"بوليتيكن" الدنماركية: السويداء بروفة القادم في سورية

5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
11 يونيو 2020
A9826E63-D6B5-46A3-A0D6-F54F32ADB0EE
+ الخط -
سلّطت صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية الضوء على تظاهرات السويداء السورية، معتبرة إياها "اختباراً لما يمكن أن يقوم به نظام الرئيس بشار الأسد بعد 9 سنوات من تظاهرات السوريين ضده".

وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إلى أن ما يجري في السويداء "حدث سابقاً في هذه المدينة الجنوبية الغربية. فقبل 9 سنوات كانت المدينة الجارة درعا تتظاهر قبل الحرب الأهلية السورية التي كلفت أكثر من 450 ألف إنسان، ودفعت نصف سكان البلد إلى النزوح".

وقالت "بوليتيكن" إن الوقت الحالي يشهد تظاهرات في شوارع السويداء "احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وعلى السياسات الاقتصادية للدكتاتور الأسد، فالناس يهتفون عن رغبتهم في العيش بكرامة".

وبحسب الصحيفة، فإن الناس ينتظرون ما ستكون عليه ردة فعل الأسد، "فحتى الآن وعلى عكس ما جرى في مارس (آذار) 2011، حيث قوبل المتظاهرون بالرصاص القاتل، لم تجرِ الأمور بالطريقة ذاتها، قد يكون السوريون الآن وسط العرض الأول الكبير لما ستكون عليه الظروف بعد انتهاء الحرب الأهلية".

وتشير إلى أن "الناس في السويداء يطرحون السؤال الهام عن الطريقة التي سيواصلون من خلالها حياتهم، فالأسعار ترتفع بجنون، والمدنيون يصعب عليهم إيجاد ما يسدّ احتياجاتهم في الأسواق. ففيما هؤلاء المدنيون يعانون، فإن الانطباع السائد هو أن النظام يعيش حياة الدرجة الأولى، كالتجوال بسيارات فارهة، فيما يجد الآخرون صعوبة في تحصيل المال اللازم لضروريات حياتهم".

وتشير الصحيفة إلى ما يحصل من انهيار في الليرة السورية "فقد فقدت 60 في المائة من قيمتها، مقارنة بما كانت عليه قبل بداية احتجاجات 2011. والناس لا يتظاهرون فقط في السويداء، بل حتى في إدلب، فالوضع الاقتصادي مزرٍ جنوباً وشمالاً، مثلما يحتجون على السلطة القائمة، ففيما أهل السويداء يتظاهرون ضد الأسد، فإنهم في إدلب يتظاهرون ضد القوى المعارضة المسيطرة على المحافظة".

وتنقل بوليتيكن واقع السويداء، قائلة إن "40 في المائة من محالها التجارية أغلقت أبوابها، والناس الآن في حالة ترقب لخطوة النظام التالية، وما إذا كان سيرسل جيشه لقمعهم كما فعل في 2011، أو أنه يريد أن يظهر أن حكومته بعد سنوات الحرب الأهلية ستسعى إلى حلول سياسية من دون استخدام العنف ومن دون اعتقالات وتعذيب".

واعتبرت الصحيفة الدنماركية أن ما يجري في السويداء "يمكن أن يشكل بروفة واختبار إذا كان النظام قد استوعب ما جرى في البلد وأنه سيستمع لأصوات الاحتجاج ضد الانتهاكات والفساد".

وذكرت أن "المدينة التي تضمّ الأقلية الدرزية آمن الناس في 2011 بالثورة الشعبية، ولكن خلال فترة الحرب الأهلية حاول هؤلاء البقاء بعيداً عن المواجهة بين الدكتاتور والثائرين عليه".

ونقلت الصحيفة عن أحد المشاركين في التظاهرات، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، قوله، إن "ما نحتاجه اليوم ثورة على كل من فساد النظام والمعارضة، وعلى كل المجرمين الذين يستغلون المدنيين لزيادة المعاناة باسم الثورة. فأكبر الخاسرين هم المدنيون، ومن حقنا المطالبة بالعيش في عدالة، فكفى تعني كفى".

وتشير بوليتيكن إلى أن أخبار تظاهرات السويداء "تغيب تماماً عن وكالة أنباء ووسائل إعلام النظام، وكل ما يقدمه النظام، أن الظروف في البلد ليست بذلك السوء، ففي يناير/ كانون الثاني الماضي، قالت مستشارة الأسد، بثينة شعبان، إن الاقتصاد السوري اليوم أفضل بخمسين مرة ممّا كان عليه في 2011، وهو ما دفع السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاستهزاء من تصريحاتها.

دلالات

ذات صلة

الصورة
أشخاص بجوار تمثال الشهداء بحلب، 15 ديسمبر 2024 (Getty)

منوعات

تحطيم تمثال الشهداء في حلب الذي نحته عبد الرحمن مؤقت في الثمانينيات، أثار جدلاً واسعاً بين تبريرات رسمية ومخاوف شعبية من خلفيات أيديولوجية.
الصورة
سوريون عائدون إلى بلادهم من تركيا،27 ديسمبر 2024 (الأناضول)

مجتمع

تصدّر السوريون قائمة المغادرين من تركيا خلال العام الجاري، بنحو 273 ألف شخص، وفقاً لتصريحات رسمية أدلى بها مؤخراً نائب الرئيس التركي، جودت يلماظ.
الصورة
يستعد للامتحانات في مخيم جبالا ، 22 يونيو 2025(عامر السيد علي)

مجتمع

بدأ طلاب مخيمات إدلب السورية، على غرار طلاب باقي محافظات سورية، امتحانات شهادتي التعليم الأساسي العام والشرعي والثانوية المهنية، وهم يواجهون صعوبات كبيرة.
الصورة
نادي الصحافة خلال مؤتمر صحافي في واشنطن للافراج عن تايس، 2 مايو 2025(Getty)

منوعات

كشفت واشنطن بوست أن مسؤولاً مقرباً من رئيس النظام السوري السابق، بشار الأسد أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الصحافي الأميركي أوستن تايس قتل عام 2013.