"سِيَر عشر جامعات حكومية عربية": بين السياسة والمعرفة

"سِيَر عشر جامعات حكومية عربية": بين السياسة والمعرفة

22 أكتوبر 2018
(جامعة القاهرة عام 1930)
+ الخط -
يسعى كتاب "سِيَر عشر جامعات حكومية عربية" الصادر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، إلى تقديم دراسة مقارِنة للجامعات العربية الرسمية بالتعرف إلى جملة أمور، منطلقاً من فرضية أساسها تشابه في الأوضاع العربية ينعكس تشابهاً في أوضاع الجامعات كمؤسسات حكومية.

يضم الكتاب عشرة بحوث، تمثل عيّنة معبّرة عن التعليم الجامعي الرسمي، كانت موضع مناقشة في ندوة عُقدت في فرع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في بيروت، وقفت عند أسئلة عدّة، من قبيل: ما الأسباب التي أدّت إلى تراجع التعليم الجامعي وتدنّي مستوياته في مسار تنازلي؟ ما السياسات التي اتُّبعت للتمييز بين الفروع العلمية وفروع الاجتماع والإنسانيات؟ ما الدور الذي قامت به في مجال نشر المعرفة؟ ما حالة البحث العلمي؟ ما المؤثرات العلمية والمعرفية الخارجية لاكتساب الخبرات العالمية؟

في الفصل الأول "جامعة القاهرة: تاريخ وسيرة" يتناول الباحث المصري كمال مغيث سيرة الجامعة المصرية منذ بدأت عملها في 11 آذار/ مارس 1925، ومرورها بحقب عدة، كثورة يوليو 1952، وعهدي أنور السادات وحسني مبارك، وعلاقتها بالسلطة السياسة، وقضية الحرية الأكاديمية في مصر، والحركة الطلابية في الجامعة.

يتناول الباحث السوري عمار السمر في الفصل الثاني "الجامعة السورية - أول جامعة حكومية في العالم العربي" تاريخ جامعة دمشق منذ تأسيسها في أيام الحكم العثماني في عام 1846، وإعادة تأسيسها في عهد الانتداب الفرنسي، وعلاقتها بالحياة العامة في سورية، ثم في عهد حكم البعث، كما بحث في الحرية الأكاديمية، وشؤون الجامعة وشجونها عشية الثورة السورية في عام 2011 وخلالها.

بينما يتتبع الباحث اللبناني عدنان الأمين في الفصل الثالث "الجامعة اللبنانية تحت وطأة التحولات السياسية" أبرز التغيرات التي شهدتها الجامعة تحت تأثير التقلبات السياسية، متناولاً سيرتها في حقب عدة وإدارة شؤونها وكلياتها وهيئتها التعليمية وحركاتها الطلابية في كل زمن.

في الفصل الرابع "الجامعة الليبية: ستون عاماً من مسيرة أمة"، يحلّل الباحث الليبي محمد فرج صالح رحيل ستة عقود من تاريخ جامعة بلاده منذ نشأتها حتى اليوم، مروراً بالعهد الملكي ثم بعهد معمر القذافي، ثم حقبة الثورة.

يتناول الباحث السوداني عبد المنعم محمد عثمان في الفصل الخامس "جامعة الخرطوم"، ويتطرق إلى أربعة محاور: الحوكمة والحركات الطلابية والتطورات الأكاديمية البارزة، والاتجاهات الفكرية والأدبية والعلمية.

أما في الفصل السادس المعنون "جامعة تونس: أُمّ الجامعات التونسية بين السلطة والمجتمع وفي العالم (2016-1960)"، ففيه يطرح الباحث التونسي محمد ضيف الله جملة تساؤلات: ما أبرز التطورات التي عرفتها جامعة ؟ كيف كانت العلاقات داخلها وعلاقتها بالسلطة من جهة والمجتمع من جهة أخرى؟ كيف كانت علاقات التعاون التي ربطتها بالجامعات الأخرى في العالم؟

بدوره، يقرأ الباحث الأردني نسيم برهم في الفصل السابع "تاريخ الجامعة الأردنية" اتجاهين رئيسين؛ اتجاه رسمي يتناول الجامعة من منظور مؤسسي عام يغلب عليه السرد التاريخي، راسماً صورة وردية للجامعة، دون التطرق إلى الأحداث التي واجهتها عبر مسيرتها، واتجاه يتناول البُعد المؤسسي وهيكل الجامعة التنظيمي والشؤون الأكاديمية ويركز على الحركة الطلابية.

في الفصل الثامن "مسيرة جامعة الكويت في خمسين عاماً"، يقارب الباحث الكويتي فوزي أيوب الجوانب القانونية والتنظيمية فيها، وتطور كلياتها واختصاصاتها، ومستواها الأكاديمي والعلمي، والعمل النقابي والحركة الطلابية فيها، ومسألة الاختلاط بين الجنسين في حرمها، وعلاقتها بالسياسة العامة في الكويت.

يروي الباحث اليمني طارق عبد الله المجاهد في الفصل التاسع "جامعة صنعاء: النشأة والتطور والتحديات (2016-1970)" سيرة الجامعة من موجبات إنشائها وتجاوز الصعوبات التي أعاقت ذلك، والعلاقة بينها وبين الحكومة (1990-2011).

ويسعى الباحث العُماني سيف بن ناصر المعمري في الفصل العاشر "جامعة السلطان قابوس: التحولات والتطورات خلال ثلاثين عاماً"، إلى استقراء السياقات التشريعية والأكاديمية والبحثية والتدريسية في الجامعة الحكومية الوحيدة في عُمان، ويستكشف الآفاق والتحديات المستقبلية التي يمكن أن تواجهها.

المساهمون