"دليفري".. مهنة كثيرة الأرباح والمخاطر في مصر

"دليفري".. مهنة كثيرة الأرباح والمخاطر في مصر

05 يوليو 2015
مشاكل كثيرة تواجه عامل الدليفري في مصر (أرشيف/Getty)
+ الخط -

الدليفري، أو الفتى الطائر أو الطيار، من المهن الصعبة جداً في مصر، إذ إنها كثيرة الأرباح والمخاطر في وقت واحد.

ويحصل عامل الدليفري على دخل جيد مقارنة بأعمال أخرى من البقشيش، لكن في الوقت نفسه يواجه مشاكل وصعوبات كبيرة حيث لا تقل عدد ساعات العمل بها عن 8 ساعات، وتصل أحيانا إلى 13 ساعة عمل، ويتعرض خلال عمله إلى مضايقات الزبائن (العملاء) ومشاكل مرورية، بالإضافة إلى كثرة الحوادث لأنه يعتمد في عمله (توصيل الطلبات للمنازل) علي الموتوسيكلات الفيسبا، وهي مكنة ذات عجلتين، وبالتالي أكثر عرضه للحوادث من السيارات العادية.

يبدأ عمل الدليفري أو الطيار باتصال هاتفي لتجهيز الطلب، ليشرع مباشرة عامل المحل في كتابة العنوان تمهيدا لإعطائه لعامل الدليفري "الطيار" المنوط به توصيل الطلب في مدة لا تزيد عن 45 دقيقة.

يقول سامي رمضان، عامل دليفري بأحد المحلات الشهيرة بحي المهندسين بالجيزة، 34عاماً: "أعمل في هذه المهنة منذ 7 سنوات، بعد أن تقلبتُ في العمل كمندوب مبيعات في شركات ذات مجالات وأنشطة مختلفة إلى أن استقر بي الحال في مهنة (الطيار)، التي وجدتها أفضل حالاً وأكثر ربحاً مقارنة بالأعمال الأخرى، رغم ما تحمله من مخاطر وصعوبات".

يوضح سامي، الحاصل على ليسانس آداب جامعة عين شمس، أن مهنة الدليفري تتطلب عدة شروط، أهمها الصبر وامتلاك مكنة "فيسبا أو موتوسيكل" ومعرفة جيدة بالطرق الرئيسية والشوارع الجانبية في المدينة، التي تعمل فيها.

أهم ما يشغل عامل الدليفري هو الاهتمام الجيد بالموتوسيكل الذي يعد رأس ماله، حيث لا توفر معظم محلات الوجبات الجاهزة وسيلة الانتقال، وفي الأغلب يشترط في مهنة الدليفري امتلاك موتوسيكل أو فيسبا للحصول على الوظيفة.

اقرأ أيضاً: رمضان يخلق فرص عمل للأسر المصرية الفقيرة

يقول سامي إنه بدأ مهنة الدليفري في أحد المطاعم غير الشهيرة في منطقة شعبية بالقاهرة ، حيث لا يهتم أصحاب المحلات فيها باشتراطات صعبة، كالتي تفرضها المحلات الكبيرة، مثل حسن المظهر أو طلب فيش جنائي... إلخ، ثم انتقل بعد فترة إلى العمل بأحد المحلات الكبرى عن طريق أحد أصدقائه، وبذلك ارتفع مجمل دخله إلى ثلاثة أضعاف، فضلاً عن تلقيه معاملة أقل سوءاً من قبل الزبائن، موضحاً أن احترام عامل الدليفري يرجع أكثر إلى شهرة المكان الذي يعمل فيه، وكلما كان المحل الذي يعمل فيه عامل الدليفري مشهوراً، حظي باحترام أكثر من الزبون، ولكن تظل هناك نوعية من الزبائن تعامل عامل الدليفري بنوع من الاستعلاء.

ويضيف أن مهنة الدليفري بها الكثير من المشاكل، مثل العمل في أثناء المطر شتاءً والحر الشديد صيفاً، ومشاكل المرور والزحام التي قد تؤدي إلى تأخير الطلب، بالإضافة إلى لجان التفتيش التي تصر أحيانا على تفتيش الأوردر بحجة مكافحة الإرهاب مما يعرضه للتلف، الذي قد يتحمله العامل في النهاية، ومشاكل أخرى تتعلق بالتعامل مع الزبائن، حيث يتطلب من عامل الدليفري أحياناً شراء سلع لصاحب الأوردر للحصول على رضائه وبالتالي على مزيد من البقشيش، ولكن أصعب مشكلة لعامل الدليفري هي الحفاظ على المكنة (الموتوسيكل) حيث تتعرض للسرقة أحياناً، وبدونها لا يعمل حيث تعد رأس ماله بمعنى الكلمة.

ويتهم عامل الدليفري بأنه لا يحمل الفكة مطلقاً، كما ينظر إليه البعض بريبة خشية أن يكون ضمن تشكيل إجرامي يخطط لعمليات سرقة. ويردف أن اصعب شيء في مهنة الدليفري هو تعرضه للموت في أية لحظة، حيث يتطلب عمله سرعة توصيل الطلبات في أقل وقت، مما يضطره إلى زيادة سرعة الموتوسيكل وبالتالي يكون أكثر عرضة للحوادث.

ويقول سامي إنه "مهما كانت الظروف سيئة فإن العميل لا يهمه شيء سوى أن يصله طلبه بأسرع وقت ممكن، ومهما واجهنا من مشاكل وصعوبات فى الطريق لا يلتمس لنا صاحب المطعم عذراً، وبالتالي يكون عامل الدليفري تحت ضغط مستمر لحين توصيل الأوردر إلى العميل، ليبدأ في توصيل (أوردر) جديد، وهكذا يقضي العامل يومه جيئة وذهاباً بين مكان العمل ومسكن العميل.

ويشير سامي إلى أن عامل الدليفري يواجه مشكلة كبيرة في الفترات التي تحدث فيها أزمات في المواد البترولية، حيث يضطر إلى شراء البنزين من السوق السوداء بأسعار مضاعفة لتجنب وقوفه في طوابير طويلة، تؤدي في النهاية إلى تأخره عن الزبون، وبالتالي قد يتعرض لتغطية بعض النفقات من جيبه الخاص.

ورصدت إحصائية لاتحاد الغرف التجارية المصرية، زيادة في أسعار الوجبات الجاهزة تقدر بنحو 35% مقارنة بأسعار العام الماضي، نتيجة لزيادة أسعار السلع الغذائية والوقود خلال الأعوام الأخيرة، خاصة في أعقاب إلغاء نسبة الأسعار المخفضة للوقود.


اقرأ أيضاً: ناقل الفقراء..ملاذ الركاب في عشوائيات مصر

المساهمون