"حرب الماركات" تهزم كرة القدم في عرسها المونديالي

09 مارس 2014
+ الخط -

ارتقت شركات التجهيزات الرياضية من صورة الكومبارس لتلعب دور البطولة في أقوى العروض المسرحية الكروية خلال السنوات الأخيرة، فهي التي تضخ الأموال وتبدع في حياكة الألبسة وصناعة الأحذية وتوفير أحدث المستلزمات بتكنولوجيا عالية.
وفي السنوات الاخيرة تأسس صراع جديد في كواليس اللعبة الشعبية دفع صحيفة "ليكيب" الفرنسية الشهيرة للتساؤل، في أحد مقالاتها، عن ماهيّة البطل القادم في مونديال الشركات الرياضية، وتناولت بالتحليل جوانب عديدة من حرب الماركات.
آخر 4 بطولات لكأس العالم لم تخرج من دائرة ثلاث شركات رياضية، فقد توّج منتخبا فرنسا وإسبانيا باللقب في نسختي 1998 و2010 على التوالي وشعار أديداس يكسو قميصيهما، في حين كانت نايكي الراعي للمنتخب البرازيلي في نسخة 2002 التي أقيمت في اليابان وكوريا الجنوبية، ورفع الأزوري الإيطالي بطولته الرابعة في ألمانيا 2006 ونالت شرف الاحتفال معه شركة بوما حينها.
وعلى غرار أبطال المسابقة، لا توجد هيمنة مطلقة لإحدى الشركات على الكأس حيث لم يسبق لأي واحدة منها الفوز باللقب مرتين متتاليتين. وبالتوازي مع ذلك، أثبتت الشركات الثلاث في السنوات الأخيرة سيطرتها على السوق، فنايكي هي السبّاقة في عالم التجهيزات الرياضية بتحقيقها قيمة تداول في العام الفائت بلغت ثمانية عشر ملياراً وأربعمئة مليون يورو، في حين تحتكر أديداس بورصة كرة القدم بأربعة عشرة ملياراً وتسعمئة ألف يورو في العام 2012، وخلفهما تقبع بوما التي قاربت الثلاثة مليارات يورو السنة الماضية.
نايكي تربح
سيكون شعار نايكي الأكثر انتشاراً على قمصان المنتخبات المشاركة في مونديال البرازيل الصيف المقبل، حيث ترعى الشركة الأميركية عشرة فرق من بين اثنين وثلاثين منافساً على البطولة، ويبقى أبرزهما المنتخب البرازيلي المضيف والديكة الفرنسية. وبثمانية قمصان لكل شركة، تتقاسم أديداس وبوما المركز الثاني، فالأول يحتكر أزياء أصحاب المراتب الثلاث الأولى في تصنيف الفيفا وهم حامل اللقب لاروخا الإسباني، المانشافت الألماني والتانغو الأرجنتيني، أما الثاني فيرعى الأزوري الإيطالي وبطل كوبا أميركا الأخيرة الأوروغواي.
وتوزعت المنتخبات الستة المتبقية على شركات أخرى، ولو أنها غير مرشحة بقوة للعب الأدوار الأولى في المونديال اللاتيني، إلاّ أن شركة بورادا تبقى الأكثر طموحاً من خلال ممثلها البلجيكي الذي قدّم مردوداً راقياً في التصفيات الأوروبية كما يحظى بجيل جديد من اللاعبين قد يغيّر الخارطة الكروية العالمية. في المقابل سيلعب المنتخب البوسني خلال مشاركته الأولى في كاس العالم بقميص من صنع شركة ليجيا، وستكون جوما الماركة الخاصة بالهندوراس، أما الإكوادور فزيها الرسمي مرصّع بشعار ماراثون المحلي في خطوة جريئة لتشجيع الماركة المحلية، وتعاقدت كوستاريكا مع لوتو، في حين أن أولهوسبور مسؤولة على مد المنتخب الإيراني بالمستلزمات الرياضية.

الأغلى وليس الأفضل

يمتلك الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أغلى قميص رياضي في العالم حيث يكلف خزينة شركة نايكي اثنين وأربعين مليوناً وستمئة ألف يورو سنوياً. وحسب موقع سبورتينغ انتيليجانس، يحتل زي الأسود الثلاثة المركز الثاني، فبعد فسخه التعاقد مع أومبرو في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2012، أصبح الاتحاد الانكليزي يتقاضى سنوياً ثلاثين مليون يورو من الشركة الأميركية نفسها التي تدفع كذلك مبلغ خمسة وعشرين مليون يورو مقابل تجهيز المنتخب البرازيلي.
وتبقى أغلى صفقة في تعاملات شركة أديداس هي رعاية المانشافت لقاء ستة وعشرين مليون يورو، أما حامل لقبي المونديال واليورو فيحصل على أربعة وعشرين مليون يورو من الشركة الألمانية نفسها، وهو الرقم الذي يعتبر زهيداً بالمقارنة مع الإنجازات التي حققها أبناء المدرب ديل بوسكي، وينتمي القميص الإيطالي إلى قائمة الخمسة الأعلى سعراً لكونه يمثّل أغلى صفقة رعاية لدى شركة بوما بقيمة عشرين مليون يورو سنوياً.
وقد لا تكون هذه الشركات طالع خير على منتخباتها، إلا أنها مهما كانت النتائج والأحوال في المونديال اللاتيني ستظل جاثمة على صدورها إلى ما بعد كأس العالم 2118 المقرر إقامتها في روسيا، وذلك بسبب الالتزام بالعقود المبرمة سلفاً.
فهد وشبح
يشتد التنافس مع اقتراب كل حدث كروي كبير بين الشركات الرياضية الساعية لتقديم إعلانات مغرية لمنتوجاتها، وقد أجمع العديد من عشاق الساحرة المستديرة على طرافة الإعلان الأخير الذي قدمته شركة بوما للترويج لشراكتها مع المنتخب الأوروغواياني، حيث تضمّن الفيلم القصير شبحاً باللون السماوي يطلّ على ملعب الماراكانا الشهير في محاكاة لنهائي 1950 عندما خطف أحفاد سواريز اللقب من مضيفهم البرازيلي بعدما انتصروا عليه في العرس النهائي.
وحاولت شركة نايكي أيضاً أن تصنع الحدث عبر إعلان آخر لنجوم السيليساو مزجت بين لعبهم على البساط الأخضر ولعبهم الافتراضي في أفلام الكرتون وعلى سواحل الأطلسي وفي شوارع البرازيل ليحصل على إعجاب الكثير من المتابعين.
من جهته، أعطى الاتحاد الدولي لكرة القدم الضوء الأخضر للاتحاد الإيراني لكرة القدم لخوض غمار المونديال بزي يحمل صورةً للفهد الآسيوي الذي تعتبر إيران وباكستان موطنه الأصلي وليكون بذلك كأس العالم المقبل أول نسخة يوجد فيها زي بهذه الكيفية.
ويعتبر هذا التصميم فريداً من نوعه بالإضافة إلى المعنى الرائع الذي يروّجه وهو حماية ذلك النوع من السنوريات من الانقراض، وقامت شركة أولهوسبور بتصميمه وقد يجلب إعجاب الكثيرين بهذه الماركة خلال الحدث الكروي الأهم الصيف المقبل.

المساهمون