"داعش": المحاماة "كفرٌ" يستدعي التوبة‎

"داعش": المحاماة "كفرٌ" يستدعي التوبة‎

26 سبتمبر 2014
مظاهرة ضد داعش (GETTY)
+ الخط -

سيطر تنظيم الدولة الإسلاميّة "داعش" على شرقي سورية كله، باستثناء مناطق محدودة يسيطر عليها النظام في دير الزور، بالإضافة إلى مناطق في مدينة الحسكة وريفها.

وقد فرض التنظيم من خلال محاكمه الشرعيّة، أحكاماً قاسية على سكان المناطق التي يسيطر عليها.

ويقوم على "المحاكم الشرعيّة" التي أسسها التنظيم في المدن والبلدات التي سيطر عليها، منتسبون يجري اختيارهم على أساس معرفتهم بالشرع الإسلامي، من دون النظر إلى المؤهلات العلميّة أو خبرات العمل القضائي.

وأتى ذلك بعدما أغلق التنظيم المحاكم الشرعيّة والمدنيّة مستهدفاً العاملين في هذه المحاكم بالاعتقال والملاحقة، ما أجبر معظمهم على الفرار. كذلك قام بشكل متكرّر باستهداف القضاة والمحامين وحتى طلاب كليات الحقوق بالاعتقال والخطف.

ويعتبر التنظيم أن كل من درس القانون السوري، المستمدّ في غالبه من القوانين الفرنسيّة والمصريّة، هو "كافر مرتدّ عن الإسلام" ويجب أن يعلن توبته أمام محاكم التنظيم، وإلا وجب قتله لخروجه عن الإسلام بقبوله تطبيق قانون وضعي.

والتقى "العربي الجديد" عبد الحميد الغضبان، أحد المحامين الذين فروا من مناطق سيطرة "داعش" نحو مناطق سيطرة كتائب الثوار، فقال: "قام التنظيم بفرض سطوته على المحامين في مدينة الطبقة في ريف الرقة، حيث قام خطباء الجمعة بإبلاغ السكان بضرورة قيام دارسي القانون والعاملين سابقاً في السلك الحقوقي بالتوجه إلى مقرات التنظيم ومحاكمه الشرعيّة لإعلان توبتهم، بدعوى أنهم ارتدّوا عن الإسلام بدراستهم للقوانين الوضعيّة وسعيهم إلى تطبيقها".

أضاف المحامي: "وصل المحامون والقضاة من أبناء المناطق التي يسيطر عليها التنظيم إلى أوضاع ماديّة مزرية خلال العامَين الأخيرَين، الأمر الذي أدّى إلى توقف المؤسسات القضائيّة عن العمل، لتأتي سيطرة داعش مؤخراً وتزيد الطين بلة.

فقد اضطرّ المحامون الذين لم تسمح لهم ظروفهم بالهرب، إلى العمل في مهن يدويّة أو تجاريّة بعيدة عن عملهم السابق. هناك محامون في مدينتي الطبقة والرقة يعملون الآن في بيع الخضرة والألبان والأجبان ليؤمّنوا قوت أبنائهم".

وفي الأثناء، انقطع معظم طلاب كليات الحقوق في الجامعات السوريّة عن دراستهم، لأنهم أصبحوا أمام خيارَين اثنَين كلاهما مُرّ، فإما أن يتوقفوا عن الدراسة خوفاً من ملاحقة التنظيم وأتباعه لهم، أو أن ينتقلوا للسكن في مناطق أخرى لا يسيطر عليها التنظيم لمواصلة دراستهم. وهو الأمر الذي لم يكن متاحاً بالنسبة إلى معظمهم.

دلالات