"داعش" في العراق: جدل بشأن العدد واتفاق على خطر التنظيم

"داعش" في العراق: جدل بشأن العدد واتفاق على خطر التنظيم

27 اغسطس 2020
ازدياد هجمات داعش في العراق(أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -

فتحت إفادة مسؤول ملف مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، فلاديمير فورونكوف، أول من أمس الثلاثاء، حول وضع تنظيم "داعش"، في كل من العراق وسورية وتصاعد هجماته هذا العام مقارنة بالعام السابق فضلاً عن عديد عناصره التي قدرها بنحو 10 آلاف عنصر، الجدل في العراق على المستوى السياسي وحتى الشعبي من دقة هذه المعلومات والأرقام وحقيقة الخطر الذي ما زال يشكله التنظيم.
 النائب في البرلمان عن دورته السابقة حامد المطلك، اعتبر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حديث الأمم المتحدة لم يأت من فراغ، وسواء كان في العدد الذي أعلنته الأمم المتحدة زيادة أو نقصان، فإن داعش موجود في بعض المناطق العراقية"، واصفاً تنظيم "داعش"، بأنه "صنيعة". وشدد على أن على الحكومة والقوات الأمنية أن تلتزم اليقظة والحذر، وأن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة جميع الاحتمالات، مشيراً إلى وجود أطراف، لم يسمها، لا تريد للعراق أن يستقر، كي تسير الأمور في صالح أفكارها ومخططاتها.

في المقابل، اتّهم رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي السابق، حاكم الزاملي، تقارير الأمم المتحدة، بأنها غير دقيقة، والعدد كبير ومبالغ به جداً.
وأوضح الزاملي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هناك انخفاضا كبيرا في عدد عناصر التنظيم في العراق بشكل واضح، لكن بالتأكيد توجد خلايا نائمة تتحرك وتنفذ عمليات إرهابية في المناطق الصحراوية والنائية، لافتاً إلى أن الهجمات التي ينفذها عناصر "داعش"، تهدد قوات الأمن والمواطنين، وهي عبارة عن عمليات كر وفر ينفذها عدد محدود من بقايا التنظيم.
ورجح الزاملي ألا يتجاوز عدد عناصر "داعش" في العراق الـ 1000 مقاتل، وفي سورية نحو 2000 آخرين، معتبراً أن ترك بقايا التنظيم من دون معالجات حقيقية، وعمليات استخبارية نوعية، وملاحقة لهم، فإن النتيجة ستكون زيادة عددهم، لأن لديهم أساليبهم في الترغيب والترهيب، بحسب قوله.
وشدد على ضرورة وجود إرادة حقيقية لملاحقة عناصر "داعش"، وعدم منحهم الفرصة لإعادة تنظيم أنفسهم وزيادة قوتهم ونفوذهم وبالنتيجة زيادة أعدادهم، لافتاً إلى أن العمل الاستخباري يعد الأكثر جدوى وفاعلية ضد خلايا "داعش".
وتابع "أما الجهد العسكري فإنه يعتبر بعثرة للجهود وصرف أموال طائلة على العمليات العسكرية، وبالنتيجة تشتيت جهود المؤسسة الأمنية بدون جدوى"، مبيناً أن "الأمر الأساس في ذلك يكون للجهد الاستخباري والعمليات النوعية".

والثلاثاء الماضي، أكد مسؤول مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة فلاديمير فورونكوف وجود تقارير تقدر عناصر تنظيم "داعش" في العراق وسورية بنحو 10 آلاف عنصر، مشيراً إلى أن هجماتهم زادت بشكل كبير هذا العام.
وأخبر مجلس الأمن بأن مقاتلي تنظيم "داعش" يتحركون بحرية على شكل خلايا صغيرة بين البلدين، مبيناً أن التنظيم الإرهابي يواصل تعزيز موقعه في بعض المناطق التي كانت تحت سيطرته سابقا.
وحذّر من أن "التهديد العالمي الذي يشكله داعش من المرجح أن يزداد إذا فشل المجتمع الدولي في مواجهة هذا التحدي"، داعياً إلى اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل الدول الأعضاء على أسس إنسانية وأسباب تتعلق بحقوق الإنسان والأمن.
وعلى الرغم من إعلان العراق تحرير جميع المدن والبلدات والمناطق من سيطرة تنظيم "داعش" عام 2017، إلا أن بقايا التنظيم لا تزال تنفذ هجمات متفرقة في البلاد بين الحين والأخر، خصوصاً في شمال وغرب العراق.

دلالات