"بدرخان" يحكي عن أيامه الحلوة والمرة مع سعاد حسني(2/2)

"بدرخان" يحكي عن أيامه الحلوة والمرة مع سعاد حسني(2/2)

18 يونيو 2020
+ الخط -
ـ أستاذ علي، لما أتكلم عن علاقتك بسعاد حسني، لازم أتكلم عن الأستاذ الكبير صلاح جاهين اللي كان قاسم مشترك بينكم؟
في ناس كتيرة ما تعرفش إن سعاد حسني هي اللي عرفتني أكثر على صلاح جاهين، برغم إنه كان بيزور والدي كتير في البيت لكني كنت أتعامل معاه على إنه صديق والدي، لكن سعاد كانت صديقة حميمة لصلاح جاهين، وهي اللي عرفتني عليه بجد، وكنا نقعد مع بعض احنا التلاتة ونناقش قضايا كتيرة ونستفيد من عمقه وتحليله الرائع للحياة، وكانت سعاد بتعتبر علاقتها بصلاح زي ما يكون توفير ليها بشكل جميل، يعني يمكن بدل ما سعاد تقرا 30 أو 40 كتاب كانت من خلال علاقتها بصلاح جاهين، بتحصل على ثقافة مباشرة، وأنا كمان. كان صلاح جاهين يجيب لنا أحيانا كتاب مهم تبدأ هي تقراه، ولما تزهق أكمل قراءته وأقول لها تلخيص ليه، صلاح جاهين كان ليه دور كبير جدا في حياة سعاد، كان يوصل المعلومات ببساطة وسلاسة ولذاذة، الله يرحمه كان راجل معطاء جدا، كنت أروح عنده ألاقي معهد فنون مسرحية في بيته، حواليه فنانين شباب يديهم دروس ويناقش مشاريعهم الفنية وأحلامهم، مش سعاد بس هي اللي كانت مسنودة على صلاح جاهين، جيل بأكمله كان مسنود عليه، ده حتى الأهرام خسِّت بعد رحيل صلاح جاهين.

ـ زواجك من سعاد حسني استمر 11 سنة كاملة وهي زيجة طويلة بمقاييس الزيجات الفنية، ما هو السر؟
كان عندنا عامل مشترك أساسي ساعد على ده، هو إن احنا الاتنين بنحب شغلنا جدا وبنحترمه وبنعتبره قبل أي حاجة، أحيانا بيبقى فيه تناقض عند من يعمل في الفن، ما بيبقاش الفن هو كل حاجة في أحلامه وتطلعاته، بالنسبة لي أنا وسعاد كان الفن هواية بنديها أكتر ما بناخد منها، ما كانش في خناقات على البيت اللي عايزين نجيبه وما كناش بنتخانق عشان عندنا عربية مهكعة وشقة تعبانة ما تليقش بمقامها كنجمة كبيرة، الكلام بتاع الأزواج العاديين ما كانش وارد عندنا، ما كانش عندي بدلة كل يوم، وما كانش عندها فستان جديد كل يوم أو كل شهر حتى، ما كناش بنهتم بده، كان أهم حاجة إنك تعمل شغل حلو، وبعدين فيه سبب مهم هو إنها كانت فنانة في عمل فتة المكدوس، وأنا زي ما انت عارف باحب الأكل قوي، وسعاد ما كانتش بتعمل عليّ نجمة.

ـ إيه فتة المكدوس دي؟
أكلة فلسطينية جميلة، وبتتعمل بالبتنجان والعيش المحمر واللحمة المفرومة.

ـ طيب ليه حدث الانفصال، بصراحة يا أستاذ علي، الغلط كان من مين؟
الغلط كان مني.



ـ هل ده إذا استعرنا عنوان فيلمك الأخير، حصل بسبب نزوة؟
مش قضية نزوة، وبدون ذكر تفاصيل، كل علاقة بيحصل لها فترات خفوت وده حصل فعلا، أنا كرجل فنان عايز يبقى فيه حاجة دائما في الحياة ممتعة، وكانت عندي رغبة في التغيير، والله مش عارف بالضبط ليه حصل ده، لكن حصل، المهم إن الانفصال حصل بطريقة شيك جداً ومن غير أي خناقات.

