بلباسٍ أبيضٍ، شارك مئات اللبنانيين، اليوم الثلاثاء، في مسيرةٍ صامتةٍ جابت الأحياء المُدَمَّرة في بيروت، بمناسبة ذكرى مرور أسبوعٍ على انفجار المرفأ، وصلت إلى تمثال المغترب، حيث أضيئت الشموع بعدد الضحايا وأسمائهم وعبارة "بيروت ما بتموت".
ورفع الآذان ودقت أجراس الكنائس في تمام الساعة السادسة وسبع دقائق، توقيت الانفجار الأول الذي دوّى في مرفأ بيروت، في ظل وقوف المشاركين في المسيرة دقيقة صمتٍ عن أرواح الضحايا، قبل أن توضع لقطات فيديو مصوَّرة على شاشةٍ كبيرة في الساحة عرضت لحظة حصول الانفجار، وذلك على وقع أغنية "يا بيروت" للفنانة ماجدة الرومي التي تؤكد أن العاصمة ستقوم من تحت الردم، وأن الثورة تولد من رحم الأحزان، هذه العبارة التي حذفت من الحفل الموسيقي "كرمالك يا وطن" الذي نظمته جمعية "لبناني وأفتخر" في الذكرى الـ75 لتأسيس الجيش اللبناني، وأثار التصرف اعتراضاً شعبياً وضع في إطار محاولة قمع الانتفاضة.
Muslim prayer call and church bells together in a memory of the first week and in the same time of the explosion that destroyed big part of my lovely city Beirut #PrayforBeruit #PrayForLebanon #beirutblast #lebanon #beirut #BeirutInOurHearts pic.twitter.com/rem0Y2fFR7
— Hussein Malla (@hmalla72) August 11, 2020
ووجهت في المسيرة، التي شارك فيها لبنانيون من مختلف المناطق، التحية إلى عناصر فرق الإطفاء المدني، الذين خسروا 10 من زملائهم في انفجار المرفأ بينما كانوا يؤدون واجبهم المهني والإنساني، وتمت تلاوة أسماء الضحايا ووضعها على الشاشة.
A week ago #Beirut rocked with a twin blasts that killed hundreds and thousands others wounded. Today Lebanese people mourn this day by standing in the streets to pay their tribute to the killed people. #انفجار_بيروت pic.twitter.com/yjixxumc2w
— Lawk Ghafuri (@LawkGhafuri) August 11, 2020
وأكد المشاركون أنّهم "لم ولن ينسوا دماء هؤلاء حتى تعليق المشانق التي تطاول كل المسؤولين السياسيين والأمنيين الذين شاركوا من دون استثناء بهذه الجريمة"، ودعوا إلى استقالة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري بعد استقالة حكومة حسان دياب أمس الإثنين.
وتقدّمت المسيرة التي انطلقت من الجميزة، مار ميخائيل، مروراً بالكرنتينا فمرفأ بيروت، جمعية الكشاف اللبناني التي عزفت النشيد الوطني والموسيقى الوداعية عن روح الضحايا، ورفعت لافتة كبيرة تختصر كل الكلام كُتِبَ عليها، "في بلادي يموت من يستحق الحياة على يد من يستحق الموت"، وحمل المشاركون صور الضحايا، وعبارات تدعو إلى محاسبة المسؤولين عن الانفجار الذي دمر البشر والحجر وأخفى معالم أحياء تراثية وذكريات كانت تعبّر عن أيام بيروت الجميلة.
وبعد أسبوع على الكارثة، غرّد الرئيس ميشال عون على حسابه عبر "تويتر"، كاتباً، "أجدّد عزائي للأهل المفجوعين، ووعدي لكل اللبنانيين المتألّمين أنني لن أستكين قبل تبيان كل الحقائق. وما الإحالة إلى المجلس العدلي إلا الخطوة الأولى لذلك".
وتوجه الناشطون بعدها إلى ساحة الشهداء، حيث تُنصَب الخيم وتوزع المساعدات الطبية والغذائية، عن طريق مبادرات فردية ومتطوعين سارعوا منذ اليوم الأول الذي تلا وقوع الانفجار إلى وهب أنفسهم وبذل جهودهم في سبيل رفع الدمار والركام وإسعاف الجرحى وتنظيف الطرقات والشوارع والمنازل المتضررة، وفرض أمن ذاتي للمحافظة قدر الإمكان على الأغراض والممتلكات العائدة لآلاف العائلات التي باتت مشرَّدة. ورفع الناشطون الصلوات وأضاؤوا الشموع عن روح الضحايا.
من جهة ثانية، شهد محيط البرلمان مواجهات بين المعتصمين والقوى الأمنية، استخدمت فيها الحجارة والمفرقعات النارية والقنابل المسيلة للدموع، في مشهدٍ يتجدّد منذ يوم السبت الماضي، وأدى إلى سقوط عدد من الجرحى ومقتل عنصر في قوى الأمن.
وارتفع عدد ضحايا الانفجار إلى 171 ضحية بحسب تصريح لوزير الصحة حمد حسن، فيما يتراوح عدد المفقودين بين 30 و40 مفقوداً، وأكثر من 6000 جريح، 120 منهم لا يزالون في العناية الفائقة.
ووقع رئيس الجمهورية ميشال عون، اليوم الثلاثاء، مرسوم إحالة ملف انفجار مرفأ بيروت إلى المجلس العدلي.
ويوم أمس الاثنين، أحال مجلس الوزراء في جلسته، التي عقدت في السرايا الحكومية، ملف انفجار مرفأ بيروت إلى المجلس العدلي، بناءً على اقتراح وزيرة العدل ماري كلود نجم، وذلك قبل إعلان رئيس الحكومة حسان دياب استقالة الحكومة. وأعدت لجنة التحقيق، يوم الاثنين، تقريرها ورفعته إلى الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني من أجل الاطلاع عليه.