"زبالة" لبنان
طوال أحد عشر عاماً (1994 ــ 2005)، استمرت "سوكلين" في العمل من دون أي محاسبة أو اعتراض سياسي، على الرغم من ارتفاع الكلفة على دافعي الضرائب اللبنانيين، والأهم ارتفاع الكلفة البيئية. فعلى الرغم من أن 50 في المائة من نفايات لبنان عضوية، أي قابلة للمعالجة، و39 في المائة مواد بلاستيكية وورق وحديد وزجاج، أي قابلة لإعادة التدوير، وذلك بحسب تقرير مجلس الإنماء والإعمار، فإن معظم هذه النفايات حوّل للطمر بدل المعالجة.
بعد عام 2005، بدأت تعلو أصوات الاعتراض على "سوكلين"، خصوصاً مع احتدام النقاش السياسي الداخلي. لم يكن تمديد عقود الشركة سهلاً عام 2011، لكنه حصل ومُددت العقود. وفي نهاية العام 2014، بدأ مجلس الوزراء اللبناني يُناقش خطة بديلة للنفايات أقرت في بداية عام 2015. جوهر هذه الخطة، إيجاد نماذج عدّة من "سوكلين" بدل حلّ أزمة النفايات. فشلت الخطة الجديدة، بسبب رفض البلديات استقبال مطامر جديدة. فثقة المواطن اللبناني في السلطة السياسيّة والإدارة التنفيذية معدومة. يُدرك اللبنانيون، أن المطمر يعني تحوّل مناطقهم لمكب جديد للنفايات.
لا يثق اللبناني في الحكومة لناحية إدارة ملف النفايات، لكنّه يثق في الطائفة في إدارة ملف 60 ألف صاروخ وإرسال مقاتلين خارج الحدود، أو الدعوة إلى تغيير النظام حماية لحقوق طائفة أو إعلان الرغبة في إسقاط المحور الإيراني خلال إفطار في بيروت! ربما نستحق هذه النفايات.