"سي.أن.أن": إيران دفعت مكافآت لاستهداف قوات أميركية في أفغانستان

"سي.أن.أن": إيران دفعت مكافآت لاستهداف قوات أميركية في أفغانستان

18 اغسطس 2020
الشبكة: احتمال أن تكون إيران قد دفعت لـ"طالبان" (وكيل كوهسار/فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت شبكة "سي أن أن" الأميركية، الإثنين، أن "وكالات الاستخبارات الأميركية لديها مؤشرات حول تقديم إيران مكافآت لمقاتلي "طالبان" لاستهداف القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان".

ونقلت الشبكة الأميركية عن مصادر استخباراتية أميركية (لم تسمها) قولها، إن المكافآت ترتبط بست هجمات على الأقل نفذتها الحركة العام الماضي وحده، بما في ذلك تفجير انتحاري في قاعدة جوية أميركية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وبحسب وثيقة إحاطة للبنتاغون، اطلعت عليها "سي أن أن"، فإن المكافآت تم تقديمها من "حكومة أجنبية"، إلى شبكة حقاني، وهي جماعة إرهابية يقودها ثاني أعلى زعيم لـ"طالبان"، لتنفيذ هجوم على قاعدة باغرام الجوية في 11 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة أكثر من 70 آخرين، بينهم 4 موظفين أميركيين.

ولا يزال اسم الحكومة الأجنبية التي دفعت هذه المكافآت سريًا، لكن مصدرين مطلعين على المعلومات، أكدا لـ"سي أن أن"، أنها إيران.

حسب وثيقة إحاطة للبنتاغون، اطلعت عليها "سي أن أن"، فإن المكافآت تم تقديمها من "حكومة أجنبية"، إلى شبكة حقاني، وهي جماعة إرهابية يقودها ثاني أعلى زعيم لـ"طالبان"

وقتلت الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بعد أقل من شهر على هجوم باغرام، لكن بعد عملية مطولة شاركت فيها عدة وكالات لوضع خيارات تهدف إلى مواجهة دعم إيران للجماعات المسلحة في أفغانستان.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن قرارا أميركيا صدر في مارس/ آذار الماضي، بعدم اتخاذ إجراء محدد، لأن المسؤولين لا يريدون تعريض عملية السلام مع "طالبان" للخطر.

يأتي الكشف عن احتمال أن تكون إيران قد دفعت لـ"طالبان" في أعقاب الجدل حول المكافآت الروسية للهجمات على القوات الأميركية، وهي القضية التي قللت إدارة ترامب من شأنها باستمرار في الأسابيع الأخيرة، ونفت روسيا هذا الادعاء.

يذكر أن الهجوم على قاعدة باغرام، أبرز منشأة عسكرية أميركية في أفغانستان، كان متطورًا للغاية، وأثار قلق المسؤولين العاملين في الشؤون الأفغانية، لأنه سلط الضوء على نقاط ضعف بعض المجمعات الأميركية، وفقًا لمصدر مشارك في جهود السلام مع "طالبان".

وعلى وجه الخصوص، أشارت وثيقة إحاطة البنتاغون إلى استخدام عبوات ناسفة في سيارة مفخخة في الهجوم، واشتبك ما يقرب من 10 من مقاتلي "طالبان" في معركة بالأسلحة النارية مع قوات الأمن المحلية بعد الانفجار، وقتلوا في نهاية المطاف في الغارات الجوية الأميركية.

وبينما يقر مسؤولو المخابرات الأميركية بأن شبكة حقاني لن تطلب بالضرورة الدفع مقابل استهداف القوات الأميركية، فإن وثيقة البنتاغون الداخلية التي اطلعت عليها "سي أن أن"، تشير إلى أن "التمويل المرتبط بهجوم 11 ديسمبر/ كانون الأول في باغرام، ربما يحفز على شن هجمات رفيعة المستوى في المستقبل على الولايات المتحدة وقوات التحالف".

وقال مسؤول حكومي حالي ومسؤول كبير سابق مطلع على الوضع للشبكة ذاتها، إن "المسؤولين الأميركيين استشهدوا بعلاقة إيران بـ"طالبان" كجزء من حجة تنفيذ الضربة التي قتلت الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني في يناير/ كانون الثاني الماضي 2020".

ويشير تقييم وكالات الاستخبارات الأميركية، إلى أن إيران عوضت شبكة حقاني بعد أن نفذت ما لا يقل عن 6 هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة والتحالف في عام 2019.

وقال المتحدث باسم البنتاغون روب لودويك لـ"سي أن أن": "وزارة الدفاع لا تكشف عن الجداول الزمنية أو المناقشات المتعلقة بالمداولات الداخلية والإيجازات الاستخباراتية"، عندما سُئل عما إذا كان كبار مسؤولي الدفاع قد تم إطلاعهم على المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بتورط إيران في هجمات محددة لـ"طالبان".

وشاركت في هذه التقييمات، حول تورط إيران في دفع مكافآت لاستهداف الجنود الأميركيين في أفغانستان، المخابرات المركزية الأميركية، ووكالة استخبارات الدفاع (DIA)، والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب (NCTC)، في الأيام التي أعقبت الهجوم، وفقًا لوثائق حصلت عليها "سي أن أن".

 

(الأناضول)