تقود منظمة غير حكومية صغيرة مقرها برلين جهودا سمحت بإعادة المعارض الروسي أليكسي نافالني، الذي يرقد في غيبوبة بعد أن تعرض للتسمم وفق معاونيه، من سيبيريا إلى ألمانيا لتلقي العلاج.
وقامت مؤسسة "سينما من أجل السلام" بالترتيب لطائرة طبية نقلت نافالني من مستشفى في مدينة أومسك إلى مطار في برلين ومنه إلى مستشفى شاريتيه المعروف في العاصمة الألمانية لتلقي العلاج.
وأوضح النشطاء أنه كان من الضروري جدا نقل نافالني إلى برلين بأسرع وقت كي يتمكن الأطباء الألمان من تحديد سبب مرضه، الذي نسبه الأطباء الروس إلى اضطرابات محتملة في مستويات السكر في دمه.
وقال مؤسس المجموعة ذو الأصل السلوفيني ياكا بيزيلجه لوسائل إعلام ألمانية إنه تم دفع تكاليف الرحلة والطاقم الطبي على متن الطائرة، من تبرعات خاصة.
وأكد بيزيلجه في بيان السبت أن مؤسسة "سينما من أجل السلام تمكنت من إنجاز هذه المهمة الإنسانية وممتنة للدعم من كافة أنحاء العالم وللسلطات في ألمانيا وروسيا".
وهذه ليست المرة الأولى التي تنقل فيها هذه المنظمة غير الحكومية، أحد منتقدي الكرملين الذين تعرضوا للتسميم على ما يبدو، إلى ألمانيا. في 2018 ساعدت في إعادة بيوتر فيرزيلوف، العضو في فرقة موسيقى البانك الروسية بوسي رايوت، إلى برلين.
هذه ليست المرة الأولى التي نقلت فيها هذه المنظمة غير الحكومية، أحد منتقدي الكرملين
كان فيرزيلوف فاقدا للوعي عندما نقل إلى ألمانيا بعد أربعة أيام على إصابته بمرض عقب جلسة محكمة. لكنه شفي بعد تلقيه علاجا في مستشفى شاريتيه.
ووفق المنظمة غير الحكومية فإن فيرزيلوف هو من طلب من بيزيلجه المساعدة في نقل نافالني إلى ألمانيا.
عملنا طوال الليل
وقال بيزيلجه في مؤتمر صحافي الجمعة "عملنا طوال الليل لجعل الرحلة ممكنة".
وعارض الأطباء الروس في بادئ الأمر نقله بطائرة مشيرين إلى أن حالته لا تسمح بذلك. لكنهم تراجعوا عن موقفهم أمام مطالبات عائلته والمقربين.
ورغم جهودها الإنسانية، واجهت مؤسسة "سينما من أجل السلام" انتقادات لمحاولتها التأثير على تغطيات إعلامية، ولافتقارها للشفافية بشأن تمويلها.
وبحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة، أطلق المخرج السينمائي ومروّج الحفلات الموسيقية بيزيلجه، المبادرة بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في نيويورك.
وهدفه هو "التأثير من خلال الأفلام، على تصور وحل التحديات العالمية الاجتماعية والسياسية والإنسانية في عصرنا، وخصوصا لمعارضة الحرب والإرهاب".
منذ 2002 تقيم المنظمة حفلا سنويا لمنح جوائز، بالتزامن مع مهرجان برلين السينمائي، بهدف تسليط الضوء على أفلام وفنانين ملتزمين تحقيق السلام والعدالة.
ونجوم هوليود والشخصيات السياسية ضيوف دائمون في فعاليات المؤسسة. العام الماضي ضمت لائحة الشخصيات المدعوة الممثلة شارليز ثيرون والمستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر.
ونظمت المؤسسة أيضا معارض فنية وعروض أفلام مع الفنان الصيني المعارض آي ويوي.
(فرانس برس)