"بيروت ما بتموت"... مسيرة حاشدة وإضاءة شموع في ذكرى أسبوع الانفجار

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
11 اغسطس 2020
مظاهرة في بيروت في الأسبوع الأول لانفجار المرفأ
+ الخط -
بلباسٍ أبيضٍ، شارك مئات اللبنانيين، اليوم الثلاثاء، في مسيرةٍ صامتةٍ جابت الأحياء المُدَمَّرة في بيروت، بمناسبة ذكرى مرور أسبوعٍ على انفجار المرفأ، وصلت إلى تمثال المغترب، حيث أضيئت الشموع بعدد الضحايا وأسمائهم وعبارة "بيروت ما بتموت".
ورفع الآذان ودقت أجراس الكنائس في تمام الساعة السادسة وسبع دقائق، توقيت الانفجار الأول الذي دوّى في مرفأ بيروت، في ظل وقوف المشاركين في المسيرة دقيقة صمتٍ عن أرواح الضحايا، قبل أن توضع لقطات فيديو مصوَّرة على شاشةٍ كبيرة في الساحة عرضت لحظة حصول الانفجار، وذلك على وقع أغنية "يا بيروت" للفنانة ماجدة الرومي التي تؤكد أن العاصمة ستقوم من تحت الردم، وأن الثورة تولد من رحم الأحزان، هذه العبارة التي حذفت من الحفل الموسيقي "كرمالك يا وطن" الذي نظمته جمعية "لبناني وأفتخر" في الذكرى الـ75 لتأسيس الجيش اللبناني، وأثار التصرف اعتراضاً شعبياً وضع في إطار محاولة قمع الانتفاضة. 
ووجهت في المسيرة، التي شارك فيها لبنانيون من مختلف المناطق، التحية إلى عناصر فرق الإطفاء المدني، الذين خسروا 10 من زملائهم في انفجار المرفأ بينما كانوا يؤدون واجبهم المهني والإنساني، وتمت تلاوة أسماء الضحايا ووضعها على الشاشة. 
وأكد المشاركون أنّهم "لم ولن ينسوا دماء هؤلاء حتى تعليق المشانق التي تطاول كل المسؤولين السياسيين والأمنيين الذين شاركوا من دون استثناء بهذه الجريمة"، ودعوا إلى استقالة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري بعد استقالة حكومة حسان دياب أمس الإثنين.
وتقدّمت المسيرة التي انطلقت من الجميزة، مار ميخائيل، مروراً بالكرنتينا فمرفأ بيروت، جمعية الكشاف اللبناني التي عزفت النشيد الوطني والموسيقى الوداعية عن روح الضحايا، ورفعت لافتة كبيرة تختصر كل الكلام كُتِبَ عليها، "في بلادي يموت من يستحق الحياة على يد من يستحق الموت"، وحمل المشاركون صور الضحايا، وعبارات تدعو إلى محاسبة المسؤولين عن الانفجار الذي دمر البشر والحجر وأخفى معالم أحياء تراثية وذكريات كانت تعبّر عن أيام بيروت الجميلة.
وبعد أسبوع على الكارثة، غرّد الرئيس ميشال عون على حسابه عبر "تويتر"، كاتباً، "أجدّد عزائي للأهل المفجوعين، ووعدي لكل اللبنانيين المتألّمين أنني لن أستكين قبل تبيان كل الحقائق. وما الإحالة إلى المجلس العدلي إلا الخطوة الأولى لذلك".
وتوجه الناشطون بعدها إلى ساحة الشهداء، حيث تُنصَب الخيم وتوزع المساعدات الطبية والغذائية، عن طريق مبادرات فردية ومتطوعين سارعوا منذ اليوم الأول الذي تلا وقوع الانفجار إلى وهب أنفسهم وبذل جهودهم في سبيل رفع الدمار والركام وإسعاف الجرحى وتنظيف الطرقات والشوارع والمنازل المتضررة، وفرض أمن ذاتي للمحافظة قدر الإمكان على الأغراض والممتلكات العائدة لآلاف العائلات التي باتت مشرَّدة. ورفع الناشطون الصلوات وأضاؤوا الشموع عن روح الضحايا.
من جهة ثانية، شهد محيط البرلمان مواجهات بين المعتصمين والقوى الأمنية، استخدمت فيها الحجارة والمفرقعات النارية والقنابل المسيلة للدموع، في مشهدٍ يتجدّد منذ يوم السبت الماضي، وأدى إلى سقوط عدد من الجرحى ومقتل عنصر في قوى الأمن.
وارتفع عدد ضحايا الانفجار إلى 171 ضحية بحسب تصريح لوزير الصحة حمد حسن، فيما يتراوح عدد المفقودين بين 30 و40 مفقوداً، وأكثر من 6000 جريح، 120 منهم لا يزالون في العناية الفائقة.
ووقع رئيس الجمهورية ميشال عون، اليوم الثلاثاء، مرسوم إحالة ملف انفجار مرفأ بيروت إلى المجلس العدلي.
ويوم أمس الاثنين، أحال مجلس الوزراء في جلسته، التي عقدت في السرايا الحكومية، ملف انفجار مرفأ بيروت إلى المجلس العدلي، بناءً على اقتراح وزيرة العدل ماري كلود نجم، وذلك قبل إعلان رئيس الحكومة حسان دياب استقالة الحكومة. وأعدت لجنة التحقيق، يوم الاثنين، تقريرها ورفعته إلى الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني من أجل الاطلاع عليه.

ذات صلة

الصورة
يرى غزيون أن تفرّد الاحتلال بهم يزيد القتل والتجويع (مجدي فتحي/ Getty)

مجتمع

يتفاءل الكثير من الغزيين باتفاق وقف النار في لبنان آملين أن يكون فاتحة لوقف النار في القطاع الذي يتعرض للقتل والتجويع منذ أكثر من عام.
الصورة
أضرار جراء هجوم صاروخي من لبنان على شمال نهاريا، 25 سبتمبر 2024 (جاك غويز/فرانس برس)

سياسة

في الوقت الذي تتواتر فيه مشاهد العائدين إلى الجنوب اللبناني، يظل الوضع أكثر هدوءاً في المستوطنات والبلدات القريبة من الحدود مع لبنان، شمال إسرائيل.
الصورة
دخان كثيف يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، 20 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

تداولت وسائل إعلام عبرية بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان المتوقع الإعلان عنه اليوم الثلاثاء. ووفقًا لمحتوى الاتفاق، فإن إسرائيل ستنسحب من جنوب لبنان.
الصورة
غادر لبنانيون منازلهم على خلفية الاتصالات المشبوهة (فرانس برس)

مجتمع

تزايدت وتيرة الاتصالات المشبوهة التي يتلقاها لبنانيون من أرقام هواتف مجهولة، والتي تدعوهم إلى إخلاء المباني في أكثر من منطقة، ما يدفع بعضهم إلى النزوح.