"رؤية" الواقع افتراضياً في زمن "كورونا"

"رؤية" الواقع افتراضياً في زمن "كورونا"

20 ابريل 2020
كلير دوني: درس سينمائي افتراضياً (ستفان كاردينالي/ كوربس Getty)
+ الخط -
"رؤى الواقع" (Visions Du Reel) ستكون افتراضية. هكذا قرّر المهرجان السويسري للفيلم الوثائقي أنْ تكون دورته الـ51، المقرّر إقامتها بين 24 إبريل/ نيسان و2 مايو/ أيار 2020. "الرؤى" ستكون أطول أيضاً، فبعد استحالة عرض أفلامه في الصالات وأماكن أخرى في مدينة "نيون"، بسبب تفشّي وباء "كورونا"، قرّبت إدارة المهرجان موعد افتتاح الدورة الجديدة إلى 17 إبريل/ نيسان الجاري.

"نسخة لم يتخيّلها أحد"، كما قالت إميلي بوجيس، المديرة الفنية للمهرجان، بخصوص دورة رقمية ستُقام ليضمن المهرجان لجمهوره، في هذا الظرف الاستثنائي، مُشاهدة الأفلام المختارة، متيحاً له، بالتعاون مع منصّات ومواقع عدّة، متابعة بيتية لـ113 فيلماً من أصل 167 من 58 بلداً، بينها 89 فيلماً سيُعرض للمرة الأولى عالمياً.

"رؤى الواقع" حافظ على تظاهراته العديدة: لقاءات وحوارات مع مخرجين وسينمائيين تمّت دعوتهم إلى المهرجان، كالفرنسية كلير دوني، التي ستطلّ عبر الشاشات الافتراضية لإعطاء درس سينمائي، والتي ستُعرض أفلام لها أيضاً. وتكتمل الدورة الافتراضية بتوزيع الجوائز على الأفلام الفائزة، عبر "تحكيمٍ عن بُعد" (هذه النشاطات، وعناوين منصّات العروض ومواقعها وتواريخها موجودة على الموقع الإلكتروني للمهرجان.

يعرض قسم المسابقات الدولية والمحلية، الذي يُعتبر أهمّ البرامج، 98 في المائة من أفلامه مجّاناً على موقع المهرجان بينما تعرض مسابقة الأفلام الوطنية السويسرية أفلامها مجّاناً أيضاً على موقع RTS يومياً، علماً أنّ الفيلم يبقى على المنصّة 24 ساعة فقط.

في المسابقة الدولية الطويلة، هناك أفلام غير معروضة سابقاً، لا عالمياً ولا أوروبياً، تمثّل السينما الوثائقية الحديثة. 14 فيلماً سيتوفّر عرضها رقمياً بين 25 إبريل/ نيسان الجاري ونهاية الدورة، علماً أنّ العرض مُحدّد لـ500 مُشاهد فقط لكلّ فيلم. في المسابقة نفسها، تحضر مواضيع الهجرة بنوعيها: الفرديّ، وما تفرضه من تحوّل في علاقة الآباء بالأبناء، كالفنزويلي "الأب يلعب دوره" لمو سكاربيلي؛ والجماعي، كالألماني السوري "البحر الأرجواني" للسوريين أمل الزقوط وخالد عبد الواحد، الذي ينطلق من صُوَر الفنانة أمل في القارب الذي هربت فيه من سورية. صورٌ لغرق في البحر، وناجون بسترات الإنقاذ ينتظرون النجدة، وصوتها يُصاحب هذه التجربة المدمِّرة. هناك أيضاً الإيراني الأفغاني "البيت" لأفسانة سالاري، عن نزوح 1،5 مليون أفغاني إلى إيران بعد احتلال الروس أفغانستان عام 1982، وبعضهم يفكّر اليوم بالعودة إلى الوطن هرباً من التمييز.

التمييز العنصري حاضرٌ أيضاً في الأميركي "غير غربي" للورا بلانكارت: زواج مختلط بين بيضاء ورجل "غير أبيض وغير غربي"، يُبرز المواجهات الثقافية المتجذّرة عميقاً في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. أفلامٌ تتناول الظروف الشاقّة لمهنٍ، كالصيد البحري الذي حوّلته الرأسمالية إلى صيدٍ صناعي، كما في "عين السمكة" للإيراني أمين بهروززاده، الذي يتابع قارباً بحرياً يعبر المحيط لصيد ألفي طنّ من سمك التونة. والسويسري "كومبينا" لغابرييل تجيدور، برصده يوميات 3 عمّال في مصنع للفولاذ في روسيا، طارحاً تساؤلات عن ظروف عملهم وحياتهم المحدّدة سلفاً. هناك أفلام من البرتغال والنمسا وفنلندا وايطاليا وسويسرا وبريطانيا والمكسيك.

المسابقة الثانية تعرض 15 فيلماً طويلا ومتوسّطا، بعنوان "أضواء مشتعلة": بحث عن أشكال جديدة في الكتابة والسرد. بدءاً من 25 إبريل/ نيسان الجاري، تُعرض أفلام من كازاخستان وتشيلي وكاميرون وكولومبيا وسويسرا وألمانيا واستراليا وكندا، كـ"غير المؤهّلين" (عنوانه العربي "المُسْتَبعد") للتونسي حمزة عوني، الذي يتابع 12 عاماً من حياة محرز، الراقص والممثل الموهوب ، والمدمن على القمار والمراهنات، الذي يجاهد ضد نزواته، وضد تناقضات بلده، ويتحدّى القواعد السائدة.

المسابقة الدولية الثالثة للفيلم المتوسط والقصير تتضمّن 37 فيلماً، تُعرض بين 17 و24 إبريل/ نيسان. في مسابقة الأفلام السويسرية الطويلة والمتوسطة، هناك 13 فيلماً تُعرض بين 17 و29 منه. في قسم "مدى"، هناك 10 أفلامٍ خارج المسابقة، تشكّل بانوراما للوثائقيّ الحالي، ستكون موجودة على الموقع بين 24 إبريل الجاري و7 مايو/ أيار المقبل، اختيرت من الهند وجنوب أفريقيا واسبانيا والصين وهولندا وبوركينافاسو وغيرها، كـ"جزائرهم" للينا سوالم و"نرجس. أ" للبرازيلي الجزائري كريم عينوز، و"من الأرض والخبز" لإيهاب طربيه (فلسطين).

بالإضافة إلى قسم "زاوية واسعة"، الذي يتضمّن 8 أفلام طويلة من الصين والبرازيل والدنمارك وتركيا وسويسرا وتشيكيا والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية، عُرضت سابقاً في مهرجانات دولية مختلفة، وستكون متاحة لـ24 ساعة فقط لكلّ فيلم، طول فترة الدورة الـ51 هذه.

أما معرض "مشاعر، علائم، شغف"، الذي يتناول "كتاب الصورة" (2018) لجان ـ لوك غودار، فتمّ إلغاؤه، أو بالأحرى تأجيله إلى حين إعادة فتح "متحف قصر "نيون"، علماً أن تحضيره تطلّب جهداً لعامين اثنين. المعرض يُتيح للجمهور الاطّلاع على عمل لم يُعرض سابقاً للمخرج الفرنسي السويسري، المقيم في مدينة "رول"، والمرتبط بمدينة "نيون" عبر تاريخه الشخصي. 

المساهمون