"سالفادور" مدينة تاريخية ستشهدُ مباريات من العيار الثقيل

31 مايو 2014
مدينة سالفادور ستشهد إعادة لنهائي 2010 بين إسبانيا وهولندا(Getty)
+ الخط -

لا تُعتبر "سالفادور" مدينة غير ثقافية أو حضارية في البرازيل، وذلك يعود إلى تداخل الثقافات وتأثير الهجرات من العروق الأفريقية والأوروبية، وهذا الأمر يبدو جلياً في أنواع الأغاني التي تُنشد في المدينة وفي العادات والتقاليد المجتمعية والمطبخ السلفادوري، في حين تستضيف المدينة أكبر الكرنفالات في بلاد "السامبا".


وتم بناء "سالفادور "حول خليج "أوس سانتوس" في منطقة عالية تطلُ على المدينة القديمة سابقاً التي تُعرف بالمدينة المنخفضة والتي يراها الرائي كاملة من أعلى الجبل، وأبرز ما يُميز "السلفادور" هو "مصعد لاسيردا" الذي شُيّد في العام 1873، والذي ينقل الناس من المدينة الحديثة إلى المدينة المنخفضة القديمة.

 

 وهو أول مصعد حضاري يستعمله عامة الناس ويتميز بأنه داخل برج طويل يصعد به الناس والسُياح من أجل رؤية غروب الشمس ومشاهدة المدينة القديمة، ويمكن تناول مثلجات كوبانا الشهيرة خلال الرحلة، ومن المتوقع أن يكون هذا الرمز التاريخي مقصداً لجماهير كأس العالم التي ستتمركز في "سالفادور".

 

ويعتبر الوصول إلى ملعب "فونتي نوفا" من الأسهل بين كل ملاعب كأس العالم، لأن أي وسيلة نقل تستطيع توصيل المشجع إلى ساحة "كاسترو ألفيش" ليمشي من هناك مسافة أقل من عشر دقائق قبل الوصول، في حين سيفاجأ جمهور كرة القدم بالبناء الهندسي الخاطف للأنظار الذي صُمم على شكل أشبه بكائن فضائي.

 

وتظهرُ الملامح الأفريقية في أرجاء المدينة بكاملها بدايةً من دوائر "كابوييرا" المعروفة بالألعاب القتالية التي يتداخل معها الرقص، وكان العبيد الأفريقيون قد نشروها في البرازيل، بالإضافة إلى التراث الأفريقي الذي يخترق الثقافة البرازيلية، الأمر الذي منح "سالفادور" لقب "روما نيجرا" أي مدينة روما السوداء.

 

ومن حيثُ التنظيم المدني فإن "سالفادور" مقسومة بين "سيتاديل باكسيا" أي المدينة المنخفضة و"سيتاديل ألتا" المدينة المرتفعة، اللتين يربطهما مصعد "لاسيردا" بالإضافة إلى رمز المدينة "بيلورينيو" أي الحي الاستعماري، باعتباره المركز التاريخي حيثُ يحضنُ الكنائس والمباني الاستعمارية الملونة التي انتُخبت موقعاً أثرياً وتراثياً من اليونيسكو في العام 1985.

 

وتعتبر كرة القدم في "السلفادور" الهواء الذي يتنفسه سكانها خصوصا،ً أن أبرز أنديتها هما "باهيا كلوب" و"فيتوريا كلوب"، اللذان يتميزان بقاعدة جماهيرية ضخمة ومجنونة إلى حد الهوس الكروي. يُذكر أن المدينة سجلت أعلى حضور جماهيري في العالم في مباراة بين الفريقين.

 

وبالنسبة إلى ملعب المدينة "فونتي نوفا" فهو سيكون غنياً عن التعريف في البطولة العالمية وذلك لأنه سيشهد إعادة لنهائي كأس العالم 2010، بين إسبانيا وهولندا اللذين سيقصّان شريط افتتاح هذا الملعب الجميل ضمن الجولة الأولى من المجموعة الثانية في 13 حزيران/ يونيو المقبل.

 

وتم تحديثه من أجل أن يتسع لحوالي 52 ألف متفرج وسيحضن "فونتي نوفا" ست مباريات في البطولة من بينها واحدة في الدور الثاني وأخرى في الربع النهائي، كما وسيكون بساطه الأخضر على موعد مع مباريات من العيار الثقيل بين ألمانيا والبرتغال وفرنسا وسويسرا.

 

وكان الملعب يُعرف بـ"إيستاديو أوكاتفيو مانجابييرا" وتم افتتاحه في العام 1951، لكن تم إغلاقه في العام 2007 تماماً وتدميره بعد ثلاث سنوات، وذلك من أجل إعادة إعماره وتحضيره لنهائيات كأس العالم في البرازيل.

 

وبالنسبة إلى مواصفاته، لم يتغير الكثير فيه بل تمت المحافظة على شكله التاريخي وبتغطية سقفه بمعدن خفيف الوزن وهو مشروع تم تمويله من القطاعين العام والخاص، كما يضم المجمع الرياضي المحيط بالملعب مطعماً كبيراً للجماهير، ومتحف كرة قدم ومواقف للسيارات وفنادق بالإضافة إلى المحال التجارية وقاعة الاحتفالات الموسيقية.

 

وسيكون "فونتي نوفا" محط أنظار العالم الرياضي نظراً لتصميمه الانيق المستحدث الذي كلف حوالي 270 مليون دولار، في مدينة خفيفة الظل داخل البرازيل، يُضاف إلى ذلك سقفه الجديد الذي يتميز بقدرته على تنظيف ذاته بشكل أوتوماتيكي وغطائه الشفاف المضاد للمياه.

 

مباريات الدور الأول على ملعب "فونتي نوفا":

* إسبانيا وهولندا – 13 يونيو/حزيران 

* ألمانيا والبرتغال – 16 يونيو/حزيران 

* سويسرا وفرنسا – 20 يونيو/حزيران 

* البوسنة وإيران – 25 يونيو/حزيران 

 

دلالات
المساهمون