"رينو" مهدّدة بِسَيل "كهربائي" صيني منافس

"رينو" مهدّدة بِسَيل "كهربائي" صيني منافس

21 يونيو 2020
سيارة "رينو" الأكثر مبيعاً بين طرازاتها (فرانس برس)
+ الخط -
تجد صانعة السيارات الفرنسية "رينو" نفسها مهددة من منافسة حامية يفرضها عليها سيل جارف من السيارات الصينية الكهربائية متجه إلى الأسواق الاستهلاكية العالمية، ولا سيما في البلدان الأوروبية التي دأبت "رينو" فيها على جني أرباح طائلة.

ولا شك في أن فيضاً من السيارات الكهربائية الصينية القادمة إلى شواطئ النرويج، وهي واحدة من أكبر أسواق السيارات العاملة بالبطارية في أوروبا، إنما هو علامة على "المنافسة الشرسة" التي تنتظر صانعي السيارات في المنطقة.

هذا التحذير أطلقه رئيس الشركة المتعثرة "رينو إس.إيه"، جان دومينيك سنارد، في الوقت الذي يطرح المصنعون الأوروبيون مزيداً من السيارات الكهربائية وسط ركود عميق ناتج من تداعيات جائحة فيروس كورونا.
يأتي ذلك بعدما دفعت قواعد انبعاثات أكثر صرامة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، بشركات صناعة السيارات إلى الانحناء أمام متطلبات الانتقال إلى المحركات الكهربائية أو مواجهة غرامات مالية عقابية كبيرة خلال هذا العام.

ومن أجل تعزيز مبيعات السيارات الكهربائية، أدخلت الحكومتان الفرنسية والألمانية حوافز إضافية لشراء هذه المركبات ضمن حُزَم التحفيز الاقتصادي الشاملة.

ولأن بيئة تتمتع بتسهيلات من هذا النوع تصبح أكثر إغراء للصانعين، كانت الصين بالمرصاد. فالموديلات الصينية تصل الآن إلى سوق تزداد ازدحاماً بالمركبات الكهربائية الجديدة، بما في ذلك سيارة "رينو" المُحدّثة "زوي" Zoe الأكثر مبيعاً و"آي.دي.3" ID.3 القادمة من مصانع "فولكسفاغن" الألمانية.

سنارد قال للمشرّعين الفرنسيين في جلسة برلمانية: "سنواجه منافسة شرسة من داخل أوروبا وخارجها"، حسبما نقلت عنه شبكة "بلومبيرغ" الأميركية، مضيفاً: "علينا أن نستدير بسرعة حتى نتمكن من مواجهة هؤلاء الداخلين الجدد" لبيع سيارات رخيصة وموثوقة.

والنرويج هي رابع أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أوروبا، بفضل الحوافز السخية التي بادرت إلى تقديمها قبل جيرانها الأكبر منها مساحة وسوقاً.

ولأنها تحركت أولاً على هذا الخط، فقد استخدمتها شركات مُصنّعة لهذه الأصناف من المركبات، بما في ذلك الأميركية "تسلا" Tesla التي اتخذتها أرضاً لاختبارات تجارية.
وفي الربع الأول من العام الجاري، تراجعت مبيعات السيارات الكهربائية في هذا البلد 12% بسبب التباطؤ الذي أحدثه الفيروس. ومع بيع 16 ألفاً و347 سيارة، احتلت النرويج المركز الرابع بعد ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ذات الكثافة السكانية العالية، وفقاً لأرقام نشرتها "رابطة مصنعي السيارات الأوروبية".

ويُعد وصول العلامات التجارية الصينية إلى أوروبا ظاهرة حديثة نسبياً، وهي تأتي إلى السوق الشمالية في ظروف صعبة بالنسبة للمصنّعين الأوروبيين.

وقد باعت العلامة التجارية البريطانية "إم.جي موتور" MG Motor، المملوكة لشركة "سايك موتور كورب" SAIC Motor Corp الصينية العملاقة، 600 وحدة من طرازاتها "إي.زد.إس" EZS في النرويج، في حين تستعد بعض الشركات الأُخرى لدخولها هذا العام.

المساهمون