"توثب الأطراف".. دراسات حول التفكك في المشرق العربي

"توثب الأطراف".. دراسات حول التفكك في المشرق العربي

14 يناير 2019
(الموصل)
+ الخط -

تحت عنوان "توثب الأطراف: الدين والدولة والتفكك في المشرق العربي" ينعقد المؤتمر الذي يقام في "معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية"، صباح غد الثلاثاء ويتواصل ليومين بمشاركة أكاديمين وباحثين من بلدان مختلفة وبمشاركة عدّة جامعات ومراكز للأبحاث.

المؤتمر هو نقاش لسلسلة من الأبحاث التي قدمت ضمن مشروع بحثي يحمل الاسم نفسه، ويسعى إلى "بلورة فهم دقيق وديناميكي لتحوّلات الدين في علاقته بالتحولات في بنى الدولة والاجتماع، وبوجهٍ خاصٍّ في سورية والعراق خلال العقود الثلاثة الأخيرة".

يهدف المشروع الى تطوير الأدوات المفاهيمية والتحليلية الملائمة للحالة المدروسة وبشكل يتجنب ما هو شائع من تفسيرات ثقافوية أو ما بعد-كولونيالية، موجهاً أهتماماً خاصاً للديناميات الاجتماعية، والاقتصاد السياسي، والتطورات المركبة والمعقدة ومتعدّدة الأبعاد، إضافة إلى السياق العالمي الذي يشهد تطورات نظيرة وقابلة للمقارنة.

يهتم المشروع، وفقاً للقائمين عليه، بدراسة الكيفية التي يحدث فيها الاندفاع من الأطراف والهوامش الاجتماعية والثقافية والسياسية والجغرافية، وبالطبع الدينية، إلى المركز السياسي. 

ومن منظور تحليلي، يستهدف المشروع مساءلة الفرضيات السائدة حول "الصحوة" الدينية والطائفية و"عودة المكبوت"، والصيغ التحليلية المشتقة من تلك الفرضيات.

تتضمّن مجالات الاهتمام الموضوعية للمشروع دراسة عدد من الاتجاهات المتوازية والمتماثلة والمتداخلة مثل اعادة تشكل الدين وانتقال السلطة الدينية الى فاعلين جدد، وتراجع دور الدولة وانتقال بعض وظائفها، بما في ذلك الوظائف الأمنية، الى فاعلين أهليين غير رسميين، والتهميش البنيوي والتفتت الاجتماعي-الاقتصادي والثقافي والجغرافي، والشبكات الجهادية العابرة للأوطان تتموضع على نقاط التداخل المتعددة بين هذه الاتجاهات، عاكسة صيرورة اندفاع الهامش وتجسده الفعلي.

يشارك في جلسات اليوم الأول من العراق الأكاديميون مدحت محمد صالح ويقدم ورقة بعنوان "السوق العراقي والبيولوجي العرقي الطائفي"، وعصام الخفاجي بورقة حول "إعادة تشكيل الدولة وإعادة هيكلة المجتمعات".

من إيطاليا، تقدّم الباحثة فيرجيني كولومبيه مداخلة "ما بعد القذافي ليبيا: اتفاقات سياسية أو عقد اجتماعي جديد؟" أما الباحث الفلسطيني آدم هنية فيشارك بورقة "تشكيل الدولة في الشرق الأوسط: دول مجلس التعاون الخليجي والاقتصاد السياسي على المستوى الإقليمي".

من "معهد الدوحة للدراسات العليا"، يشارك الأكاديمي عمر عاشور بورقة حول "الصعود (العسكري) للعناصر المسلحة غير الحكومية: حالة داعش"، ويقدّم الأنثروبولوجي هشام داود مداخلة عن "القبائل والعنف في النزاع المسلح: وجهة نظر الأنثروبولوجيا"، ومن بريطانيا يشارك ستاثيس كاليفاس بورقة "الحروب الأهلية العربية: تقييم"، ويقدّم الأميركي فريدريك ويري مشاركة عن "الحوكمة الأمنية المهجنة: حالة ليبيا وما بعدها". ويقدّم الباحث دنيز كانديوتي من لندن مداخلة عن "من الهوامش إلى المركز؟ كيف أصبحت سياسة النوع الاجتماعي اختبارًا للحكم" تختتم بها جلسات اليوم الأول.

في اليوم التالي يناقش الباحث الفرنسي فابريس بلانش موضوع "الاتجاهات الديموغرافية في سوريا منذ عام 2011: النزوح السكانى والتجانس الطائفي"، ومن السويد تقدّم الباحثة آسيا المهيهي مداخلة "الحكم من الأسفل: مقارنة التجارب المحلية في مصر وسورية بعد الانتفاضات"، وتشارك اللبنانية ريما ماجد بدراسة حول "كيف لا ندرس الطائفية: تحدي الفهم السائد"، وبعنوان "الطائفية في الشرق الأوسط" يقدّم الباحث حيدر سعيد من "المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسية" ورقة "الطائفة والأمة: محاولة نظرية، مع الإشارة إلى العراق".

الباحث هاروت أكديديان يشارك بورقة "إعادة تشكيل الحقل الديني في سوريا: من النيوليبرالية إلى ضمور الدولة"، ويلقي اللبناني ساري حنفي بعنوان "دراسات الشريعة بدون علم اجتماع في جامعة دمشق"، ويحاضر حارث حسن حول "الفاعلين الدينيين والنظام السياسي وإعادة تشكيل علاقات مركز الهوامش في العراق: حالة السلطة الشرعية الشيعية". كما يقدّم فارس نظمي، رئيس "الجمعية العراقية لعلم النفس السياسي" ورقة حول "تحويلات الهيمنة الثقافية في العراق: تراجع النزعة الإسلامية وظهور الهوية الوطنية".

الجلسة الأخيرة يقدّم فيها الباحث حمزة المصطفى من "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" حول "الشبكات الافتراضية خلال الثورة السورية"، ويتناول الباحث السويسري باتريك هايني "التشدد الجهادي: سقوط الإسلام الديني والثورة المحافظة ببرجوازية حضرية جديدة".

أما الباحثة لولوة الرشيد فتقدّم ورقة "داعش والقبائل في شمال وشمال شرق العراق"، وتلقي أسماء جميل رشيد الأستاذة في مركز دراسات المرأة في "جامعة بغداد" مداخلة حول "إدارة الماضي في العراق: موقف المجتمعات المحلية والحكومية من عائلات مقاتلي داعش".

وتختتم الجلسات بمناقشة حول سؤال "كيف تغير "المشرق" منذ عام 2011 ، وهل هناك نهاية تلوح في الأفق لتصنيفها؟" يشارك فيها الباحثون والناشطون السياسيون بسمة قضماني وعزيز العظمة وطارق متري.

دلالات

المساهمون