"حليب النوق" يقهر عطش الصائمين في الصومال

"حليب النوق" يقهر عطش الصائمين في الصومال

04 يوليو 2014
بائعات الحليب في شوارع الصومال (GETTY)
+ الخط -

حليب الإبل "النوق" سيّد مائدة رمضان في الصومال، التي تشتهر بثروتها الحيوانية، وخصوصاً الجمال، التي تصدّر حالياً إلى بعض الدول العربية.

ويروي صوماليون أن حليب النوق له قدرة عالية على مقاومة العطش أثناء رمضان، كما أنه يساعد على حرق الدهون وتقليل الحموضة، ومقاومة بعض الأمراض، وهذا ما يجعل الصوماليين يقبلون على شربه ولاسيما في رمضان.

حليمة عبدي قالت إن حليب الإبل هو الشراب المفضل عند الصوماليين في رمضان، وخاصة وجبة السحور. "كان الأجداد يضيفونه إلى "العصيدة" وأكلات أخرى، وها نحن نقلدهم في ذلك حتى الآن وسنورثه الجيل الذي يلينا لما فيه من فوائد كثيرة"، مشيرة إلى أنه "أكثر فائدة من المشروبات المستوردة من الخارج أو ألبان الماشية الأخرى".

وبدأت شركات محلية تستفيد من الثروة الحيوانية، حيث تقوم تلك الشركات ببيع لتر حليب النوق الطازج بدولارين، ليشهد رواجاً كبيراً في المجتمع الصومالي، بعدما فقدوا الثقة في موزعي الحليب في الأحياء والأسواق والشوارع.

وحلب النوق أمام أعين المشترين في ضواحي مقديشو، طريقة جديدة أكسبت الكثيرين من محبي هذا الحليب الثقة، وتختلف هذه الشركات عن بائعات الحليب داخل العاصمة، واللاتي ألصقت التهم بهن حول جودة منتجاتهم، وهذا ما جعل الصوماليين يقبلون على محال بيع حليب التابعة للشركات الجديدة.

وقال مدير شركة للحليب واسمه محمد نور "اكتسبنا زبائن كثيرين منذ تأسيس الشركة، لأننا اتبعنا طريقة مميزه بعيدة عن الغش وهو سبب اقبال المواطنين على منتجاتنا من الألبان".

وأشار نور إلى أن شركته باعت في اليوم الأول من رمضان أكثر من 500 لتر من الحليب وهذا ما كان غير متوقع بالنسبة للشركة. "كنا نبيع في الأيام العادية كميات أقل من هذا بكثير".

وصلاد أحمد مغترب صومالي يعاني من مرض الذبحة الصدرية، قال "خلال السنوات الماضية كنت أشعر خلال تواجدي في المهجر بحرقة في الصدر خلال رمضان لأنني كنت سابقاً أتناول المشروبات الغازية، أما في رمضان الحالي فأشعر براحة بفضل حليب الإبل الذي أتناوله في وجبتي الإفطار والسحور، أما الشعور بالعطش فهو أمر غير وارد بالنسبة للمتناولين لحليب الإبل خلال رمضان".

وحليب الإبل الذي يمزج بالعصيد من "الذرة الشامية" بات الطعام المفضل عند الصوماليين لما تحتويه هذه الوجبة من فوائد كبيرة مثل تحمل الجوع والعطش وعلاج الأمراض المعدية وفقر الدم وآلام الأسنان خلال رمضان، بحسب دكتور عبد الله مالك صاحب محل لبيع الأدوية المشتقة من الأعشاب.

وتتزايد أماكن بيع الحليب خلال شهر رمضان مع تمديد فترة بيعه في الأسواق على عكس الأيام العادية التي يقصد فيها المواطنون أماكن خاصة تعمل لفترة قصيرة.

ومن أنواع المشروبات التي يفضلها الصوماليون أثناء رمضان خاصة وجبة الإفطار كالليمون الحامض والسمسم والبطيخ وغيرها من الخضروات، حيث تختفى ظاهرة تناول المشروبات الغازية والأخرى المعلبة والمستوردة من الخارج خلال رمضان.

وبحسب باحثين، فإن حليب الإبل مصدر غني بالبروتينات، ويحتوي على مستويات عالية من البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد والمنجنيز والنحاس والصوديوم والزنك مقارنة بحليب البقر بالإضافة إلى احتوائه على كمية أقل من الكوليسترول.

كما أنه يحتوي على فيتامين سي أكثر بـ 3 مرات والحديد أكثر بـ 10 مرات من مستواها في حليب البقر.

دلالات

المساهمون