"ذي ماركير": هكذا يصل النفط العراقي إلى تل أبيب

"ذي ماركير" الإسرائيلية: هكذا يصل النفط العراقي إلى تل أبيب

09 ابريل 2018
يتم اللجوء إلى الاحتيال (مهند فلاحة/ Getty)
+ الخط -

كشفت صحيفة "ذي ماركير" الاقتصادية الإسرائيلية، النقاب عن أن السفن التي تنقل النفط العراقي المهرب من إقليم كردستان العراق ويتجه إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، تتخذ مسارات متعرجة لضمان عدم إثارة انتباه الحكومة المركزية في بغداد.

وفي تقرير أعده معلّقها يرون كوهين ونشر اليوم، نوهت الصحيفة إلى أن سفينة من ناقلات النفط تدعى "Valtamed"، كانت محملة بالنفط الذي هرّبه الأكراد اتجهت، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من ميناء جيهان التركي صوب قناة السويس، مشيرة إلى أن السفينة رست خارج المياه الإقليمية للاحتلال الإسرائيلي قبالة مدينة تل أبيب، حيث تم إفراغ حمولتها في سفينة أخرى.

ولفتت "ذي ماركير" إلى أن أول من لفت الأنظار إلى حركة السفن الناقلة للنفط العراقي الذي يهرّبه الأكراد ويباع في إسرائيل، هو موقع "TankerTracker.com"، الذي يديره الكويتي سمير مداني، والذي يقيم في السويد، ويعد من المستثمرين في مجال التقنيات المتقدمة.

ونوهت الصحيفة إلى أنه تبيّن للكويتي مداني أنه قد تم الحرص على عدم تسجيل النفط المهرب من كردستان العراق لإسرائيل في أي مكان، لأن الدولة التي وصل إليها لم يكن من المفترض أن يصل إليها.

وأضافت الصحيفة أن كل النفط الذي يهربه الأكراد عبر ميناء جيهان يصل في النهاية إلى إسرائيل تحت غطاء كبير من السرية. وأوضحت الصحيفة أن السفن التي تنقل النفط العراقي المهرب لإسرائيل تعتمد أنماطا مختلفة في التغطية على مسارها.

وأشارت إلى أن سفينة "Valtamed" بعد اكتشاف مسارها غيّرته، حيث أخذت تتجه من ميناء جيهان التركي إلى قبرص، وهناك تم إفراغ حمولتها في سفينة أخرى اتجهت إلى إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأكراد يقومون، حتى الآن، بتهريب النفط الذي يتم استخراجه من حقل بابا كركر، الذي يقع في إقليم كردستان العراق، والذي يعد من أكبر حقول النفط في العالم، حيث إن نفط هذا الحقل يتفجر على وجه الأرض، مما جعل كلفة استخراجه متدنية جدا.

وحسب الصحيفة، فإن النفط العراقي الذي يهرب لإسرائيل يتم تكريره في المنشآت الواقعة في ميناء حيفا، منوهة إلى أن حركة نقل النفط العراقي لإسرائيل تتواصل بدون انقطاع.

وأشارت إلى أن الشركات التي تدير السفن التي تنقل النفط العراقي من جيهان إلى إسرائيل، لا تتردد في تغيير أسماء السفن، من أجل ضمان أن تتم عملية النقل في سرية تامة.

ونوهت إلى أن الموقع الذي يديره مداني اكتشف أن سفينة النقل "كريتي ديماوند" التي تنقل النفط العراقي لإسرائيل يتحول اسمها بشكل مفاجئ إلى "كيتون"، بمجرد اقترابها من المياه الإسرائيلية، ثم تعود لتحمل نفس الاسم بعد الابتعاد عن السواحل الإسرائيلية وتوجهها إلى تركيا.

وحسب الصحيفة، فإن السفينة "مبروك" أقدمت على نفس الخدعة التي أقدمت عليها سفينة "كريتي دياموند"، حيث إنها بعد أن اقتربت من الساحل الإسرائيلي تحولت إلى السفينة "مارو"، مع أن هذه السفينة بدون ماض وغير مسجلة في أية دولة، حيث إنها تعود بعد أن تفرغ حمولتها قبالة السواحل الإسرائيلية، لتحمل اسم "مبروك".

وأوضحت الصحيفة أن السفينة "فالنيزيا" أقدمت على نفس الخدعة عندما قامت، في فبراير/شباط الماضي، بإفراغ حمولتها قبالة السواحل الإسرائيلية.

وعلى الرغم من أنه لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن تهريب الأكراد النفط وبيعه لإسرائيل، إلا أن هذه المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن المسارات المتعرجة التي تسلكها السفن الناقلة لهذا النفط في طريقها لإسرائيل، بهدف إنجاز مهامها في جو من السرية.


يشار إلى أن تقريرا نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، في أغسطس/آب 2015، أظهر أن إسرائيل قد اشترت، منذ مايو/أيار إلى 11 أغسطس/آب من نفس العام، حوالي 19 مليون برميل نفط من كردستان العراق. واعتبرت الصحيفة أن الأكراد يعتمدون على عوائد بيع النفط لإسرائيل في إدارة جهودهم الحربية ضد تنظيم "داعش" في حينه.

المساهمون