"داعش" يخوض معركة السيطرة على المياه بعد النفط

"داعش" يخوض معركة السيطرة على المياه بعد النفط

05 اغسطس 2014
العراقيون ينزحون ويعانون نقص الموارد (أرشيف/getty)
+ الخط -

بعدما اجتاحوا مساحات شاسعة من العراق، وسيطروا على عدد من حقول النفط، يخوض مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" معركة للاستيلاء على أحد أهم موارد البلاد، أي المياه.

وأشار تقرير صادر عن "أسوشييتد برس" أن مقاتلي التنظيم المسلح شنوا هجوماً على ثلاثة محاور، يوم الأحد الماضي، في مسعى للسيطرة على سد الحديثة غربي البلاد، وهو مجمع يضم ستة مولدات للطاقة يقع بجوار ثاني اكبر خزانات المياه في العراق.

في الوقت نفسه، يخوض التنظيم معركة للسيطرة على سد الموصل، أكبر سدود العراق في شمال البلاد.

سلاح المياه

ولفت التقرير الى أن السيطرة على السدود بالإضافة إلى خزانات المياه الضخمة التي يبسط تنظيم "داعش" سيطرته عليها بالفعل، ستمنحه فرصة للسيطرة على المياه والكهرباء والحصول على دعم في المنطقة التي يحكمها الآن بفضل السيطرة على الموردين الأكثر أهمية للسكان. بل سيكون بمقدور التنظيم بيع تلك الموارد لتتحول لمصدر دخل مربح للغاية.

وأوضح التقرير أنه يمكن استخدام السدود كسلاح حرب بإغراق المدن والمناطق المطلة على المجرى المائي وبالتالي إبطاء حركة الجيش العراقي أو حتى إحداث شلل في حياة المواطنين، وهو ما فعله التنظيم بسد صغير استولى عليه قرب بغداد.

غير أن الحال يختلف مع السدود الكبيرة، وفق التقرير، إذ ثمة قيود تحول دون اللجوء لذلك السلاح، إذ ستغرق المياه مناطق واقعة تحت سيطرة "داعش".

السيطرة على السدود

وقال تقرير للاذاعة الإلمانية (دويتشيه فيليه) في منتصف الشهر الماضي، إن تنظيم داعش أغلق مرتين بوابات سد الفلوجة، ثم فتحها فأغرق المناطق المحيطة بالمدينة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قائمقام قضاء البعاج التابع لمحافظة نينوى، أحمد يوسف، أن تنظيم داعش يريد التسلل باتجاه سد الموصل للسيطرة عليه من الجهة الغربية من المحافظة.

وتحدثت الإذاعة الألمانية عن تحركات عناصر داعش وعن عشرات السيارات التي تنقلهم من منطقة الجزيرة إلى داخل مدينة الموصل وخارجها. كما يدور الحديث عن ارادة تنظيم داعش السيطرة على سد حديثة.

كذلك، أعلنت شبكة النبأ العراقية، أن المسلحين أغلقوا في نيسان الماضي ثماني بوابات من بوابات سد الفلوجة العشر، مما أغرق الاراضي خلف السد وقلل من مستويات المياه في محافظات جنوب العراق التي يمر بها نهر الفرات قبل ان يصب في الخليج.

وقال مقاتلون من العشائر المناهضة للحكومة ان تكتيك الدولة الاسلامية في العراق والشام هو إغراق المنطقة حول الفلوجة لإجبار القوات على التقهقر ورفع الحصار عن المدينة.

وشن مقاتلو الدولة الإسلامية هجوماً الجمعة الماضي من ثلاثة محاور على مدينة الحديثة في محافظة الأنبار غربي العراق.

وقال قائد عمليات الأنبار، اللواء رشيد فليح، لـ"أسوشييتد برس" إن الهدف كان القضاء على آخر خطوط الدفاع التي تحول بين التنظيم وبين سد الحديثة على نهر الفرات. ولم يتبق حالياً سوى عشرة كيلومترات تفصل بين المسلحين والسد.

مسلحو التنظيم اقتربوا أيضاً من سد الموصل، أو سد صدام كما كان معروفاً من قبل، والواقع شمال الموصل. ووصف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق، نيكولاي ملادينوف، الأمر بأنه "حرب مياه"، ودعا القوات العراقية والقبائل المحلية إلى العمل كفريق واحد لاستعادة القنوات المائية العراقية.

المياه سلعة ثمينة

وتعمل السدود بشكل مؤثر لتوليد الكهرباء في العراق، وتنظيم تدفق الأنهار وتوفير مياه الري. وتعد المياه سلعة ثمينة في هذا البلد الصحراوي الذي يقطنه 32.5 مليون نسمة.

وقد أدى انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات خلال السنوات الأخيرة إلى نقص الكهرباء في البلدات الواقعة جنوب بغداد، حيث تعتمد المولدات الكهربائية تماما على مستويات المياه.

واستخدمت المياه كسلاح في الماضي، استخدمه الرئيس السابق صدام حسين في عام 1991 ضد معارضيه،  عن طريق تجفيف أجزاء من الأراضي الرطبة في جنوب البلاد التي كان سكانها يعتمدون على عائداتها الزراعية.