Skip to main content
"بذور من أجل الإنسانية" تواصل إغاثتها اللاجئين في اليونان
ناهد درباس ــ حيفا
نظمت جمعية "بذور من أجل الإنسانية" الإغاثية الدولية مؤتمرها السنوي لتعريف جمهور متابعيها بأزمة اللجوء وما يمر به اللاجئون، وذلك بمشاركة المئات من المتطوعين في مدينة حيفا مساء اليوم السبت.

وافتتح المؤتمر بتلاوة من القرآن مسجلة عبر الفيديو لطفل سوري لاجئ من أثينا حيث مقر الجمعية، ثم قدم الفنان حميد محسن من قرية جث المثلث الفلسطينية نشيد موطني.

وقال مدير الجمعية سليمان حجازي: "نعقد مؤتمرنا الثالث في حيفا بمشاركة 500 شخص. ونهدف إلى عرض مشاريع بذور ونشاطاتها منذ تأسيسها، وكيف تطور عملها من مجموعات تطوعية فردية تعمل مع اللاجئين عبر حملات متفرقة إلى مؤسسة كبيرة تضم 500 متطوع، ولها بناء كامل في العاصمة اليونانية أثينا. كما نريد تسليط الضوء على أزمة اللاجئين عموماً والتغيير الذي يلحق باللاجئين، خصوصاً أن احتياجاتهم تتغير حسب الزمان والمكان".

وأضاف "المبنى الخاص بالجمعية مكون من خمس طبقات يضم عيادات وطابقاً مخصصاً للأطفال، كما نوزع المؤن، أبرز ما نقوم به هو لمّ الشمل لأفراد العائلات السورية المشتتة".

أما خالد عثمان، مسؤول الملف الطبي في الجمعية، وهو طبيب أطفال، قال: "نحن تعاملنا مع أعداد من اللاجئين الذين يصلون إلى اليونان، والذين قدر عددهم بعشرات الآلاف ويعيشون في ظروف تولد العجز والمرض".


وتابع "وفرنا للاجئين الذين نتابعهم في عياداتنا العلاج المتوفر في الطب العام والأطفال والنسائية إضافة للدعم النفسي، هم يمرون لدينا من التشخيص إلى العلاج، كما تصلنا أحيانا حالات من الأمراض الوراثية الصعبة جدا وحالات مستعصية يصعب التدخل فيها. وتجدر الإشارة إلى أن جمعيتنا ترافق العائلات التي تخسر أحد أفرادها لنؤازرها ونسهل عليها معاناة الفقد".

مؤسس الجمعية فراس أبو عصبة اعتبر أن "الحرب السورية مكّنت السوريين من كسر الحدود وهذا لم يحصل على مدار التاريخ في حروب وثورات سابقة وما خلفته من نزوح وهجرة. فاللاجئ السوري خرج من سورية نحو أوروبا، ومن السوريين من وصل إلى ألمانيا قاطعاً آلاف الكيلومترات. أنغيلا ميركل (المستشارة الألمانية) فتحت الباب أمام اللاجئين السوريين، والدول الأوروبية توافقت على فتح الحدود. فاللاجئ يصل إلى تركيا ومن هناك يمر ببحر إيجة والذي سمي بحر الموت، ومنه إلى مقدونيا ثم كرواتيا وسلوفينيا والنمسا وصولاً إلى ألمانيا. والطريق إلى هناك كانت عبر الحدود غير النظامية، بل كانت الشرطة أو الجيش يمرران اللاجئين إلى أن صدر قرار بشهر مارس/ آذار 2016 يقضي بإغلاق تلك الحدود".

واستعرض المؤتمر إحصائيات عن أعداد اللاجئين، منها وجود 24 مليون طفل لاجئ حول العالم عام 2019، من بينهم أكثر من 5.8 ملايين طفل سوري مسجلين بصفتهم لاجئين. ولفتت الإحصاءات التي جمعها قسم الأبحاث في الجمعية إلى أن أكثر من نصف مليون طفل قتل في سورية أو فقد.

أما العاملة الاجتماعية والمتطوعة في الجمعية هيا خليفة، فقد تحدثت عن تجربتها مع الأطفال في مخيم للجوء في أثينا قائلة: "نقرأ القصص للأطفال وننظم لهم فعاليات مختلفة. والأطفال لهم طابق خاص بهم في مقر الجمعية. أما الأطفال الذي لا يستطيعون الحضور إلى مقرنا نذهب إليهم وننظم لهم فعاليات حيث هم، ونوزع لهم الهدايا. وبالنسبة للأطفال حديثي الولادة تهتم الجمعية بتوفير احتياجاتهم واحتياجات أمهاتهم أيضاً".

وتأسست جمعية "بذور من أجل الإنسانية" عام 2016، وهي منظمة إغاثية تنفذ مشاريع إنسانية تهدف إلى تقديم المساعدات للاجئين عموماً ومنهم السوريون الذين لجأوا إلى اليونان هرباً من الحرب والدمار.