"بال برس".. صوت فلسطين السريع

24 يونيو 2015   |  آخر تحديث: 10:03 (توقيت القدس)
انقطاع التيار الكهربائي يُعيق عمل التطبيق (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
دفعت الأحداث السياسية والتطورات الميدانية المتسارعة في الأراضي الفلسطينية مجموعة من الصحافيين والناشطين الشباب إلى إنشاء مجموعة على تطبيق التراسل الصوتي السريع Zello عبر الأجهزة الذكية، لتبادل المعلومات وآخر التطورات فيما بينهم.
وتقوم فكرة المجموعة، التي تضم آلاف الناشطين والمتابعين من مختلف المدن الفلسطينية، على أنّ يقوم كل شخص بتغطية الأحداث في منطقته التي يتواجد فيها، ويقوم بإرسالها بصوته مباشرة لحظة وقوع الحدث، باستخدام التطبيق.
ويقول أحد مؤسسي مجموعة "بال برس" palpress، نضال الوحيدي، إنّ البداية كانت مع أحداث الخليل وعملية خطف المستوطنين الثلاثة قبل نحو عام، وما عقبها من أحداث، وصولاً إلى حرق الطفل المقدسي محمد أبوخضير، والحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي تعتبر البداية وشرارة الانطلاقة لعمل المجموعة.

إقرأ أيضاً: فيديو كرتوني يثير غصب الصحافيين الأجانب من إسرائيل

ويشير الوحيدي إلى أنه كانت "لدينا رغبة في المجموعة، سواء الناشطين في غزة أو الضفة والقدس، في تقديم شيء مغاير ومختلف عن الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في ظل انعدام المصداقية للكثير من الصفحات، فقمنا باختيار تطبيق Zello؛ كونه يتيح التراسل الصوتي السريع بشكل مجاني".
ويؤكد الوحيدي أنّ الفكرة قامت عبر الحصول على مصادر للمعلومات بشكل دقيق وحقيقي، عبر تواجد الأشخاص داخل المجموعة التي تحمل اسم "بال برس" ضمن التطبيق، حيث شكل ذلك مصداقية وموضوعية كبيرة للمجموعة. وبيَّن أنّ المجموعة أصبحت، في غضون أسابيع معدودة، إحدى المصادر للكثير من الإذاعات المحلية والدولية، كونها كانت تقدم معلومات دقيقة من أماكن الأحداث ولحظة وقوعها، خصوصاً في الحرب الإسرائيلية الأخيرة صيف عام 2014.

ووصل عدد المشتركين حالياً في "بال برس" إلى أكثر من 6 آلاف مشترك ومستمع للأخبار التي يجري إرسالها من النشطاء بأصواتهم، عبر المجموعة الفلسطينية التي تغطي المناطق الفلسطينية بشكل كامل.
ويلفت الوحيدي إلى أنّ الشمولية التي قدمتها القناة الصوتية على التطبيق، ساهمت في نجاحها، كونها واكبت مجريات الأحداث، سواء الترجمة لأهم العناوين في الصحافة الإسرائيلية، أو تغطية الكثير من الأحداث الهامة، كالانتخابات الإسرائيلية، والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، والأحداث السياسية الهامة التي تمر بالفلسطينيين بشكل يومي.
ويعتبر انقطاع الإنترنت في قطاع غزة، فترة الحرب، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، العقبة الرئيسية التي اعترضت عمل المجموعة خلال تغطية العدوان، لكنها لم توقف الفكرة، وما تزال مستمرة حتى اليوم، وتزداد نجاحاً يوماً تلو آخر، وفق القائمين عليها ومتابعيها.
من جهته، يقول الصحافي مثنى النجار، وهو أحد المشرفين داخل المجموعة الصوتية، إنّ تجربة العمل على التطبيق كانت مغايرة؛ كونها وفرت مصدراً مهماً لتداول وتناقل المعلومات، وبشكل مجاني في فترة الحرب، حيث كان من الصعب الوصول إلى شهود العيان، بفعل اشتداد الحرب والقصف على القطاع.

إقرأ أيضاً: هذه غزة.. كما لم تشاهدوها

ويضيف النجار لـ"العربي الجديد": "المجموعة التي استخدمت تطبيق التراسل الصوتي السريع وفّرت المعلومات بشكل سريع للغاية، مقارنة مع الوسائل الأخرى، خصوصاً في الكثير من المناطق التي كان يصعب الوصول إليها". ويشير النجار إلى أنّ تواجد النشطاء في الكثير من المناطق التي كانت تشهد ساحة أحداث، كان الدليل على صدقية المعلومات، حتى أضحت المجموعة مصدراً موثوقاً لتبادل المعلومات، وكان يجري تناقلها من قبل الصحافيين ووسائل الإعلام.
ويلفت إلى أنّ متابعة الأحداث كان يُعتمد فيها على الصحافيين والنشطاء بشكل أساسي ورئيسي، دون الاعتماد على الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ما أسهم في زيادة رصيد الموضوعية والمصداقية للمجموعة.
ومما يحسب للمجموعة ولمصداقيتها، وفق النجار، مشاركة الكثير من الفصائل والمتحدثين باسمها والناطقين باسم الحكومة في تلاوة البيانات والخطابات عبرها، ما أكسب المجموعة صفة الرسمية، بفعل مشاركة هذه الشخصيات الرسمية ضمن المجموعة.
المساهمون