"داعش" مستنزف في الحسكة

"داعش" مستنزف في الحسكة

03 مايو 2015
القوات الكردية تتقدّم على حساب "داعش" (Getty)
+ الخط -

يخوض تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) معارك، في الأيام الأخيرة، بشكل متزامن ضد قوات حماية الشعب الكردية وقوات مجلس حرس الخابور الآشورية وقوات سوتورو السريانية في منطقة وادي الخابور في ريف الحسكة الغربي. كما يواجه قوات النظام السوري في منطقة ريف تل براك في ريف الحسكة الشرقي، وفي ريف الحسكة الجنوبي، وقوات الصناديد العربية الموالية للنظام في ريف تل حميس في ريف الحسكة الشرقي. وقد أدى تنوّع أعداء التنظيم وتوزعهم على مختلف مناطق ريف الحسكة إلى استنزافه وإيقاع خسائر كبيرة بقواته التي تتمكن في العادة من تحقيق تقدّم على جبهات القتال قبل أن تخسر النقاط التي سيطرت عليها بسبب تجدد الاشتباكات في مناطق أخرى، ما يجبر التنظيم على نقل قواته وعتاده العسكري بشكل دائم، وعرّض قوته في ريف الحسكة إلى استنزاف مستمر.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة وثلاثين على الأقل من عناصر تنظيم "داعش" قُتلوا أثناء اشتباكات مع قوات حماية الشعب الكردية المدعومة بقوات مجلس حرس الخابور الآشورية ومجلس الحماية السرياني المعروف اختصاراً باسم سوتورو، وذلك في ريف بلدة تل تمر الواقعة في منطقة وادي الخابور غرب مدينة الحسكة. وأكد المرصد أن بعض قتلى داعش سقطوا إثر تفجير أنفسهم بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، فيما سقط معظمهم أثناء الاشتباكات التي اندلعت في المنطقة والتي نتج عنها تقدّم قوات حماية الشعب الكردية وقوات المليشيات المتحالفة معها. وبقيت جثث 21 قتيلاً من "داعش" في حيازة قوات حماية الشعب الكردية التي خسرت 12 عنصراً من قواتها أثناء الاشتباكات، بحسب المرصد.

وأوضح الناشط مهند الحسن من تل تمر لـ"العربي الجديد" أن قوات حماية الشعب الكردية مدعومة بالقوات الآشورية والسريانية المحلية، هاجمت نقاط تمركز "داعش" جنوب مدينة تل تمر، بعد منتصف ليل الجمعة، لتندلع اشتباكات عنيفة بين الطرفين جنوب المدينة استمرت أكثر من عشر ساعات. ونتج عن الاشتباكات تقدم واضح للقوات الكردية والآشورية والسريانية، والتي تمكنت من الوصول إلى محيط منطقة تل جدايا على طريق تل تمر الحسكة بعد سيطرتها على قرى تل فويضات وتل نصري وتل الرمان، لتقوم القوات الكردية بتدمير دبابتين لتنظيم "داعش" في المنطقة بعد سيطرتها على الطريق السريع الذي يصل مدينة تل تمر بمنطقة تل جدايا شمال مدينة الحسكة.

اقرأ أيضاً: سورية: "داعش" يشنّ هجوماً واسعاً على ريف الحسكة

على الجانب الشرقي من ريف الحسكة، كانت تجري بشكل متزامن اشتباكات بين قوات "داعش" وقوات جيش الصناديد المكوّن من مقاتلين من عشيرة شمّر التي يتزعمها الشيخ حميدي دهام الجربا، الذي يشغل منصب رئيس كانتون الجزيرة في الإدارة الذاتية الكردية. وجرت الاشتباكات بين الطرفين في ريف مدينة تل حميس وتمكنت قوات مليشيا جيش الصناديد من القبض على أحد عناصر "داعش" بعد تسلله إلى محيط أحد مقرات المليشيا بنية تفجير نفسه، إلا أن حراس المقر قاموا بإطلاق النار عليه وأصابوه قبل أن ينجح في تفجير نفسه ليقبضوا عليه، بعدها بحسب مصادر محلية في تل حميس.

كما هاجمت قوات "داعش" في الوقت نفسه أماكن تمركز قوات النظام السوري في محيط بلدة تل براك القريبة من تل حميس، وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات اندلعت في المنطقة إثر مهاجمة قوات داعش لنقاط تمركز قوات النظام السوري المدعمة بمليشيا الدفاع الوطني المعروفة بين السكان باسم الشبيحة، ونتج عن هذه الاشتباكات مقتل أربعة على الأقل من عناصر قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها، بحسب المرصد، الذي أكد أن قوات "داعش" قامت بسحب جثة لأحد عناصر قوات النظام الذين قتلوا في الاشتباكات لتقوم بتعليقها في مناطق سيطرتها في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي. وذكر المرصد، أيضاً، أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين في ريف الحسكة الجنوبي من دون أن تؤدي إلى سقوط قتلى.

وتسيطر قوات "داعش" على معظم مناطق ريف الحسكة الجنوبي والجنوبي الشرقي، إذ تُبسط سيطرتها على مدينتي الشدادي والهول، في مقابل سيطرة قوات حماية الشعب الكردية على المدن الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا شمال مدينة الحسكة ومناطق ريف الحسكة الشمالي الشرقي. وتسيطر بشكل مشترك مع مليشيات حرس الخابور والسوتورو على منطقة وادي الخابور في ريف الحسكة الغربي، في الوقت الذي تحافظ فيه قوات النظام على السيطرة على مدينة الحسكة، أكبر مدن المنطقة، وعلى مناطق عدة في محيطها، بالإضافة إلى سيطرتها على مناطق في مدينة القامشلي التي يوجد قربها المطار الوحيد شمال شرق سورية والذي تشغلّه قوات النظام أيضاً.

اقرأ أيضاً: سورية: "داعش" يحاول التقدم بالحسكة وطيران التحالف يستهدف قواته

المساهمون