"خارج المألوف": البرامج والأغاني على الانترنت

"خارج المألوف": البرامج والأغاني على الانترنت

28 يوليو 2017
فريق البرنامج (علي كاظم)
+ الخط -
أمام التحولات الكبيرة في عالم الإعلام الرقمي، لم توفّر بعض الشركات اهتمامها وجهودها لإعداد سلسلة من الأفكار لتتناسب مع هذا العالم الواسع. كل ذلك يدفع بعض الموسيقيين في العالم إلى التوجه أكثر إلى عالم التقنيات الحديثة، بحسب ما يشرح الموزع الموسيقي اللبناني، جان ماري رياشي، فكرته الجديدة، في برنامج يحمل اسم "أوت أوف ذا بلو" والذذي يعني "خارج المألوف"، والذي سيبدأ بثه قريباً على تطبيق جديد، إضافة على موقع يوتيوب.
يؤكّد جان ماري رياشي، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنه أحبّ أن يواكب العصر بفكرة جديدة، لكن فكرته كانت تحتاج إلى داعم وممول، لذلك "توجهت إلى مجموعة فيوز التي تملك خبرة في هذا المجال، وقررنا العمل معاً".

يقول رياشي إن فكرة البرنامج تجمع في كل حلقة فنانا إضافة إلى شاعر أو ملحن أو موزع موسيقي، لتبني أغنية جديدة أو موضوعا، يتحول مع الوقت إلى أغنية، أو تجديد ما في عالم الألحان والأغاني العربية. يضيف: "ستشاهدون في الحلقة الأولى من البرنامج، والذي صُورت منه 12 حلقة حتى اليوم، الفنانة المصرية لارا اسكندر، بطريقة مبتكرة، نُعرِّف المشاهد من خلالها على صناعة الأغنية، وكم أخذت من التحضيرات والوقت. وكيف وضعنا أفكاراً جديدة لإصدار الأغنية، وهذا ما تهمله شركات الإنتاج العربية. إذ لا يأخذ حقه في أي إصدار إلا المطرب، بينما يبقى صنّاع الأغنية في الظل. لكننا هذه المرة، كسرنا ذلك التقليد وخرجنا بفكرة اجتماع صنّاع الأغنية أو الألبوم".
يتابع أن فكرة "أوت أوف ذا بلو" "Out Of The Blue" خطرت بباله عندما كان يلاحظ أن أغلب الفنانين المغنين الشباب يعانون من معضلة إنتاج أغانيهم الخاصة، وأنهم لا يجدون أي طريقة لإبراز أعمالهم وتقديمها للجمهور بالشكل الذي تستحقه.

ولفت إلى أن مواهب واعدة عديدة كانت تعجز، أمام الإمكانيات البسيطة، عن تقديم أعمالها التي تستحق أن تصل للجمهور. فنحن نعمل شهورا طويلة لتقديم أغنية مدتها لا تتجاوز الثلاث دقائق. لكن المتلقّي لا يعرف كيف ولماذا وبأي شكل وطريقة تمّ إنجاز وتحضير هذه الأغنية. دقائق قليلة تحتاج إلى أيام وساعات لتقديمها بالشكل اللائق بأذواق الجمهور. أول الأسباب، هو أن نحكي قصة كل أغنية، وكيفية تقديمها وصناعتها. في هذا المشروع قررنا أن نضع الفنان في المكان المعاكس لما يرغبه وما تعوّد عليه".
وشدد رياشي على أن الفنان الذي يغني الطرب، "سنطلب منه أن يغني الغربي المختلف عن لونه، ونثبت له أنه يستطيع أن ينال الإعجاب في أمر لم يكن يعتقد أنه لونه والمناسب له. في مشروعنا، سنشرح للجمهور في حلقة خاصة كيف وجدنا واخترنا الكلمات، وكيف وضعنا اللحن. وكيف سجّلنا الأغنية. كيف صارت هذه الدقائق القليلة، أغنية تستحق الاستماع والمشاهدة لمسيرتها ومشوارها الذي قطعته نحوه، والجهود التي بذلناها".

وبحسب رياشي "سيكون البرنامج فرصة لكل أصحاب المواهب الحقيقية، كي يجدوا يداً تساعدهم وتساندهم في مشوارهم. وسيجد الإعلاميون، كما الجمهور، أن الموضوع جدّي جداً، وأنه ليس حكراً فقط على المشاهير، بل سيكون بينهم أسماء جديدة ومواهب تستحق المساعدة. سنملأ العالم موسيقى، ونفاجئ الناس بالأغاني غير المتوقّعة. وسنمنح الشباب فرصة ذهبية للظهور ومتابعة مشوارهم الفني الحقيقي، وبالشكل الصحيح والسليم. وسيكون معنا شركاء يؤمنون برسالة الموسيقى ودورها الإيجابي في الحياة".

عن البرنامج
البرنامج المصور بتقنيات عالية، يشارك فيه مخرجون ومدراء فنيون، وذلك من أجل تنفيذ "كليبات" مصورة للأغنية. ويؤكد المخرج، جيلبير بوزيد، لـ "العربي الجديد"، أن الأفكار الجديدة يجب أن تتناسب مع الواقع اليوم، ومع الفكرة المخصصة للإنترنت. في كليب المصرية لارا اسكندر، اعتمدنا على "غرافيك" والمؤثرات البصرية الضوئية من داخل الاستديو، خصوصاً أن نوعية الأغنية تُلزمنا بذلك، لأنها تنتمي إلى فن الـ "روك اند رول"، وتعيدها اسكندر باللغة العربية".

العرض
قريباً، سيبدأ عرض البرنامج على شبكات الإنترنت. لن يكون الاعتماد بعد اليوم على الشاشات والتلفزيونات. صارت الفكرة لمن يتابع الجديد عبر المواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما تقول مسؤولة شركة "فيوز"، نسرين غزال، لـ "العربي الجديد". البرنامج يصف مراحل التدرّج بالتفصيل، كيف تمّ تصنيع هذه الأغنية. "وقد أنتجنا حتى الآن أكثر من 12 أغنية، تليها 12 أخرى، منها لعاصي الحلاني وسعد لمجرد ولارا اسكندر، وسنستمر في إنتاج الأغاني لمطربين ومغنّين ومشاهير، بمعدل يعتمد على الخطط المناسبة، ليصبح الإنتاج أغنيةً كل أسبوع تقريباً.

تجارب سابقة
في السنوات السابقة، حفلت مواقع التواصل بمجموعة من الشركات الغربية والعربية لتواكب هذا التطور التقنّي، إذ تمَّ إنشاء مواقع متخصصة، وكان للموسيقى العربية حصة كبيرة في مجموعة الأفكار هذه. فطرحت "أنغامي"، مثلاً، موقعها عام 2012، وهي عبارة عن منصة مُتخصصة في مجال الموسيقى في المنطقة العربية، والتي تحتوي على أكبر "كتالوغ" موسيقى عربي وغربي مُرخَّص في المنطقة. وهو متوفر كتطبيق على الجوال وعلى كافة أنواع أجهزة الكمبيوتر. لدى "أنغامي" أكثر من 50 مليون مستخدم، ويصل عدد الاستماع إلى أكثر من 700 مليون شهرياً.




المساهمون