مما دفع جاك شيراك الرئيس الفرنسي وقتها لإصدار بيان يؤكد فيه أن دستور البلاد ينص على المساواة بين المواطنين دون أي تمييز بسبب أصل أو دين.

ومع شعور الكثير من المهاجرين والمجنسين بتواصل أزمة العنصرية، بدأ الرد في ملاعب كرة القدم بشكل غير متوقع، حيث بدا بوضوح في عام 2001 خلال مباراة الجزائر وفرنسا، بعدما صمت الصافرات الآذان خلال النشيد الوطني الفرنسي، قبل أن تقتحم الجماهير ملعب اللقاء قبل النهاية، ويتبادل طرفا المباراة الاتهامات بأن جمهوره هو من اقتحم الملعب.

وتكررت صافرات الاستهجان خلال عزف السلام الوطني لفرنسا في عام 2007 قبل بداية مباراة المغرب والديوك، للاعتراض على العنصرية التي انتشرت بشكل كبير داخل المجتمع الفرنسي، حسب ما عبر عنه المهاجرون، بالرغم من تأكيد ساسة البلاد على أن المشاكل في التعايش بين المواطنين بدأت في التقلص.

وفي عام 2008 لم يتغير الوضع كثيرا وأطلقت الجماهير التونسية صافرات الاستهجان خلال مباراة منتخب بلادها أمام فرنسا، وجاء الرد وقتها سياسي، بعدما أعلنت وزيرة الرياضة في تلك الأثناء، روزلين باشلو، إلغاء أي مباراة يتم فيها إطلاق صافرات الاستهجان أثناء عزف السلام الوطني، وذلك بعد اجتماع مع نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي وقتها.

وفي عام 2010 ظهر المنتخب الفرنسي بأسوأ صورة ممكنة خلال مونديال 2010 بسبب أزمات بين عدد من اللاعبين والمدير الفني انتهت بطرد نيكولا أنيلكا من المعسكر بعد سبه للمدير الفني وقتها، ريمون دومينيك.

وتبع ذلك اعتراض للعديد من اللاعبين على رأسهم جاء فرانك ريبيري وباتريس إيفرا وجيريمي تولالان، الذين رفضوا التدريب، وأشيع وقتها أنهم حرضوا اللاعبين على عدم التدرب، وانتهى الأمر بتوقيع عقوبات صارمة عليهم. وزادت مع هذه الواقعة الاتهامات بالعنصرية للمنتخب الفرنسي، وعلى الجانب الآخر اتهم البعض اللاعبين السمر في الفريق بأنهم سبب أساسي للمشاكل بالنسبة للديوك.

وفي 2011 تم تسريب تسجيل يتحدث فيه المدرب السابق لفرنسا والحالي لباريس سان جيرمان، لوران بلان، مع مسؤولين ويؤكد فيه أن مطالبهم بالاعتماد بشكل أكبر على لاعبين بيض صعب للغاية في الوقت الحالي، لأن اللاعبين المميزين والجاهزين على الصعيد البدني والذهني غالبيتهم من السمر، وهو ما فتح باب العنصرية بقوة من جديد.

وبعدها بعامين بدأت أزمة بنزيمة مع المنتخب الفرنسي، بعدما أبدى رفضه لترديد النشيد الوطني الفرنسي، وأنه لا يمكن إجباره على القيام بذلك. وقال اللاعب وقتها في تصريحات صحافية "لم أردد النشيد الوطني الفرنسي في حياتي، وترديده لن يجعلني أحرز هاتريك في مباراة. أنا أحب منتخب فرنسا واللعب له بمثابة حلم بالنسبة لي، ولكن لا يستطيع أحد إجباري على ترديد النشيد، ولا أجد في ذلك أي مشكلة". وبعد هذه التصريحات طالب العديد من الأصوات في البلاد باستبعاد مهاجم ريال مدريد بشكل تام من المنتخب، وبعدها بدأت أزماته في التزايد مع "الديوك".

المساهمون