(بعد هذه الإجابة قال لي علي بدرخان إنه في العادة لا يجد مشكلة في الاعتراف بأخطائه، وأنه كان يمكن أن يحكي لي التفاصيل، لكنها تخص فنانة لديها أسرة الآن، ولا يريد أن يسبب لها الحرج، كما أنه لا يريد أن يقلب المواجع، وحكى لي بعض التفاصيل عن العلاقة التي نشأت بينه وبين فنانة من الصف الثاني، كانت المفارقة أنها لم تكن أجمل من سعاد حسني، ولم تكن علاقة طويلة المدى، بل علاقة عابرة، لكن البعض شاهده معها في حمام سباحة أحد الفنادق، وهذه مفارقة أخرى، ونقل ما جرى لسعاد حسني التي طلبت الانفصال في هدوء، ربما لأنها كانت أيضاً تدرك أن العلاقة انتهت بالفعل قبل هذه الواقعة).

ـ بصراحة يا أستاذ علي، بعد السنين دي مش حاسس إنك غلطت بانفصالك عن سعاد حسني؟شوف، الواحد لما بيعمل حاجة بيعملها وهو واعي، وبيتصرف وعارف تبعات تصرفاته، وبعدين القرار ما بيبقاش من طرف واحد.

ـ كان شعورك إيه بعد أن تزوجت سعاد حسني بعد انفصالكما مباشرة؟
أنا برضه تزوجت ودخلت في قصة حب.

ـ وكيف كانت مشاعرك عندما عملتما معا بعد ذلك؟
اشتغلنا بعد كده في فيلمين (الجوع) وبعد كده في (الراعي والنساء) وفي الشغل كنت فاصل الحدوتة دي خالص.

ـ ما هو الوجه الآخر الذي لا نعرفه عن سعاد حسني الزوجة والإنسانة؟
عادة الشخص المشهور تلاقيه بيتحمل مشاكله ومشاكل من هم حوله وأقاربه، وده بيبقى ضغط كبير خاصة إن الناس بتبقى شايفة إن ده حقها عليه، وكان صعب إن سعاد حسني تقول لحد لأ، كان في أصدقاء لينا وأقارب عايشين عندنا في البيت، سعاد حسني معطاءة ما كانتش بتقول لحد لأ، وده كان عامل ضغط على العلاقة.

الحاجة اللي كان فيها التقاء بيننا إنها ما كانتش بتحب النكد وأنا كمان ما باحبش النكد، هي مش عصبية وأنا عصبي جدا وأحب أخلص الموضوع في وقته.

ـ الخناقات البيتية الصغيرة كانت عادة بتبقى على إيه؟
ما كانش عندنا نكد ولا زعل مستمر، والخناقات الصغيرة كان بيبقى سببها إنها غير منظمة وأنا أحب النظام، سعاد تحب تقعد وكل حاجة حواليها، ولما تحب ترتب البيت ترتبه بنعكشة، أنا ما أحبش ده، لإنه يصيبني بالتوتر.

(هامش نشرته في هذا الجزء من الحوار: قالت سعاد حسني عن علي بدرخان إنه لا يحب أن يخرج معها إلى أي مكان عام، فهو لا يحب أن يلتف أحد حولها، وحينما يرى الجمهور وقد تحلق في الشارع لا يصبح في حالة طبيعية، وحينما نخرج معا، وهذا قليلا ما يحدث أراه يتحول إلى إنسان آخر، إنسان عصبي جدا، فيشدني من ذراعي ونحن نعبر الطريق، ولذلك قررت عدم الخروج معه إلا في الزيارات العائلية القليلة أو لأداء واجب العزاء.



