"بي بي سي" و"داعش"

04 ديسمبر 2015
نفذط الطائرات البريطانية غارات على مواقع "داعش" بسورية(فرانس برس)
+ الخط -
كان النقاش طويلاً وحاداً، يوم الأربعاء، في مجلس العموم البريطاني. أكثر من عشر ساعات من المداخلات والكلمات ناقشت كل تفاصيل الطلب الحكومي بتوسيع العمليات الجوية البريطانية من الأجواء العراقية إلى ضرب مواقع تنظيم "داعش" في الأراضي السورية. تدخل أكثر من 170 نائباً لدعم الاقتراح الذي تقدم به رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أو الانضمام إلى معسكر زعيم حزب العمال جيرمي كوربن، المعارض للاقتراح الحكومي.
تساءل المعارضون عن قدرة الضربات الجوية على هزيمة "داعش" من دون وجود قوات برية تسيطر على الأرض. ودافع المؤيدون عن أهمية الضربة الاستباقية لمواقع "داعش" في سورية، قبل وصول خطر هذا التنظيم الإرهابي إلى شوارع لندن، كما ضرب في شوارع باريس. وأخيراً، انتهت الساعات الطويلة بتصويت ديمقراطي حر. أعطى لرئيس الحكومة الضوء الأخضر لتوجيه ضربات جوية لمواقع "داعش" في سورية. وبالفعل بعد ساعات قليلة على التصويت البرلماني بالموافقة على توسيع الغارات على مواقع "داعش" لتشمل سورية، أعلنت وزارة الدفاع أن سلاح الجو البريطاني نفذ أولى غاراته على مواقع "داعش" انطلاقاً من القاعدة الجوية في قبرص.

غير أن اللافت في كل ما قيل طيلة عشر ساعات من المداخلات المتواصلة، كان إصرار رئيس الوزراء البريطاني، والسواد الأعظم من المتحدثين على تجنب لفظ "الدولة الإسلامية" والتمسك بلفظ "داعش"، مفسرين ذلك أولاً بعدم علاقة التنظيم الإرهابي بالإسلام السمح، وثانياً أنّ ما يزعم "داعش" أنه "دولة" ليس إلا تجمعاً لعصابات إرهابية توغل في القتل والتدمير وتتحدى كل القوانين والشرائع الإنسانية والسماوية.
رئيس الوزراء البريطاني وأعضاء مجلس العموم وجهوا انتقادات شديدة اللهجة إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية "بي بي سي" مطالبين بوقف استعمال تعبير "الدولة الإسلامية" "IS" عند الحديث عن تنظيم "داعش". وسائل إعلام بريطانية، مسموعة ومطبوعة كثيرة انضمت إلى حملة قصف "داعش" بدءاً من الاسم، فعمدت إلى استخدام اسم "داعش" وكتابته بالأحرف الإنجليزية "Daesh" في تقاريرها، نكاية في التنظيم الذي يكره هذا الاسم، بل ويقيم الحد على كل من ينطق بلفظ "داعش". فهل ستلتحق "بي بي سي" بحرب بريطانيا على "داعش" أم أنها ستبقى تُغرد خارج السرب.