"دوز للشعر الشعبي": ليس أكثر من فولكلور

"دوز للشعر الشعبي": ليس أكثر من فولكلور

30 أكتوبر 2019
من أسواق دوز (غيتي)
+ الخط -

تُقام في مدن كثيرة من العالم العربي تظاهرات تُعنى بالشعر الشعبي باعتباره شكلاً ثقاقياً ذا امتداد اجتماعي أوسع من الشعر الفصيح، غير أن الطريقة التي يُقدّم بها هذا النوع الشعري كثيراً ما تعيق وصوله إلى المتلقّي بمعناه الأوسع، وخصوصاً منه من خلال قناة القراءة، حيث يجري الاحتفاء بشكل خاص من الشعر الشعبي يقوم على الإيقاع والفرجوية، وكثيراً ما تحصره في أغراض تقليدية كالغزل والحكمة والفخر والشكوى، وهي عناصر غالباً ما تبعد النصوص عن محاور أساسية تتناول العالم النفسي للإنسان المعاصر أو آفاق احتكاكه بالعالم.

لعلّ ذلك ما نلمسه أيضاً في "مهرجان دوز الدولي للشعر الشعبي" الذي تنطلق فعالياته يوم غد الخميس، وتتوصل حتى الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في مدينة دوز في جنوب تونس في فضاءاتها مثل "دار الثقافة محمد المرزوقي" و"دار الشباب إبراهيم بن عمر"، إضافة إلى عدد من ساحاتها.

دورة هذا العام هي السادسة ويشارك فيها شعراء من بلدان عربية، هي الجزائر وليبيا ومصر والمغرب والأردن والعراق وعمان ولبنان وتونس، بالإضافة إلى إسبانيا.

ومع الأمسيات الشعرية، تحضر فعاليات أخرى من بينها عروض فرجوية ومنها حفل الافتتاح الذي يحمل عنوان "عرض الغنايا" لـ جليدي العويني، وندوة حول الشاعرين التوهامي بلحسن والحاج سالم بن عمران. يذكر أن المنظمين اختاروا محور "الشاعر والإنسانية" كإطار عام للمسابقة الشعرية التي تُقام على هامش التظاهرة.

لا تكاد هذه الفعاليات تتغيّر من دورة إلى أخرى، كما أنها تتشابه في ما بينها بين بلد وآخر، وكأن الشعر الشعبي لا يمكنه أن يكون على غير تلك الصورة الفلكلورية التي يجري تكريسها في حين أن تجارب عدة تخرج به إلى آفاق جديدة تتغذّى من المنجز الشعري بالفصحى، وحتى من الشعر العالمي.

المساهمون