"حوارات بصيغة أنثوية": من إسبانيا إلى فلسطين

"حوارات بصيغة أنثوية": من إسبانيا إلى فلسطين

10 سبتمبر 2019
(الشاعرة الإسبانية يولاندا كاستانيو)
+ الخط -

تشكّل شهادات النساء على واقعهن وعنه بمثابة الأرشيف غير الرسمي الذي بات يستحوذ على اهتمام العديد من الباحثين الذين يدرسون قضايا عدّة منها انتقال مكوّنات ثقافية من خلال المرأة حصراً، وكذلك لارتباطه بالتاريخ الشفوي للفئات المهمشة، وما يعكسه من سجال حول المسكوت عنه، وأنماط التعبير عنه في الأدب والفنون والمجتمع.

"حوارات بصيغة أنثوية" عنوان التظاهرة التي تنظّمها "قنصلية إسبانيا" في القدس المحتلة عند الرابعة من مساء اليوم الثلاثاء وتتواصل حتى الثالث عشر من الشهر الجاري، بمشاركة عدد من الكاتبات والباحثات من إسبانيا وفلسطين.

يشير بيان المنظّمين إلى أن التمثيل المنقوص للمرأة في جميع المجالات الثقافية، ما يتطلّب من أجل سدّ هذه الفجوة تسليط الضوء على صوتها، والتعلم من أساليب عملها المختلفة التي تثري بدورها الثقافة، وذلك من خلق مساحة للقاء وتبادل ومناقشة في مدينتي القدس ورام الله.

تتوزّع اللقات على عدّة فضاءات بين القدس ورام الله، من بينها: "مركز دراسات القدس" التابع لـ"جامعة القدس"، و"مؤسسة عبد المحسن القطان"، و"مركز خليل السكاكيني الثقافي"، و"معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى".

يعقد اللقاء الأول بعنوان "حوار حول التغيير الاجتماعي" يشارك فيه كلّ من يارا هواري الباحثة الفلسطينية في التاريخ الشفوي والذاكرة السياسية، وماريا فيلياس الباحثة الإسبانية في النوع الاجتماعي والمواطنة والعلوم السياسية، بينما يحمل اللقاء الثاني عنوان "حوار حول الأدب"، يجمع كل الفلسطينيتين، الشاعرة هلا شروف ومايا أبو الحيّات، مع الشاعرة الإسبانية يولاندا كاستانيو.

تكتب كاستانيو (1977) باللغة الجليقية (لغة إقليم جليقيا شمال غرب إسبانيا) وتترجم بنفسها دواوينها إلى اللغة الإسبانية بعد ذلك، ولديها ستّ مجموعات شعربة منها "لذّة" (1998) و"كتاب الفتاة الأنانية" (2006)، و"اللغة الثانية" (2014)، وإلى جانب ذلك تنشر المقالات النقدية وتكتبت نصوصاً للسينما وتعدّ برامج تلفزيونية.

وتتحدّث في "حوار حول الموضة" كلّ من مصمّمة الأزياء والناشطة الفلسطينية ياسمين مجلي، ومهندسة الديكور الفلسطينية أميرة خضر، والباحثة الإسبانية لورا مارتينيز، وفي حوار حول الموسيقى" تشارك الفنانتان الفلسطينية ميرال عيّاد والإسبانية كارمن خيمي.

_______________________
تفاحات حديقة تولستوي

* يولاندا كاستانيو

أنا،
التي سرتُ بسيّارة بجانب أمواج نهر نيريتفا،
التي جئتُ بالدرّاجة الهوائية على آخر شوارع كوبنهاغن المبتلّة.
أنا التي قِستُ بذراعي ممرّات سراييفو الضيّقة،
التي عبرت وأنا أسوق سيّارة حدود سلوفينيا،
وحلّقتُ على متن طائرة فوق نهر بيتانزوس.
أنا التي خرجتُ على متن عبّارة كانت تقترب من سواحل أيرلندا،
ومن جزيرة أوميتيب ببحيرة كوثيبولكا في نيكاراغوا
أنا التي لن أنسى ذلك المتجر في بودابست،
ولا حقول القطن في إقليم تيساليا،
ولا تلك الليلة في فندق في مدينة نيس بعمر 17.
ذاكرتي ستبلّلُ الأقدام في شاطئ يورمالا في لاتفيا
وفي الشارع السادس ستحسُّ كأنها في بيتها.
أنا،
التي كدتُ أموت ذات مرّة وأنا أسافر بسيّارة أجرة في ليما،
التي عبرتُ اصفرار حقول باكروجيس البرّاقة
وعبرتُ الشارع ذاته الذي مرّت منه مارغريت ميتشل في أتلانتا.
أقدامي وطئت رمال جزيرة إيلافونيسي الوردية،
وعبرتْ ركناً في بروكلين، وجسر تشارلز وشارع لابايي في بوينوس آيرس.
أنا التي اجتزتُ الصحراء لأذهب إلى مدينة الصويرة،
التي انزلقتُ على حبل من أعلى قمم جبل مومباشو،
التي لن أنسى الليلة التي نمتُ فيها وسط الشارع في أمستردام،
ولا دير أستروغ، ولا حجارة ميتيورا.
أنا التي نطقتُ اسماً وسط ساحة في مدينة غنت،
التي شققتُ البوسفور مرتدية وعوداً،
والتي لم أعد الشخص نفسه بعد ذلك المساء في أوشفيتز.
أنا،
التي سقتُ السيّارة شرقاً إلى غاية مكان قريب من بودغوريتسا،
التي طفتُ بدرّاجة ثلجية نهر فاتنايوكوتل الجليدي
أنا التي لم أشعر قط بالوحدة مثلما شعرت في شارع سان دوني،
التي لن أتذوّق مطلقاً عنباً مثل عنب مدينة كورينثوس اليونانية.
أنا،
التي قطفت ذات يوم تفّاحات من حديقة تولستوي،
أريد العودة إلى البيت:
المخبأ
الذي أفضّل
في لاكورونيا

تحديداً بداخلك.


* ترجمة القصيدة عن الإسبانية إبراهيم اليعيشي

المساهمون