وعندما سئلت سعاد حسني عن مزايا التعامل مع مخرج هو الزوج في نفس الوقت، قالت: أفضل لو كان المخرج غريبا لأن علاقة الزواج الحميمة قد تخلق نوعا من العشم عند الزوجة وهو غير مقبول، لأن زوجي علي يتشدد في الكبيرة والصغيرة وهو ما يرهق العاملين في الفيلم، وهو دائما متحفز الأعصاب لأنه يحب عمله جدا ولكن ميزته أنه يحمل وحده عبء الكثير من التفاصيل الصغيرة مما يخفف من أعبائي، كما أننا اتفقنا على ألا يتدخل في حياتي الفنية إلا بالمشورة. بالمناسبة كان اسم الدلع الذي ينادي به علي بدرخان سعاد حسني: "يا بيضة".)

ـ قلت لعلي بدرخان: دائماً حين يذاع فيلم (الكرنك) تتكرر التعليقات من المشاهدين العاديين على مشهد الاغتصاب في الفيلم والذي تم تنفيذه بقسوة، هل كنت تجد حرجاً حين سمعت هذه التعليقات من جمهور الفيلم؟
أنا والعمال في الاستديو محترفين، وعارفين إن ده شغل، إنما أي واحد بيتفرج وماشي في الشارع وغير واعي، أكيد شايف إن ده نوع من الانحلال وتلاقيه بيقول هو ده راجل؟ إزاي يخلي مراته تتباس في الفيلم؟ والنوع ده من الكلام اللي ما باشوفش إن التركيز معاه ليه جدوى.

ـ بعد سنوات من انقطاع سعاد حسني عن التمثيل، عادت لتعمل معك في فيلم (الراعي والنساء) كيف كانت ظروف هذا الفيلم؟
كان عندنا مشكلة في الفيلم هي إن في فيلم داخل تاني بيدور حوالين نفس القصة ـ يقصد فيلم رغبة متوحشة لوحيد حامد وخيري بشارة ومن بطولة نادية الجندي ـ وبالتالي كان لازم ننجز الفيلم، وللأسف سعاد كان ظهرها تاعبها وما كانتش قادرة تشتغل، وعشان حابة إنها تساعدي نزلت تصور وهي عيانة، عملت الفيلم ده وهي مريضة وبتروح لدكاترة وأدوية ومسكنات، ورغم ده أعترف إني كنت باقرص عليها، واشهد لها إنها استحملتني كتير.

ـ هل صحيح أنك ما زلت تشرف على الأمور المالية لسعاد حسني كما يقول البعض؟
أبدا، سعاد عندها عزة نفس، ويمكن آخر حد تلجأ له هو أنا، أنا لما بتتاح لي الفرصة باسأل على سعاد، إحنا زملاء وعِشرة وهي إنسانة طيبة وجميلة جدا وفنانة أجمل وخيرة ومعطاءة وهتفضل كده على طول.

ـ زواجك من سعاد حسني ألم يحدث لك توترا في زواجك الحالي؟
لا ما بيحصلش توتر أبدا.

ـ تقييمك كمخرج للممثلة سعاد حسني؟
سعاد حسني يتم تقييمها خطأ بشكل عام، وأنا لا أحب ألقاب سندريللا وسيدة الشاشة ونجمة الجماهير، كل هذه الألقاب غلط ويتحمل مسئوليتها الصحفيون، لما نتكلم عن سعاد حسني الممثلة فهي أم كلثوم التمثيل في الوطن العربي، هي أهم من ظهر على الشاشة من حيث التنوع والأداء والإمكانيات وأداء الشخصيات، كل شيئ عملته على الشاشة، بعكس جميع من وقفوا أمام الكاميرا كانوا محدودين في جوانب معينة.

ـ أفضل أدوارها في رأيك؟
الراعي والنساء.

ـ والدور الذي تحبه سعاد أكثر؟
شفيقة ومتولي.

ـ كلمة توجهها لسعاد شريكة الحياة والفن؟
أقول لها ترجع بالسلامة عشان تملأ مكانها الشاغر لإنها لسه قادرة على العطاء، والفنان يقدر يؤدي لغاية ما تنتهي حياته، وأحسن علاج لسعاد حسني وللسينما المصرية هو عودة سعاد للتمثيل".
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.