"سبيس فورس"... أميركا التي في الفضاء

"سبيس فورس"... أميركا التي في الفضاء

08 يوليو 2020
تبدو الشخصيات سطحية ومتشابهة وبعض النكات قائمة على مفارقة مبتذلة (نتفليكس)
+ الخط -

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، العام الماضي، على قرار تأسيس "وحدة الفضاء العسكريّة"، وهي الوحدة الثامنة من الجيش الأميركي المسؤولة عن أمن الفضاء وتسليحه لصالح الولايات المتحدة. القرار لم يخلُ من السخريّة، كون ترامب يريد تحويل الفضاء إلى مستعمرة أميركيّة لتدافع عن الأمن الوطني، ضد أي عدوان أرضي وغير أرضي.
هذه السخرية توّجت بمسلسل Space force الذي تبثه نتفليكس حالياً، ويقف وراءه ستيف كوريل وغريغ دانيالز، اللذان قدما لنا رائعة "المكتب"، ويشارك في البطولة جون مالكوفيتش إلى جانب كوريل نفسه. لكن المسلسل الذي بدا قبل عرضه واعداً، لم يحقق ما كان متوقعاً، فالنكات في الموسم الأول مفتعلة في الكثير من الأحيان، وغرابة كوريل ومالكوفيتش لم تحقق ما هو مطلوب.
تدور أحداث المسلسل في القاعدة العسكريّة السريّة، التي يقوم فيها العالم الذي يؤدي دوره جون مالكوفبتش بتطوير عدد من البرامج العسكرية تحت ضغط البيت الأبيض، الذي يتواصل معهم عبر مدير وسائط التواصل الاجتماعي. أما الجنرال المسؤول عن القاعدة مارك نايرد (ستيف كوريل)؛ فساذج، رقُي مؤخراً وتسلّم عمله البائس في القاعدة بوصفه خطوة جديدة في حياته، مع ذلك نراه محط سخريّة باقي الجنرالات.
يحاكي المسلسل بعض الأحداث الواقعية بسخرية، كرغبة ترامب في مشاريع عملاقة ومميزة في الفضاء، وطلبه بأن يكون هناك عسكر على سطح القمر بحلول عام 2024، الأمر الذي يحاول نايرد تحقيقه بالرغم من جهله العلميّ ومشاكله الشخصيّة، فزوجته في السجن، وابنته المراهقة تكره القاعدة ومن فيها.
كل حلقة من المسلسل تدور حول اختلاف بين العلميّ والعسكري، والصراع بينهما بحجة تنفيذ أوامر الرئيس وتحسين صورة الولايات المتحدة الأميركية. مع ذلك، تبدو الشخصيات سطحية ومتشابهة في الكثير من الأحيان، وبعض النكات قائمة على مفارقة مبتذلة، وباروديات ضعيفة للواقع، إذ يلتقي الجنرال نايرد في الحلقة الثالثة في الكابيتول مع نائبة تشابه أليكساندريا أوكاسيو كورتيز، التي ترى في برنامج الفضاء مجرد هدر للنقود، خصوصاً أنهم دفعوا 60 ألف دولار لإيصال بيتزا إلى أحد الموجودين في المحطة الفضائيّة، لينتهي النقاش بمونولج عن الوطنية، ودور أميركا في حماية مواطنيها، في سخرية من الخطاب الرسمي ذاته الذي لا يرى مانعاً من "هدر" النقود في حال كانت في خدمة المواطنين.
يحاول المسلسل أن يسخر من إدارة ترامب بأكملها، إذ هناك موظفون متعددو الأعراق في المسلسل، بينهم صيني وروسي، ودوماً يُتهمان بأنهما جاسوسان، خصوصاً الروسي، الذي يبدو مرتاحاً ومسترخياً في القاعدة، بل ويقوم بواجبه كـ"جاسوس" من دون أي تدخل من أحد.

سينما ودراما
التحديثات الحية

يحاول العمل أن يقدم قراءة ديستوبية وساخرة لإدارة ترامب، واعتمادها على المظاهر والاستعراض والمشاريع الكبرى التي لا هدف منها، في ذات الوقت ينتقد سباق التسلح في الفضاء، تلك التي ترى أميركا نفسها في مواجهة مع الصين وروسيا من أجل الهيمنة على الفضاء.
تحيط بالمسلسل أيضاً بعض نظريات المعجبين، إذ يرى البعض أن الشخصية التي يؤديها كوريل ليست إلا باتمان، كون القاعدة العسكرية يتم الدخول إليها عبر كهف خفي في الجبل، وامتلاكه هاتفاً غريباً من نوعه. هذه المقاربات المختلفة التي تحيط بالمسلسل، ومحاولة ربطه بالأحداث الواقعية والثقافة الشعبية، ترتبط بكتابه المسلسل نفسها، والتي تفتقد للحيوية في كثير من الأحيان، بل تعتمد على غرابة الشخصيات وطباعها التي تشتت الحكاية في بعض الأحيان.
يحوي المسلسل إحالات إلى مفهوم المغامرة المرتبطة بالفضاء، التي تتحول إلى رحلة اكتشاف للذات، كما حصل مع نايدر الذي خضع لدورة تدريبية مع رواد الفضاء في الصحراء، وانتهى به الأمر ليعيد النظر في حياته وعلاقاته بعد أن أوشك على الجنون. لكن، يبقى العمل، حتى وإن حاول السخرية من ترامب وإدارته، متواضعاً من ناحية كوميدية.

المساهمون