"انترسبت": فشل طلب تمويل من كوشنر لقطر قبيل الحصار

"انترسبت": فشل طلب تمويل من شركات كوشنر لقطر قبيل الأزمة الخليجية

03 مارس 2018
يتوسع التحقيق في صفقات إيفانكا ترامب وزوجها(توم ويليامز/Getty)
+ الخط -
بين الحصار المفروض على قطر، من قبل دول "المقاطعة" الخليجية، وجاريد كوشنر، وعلاقاته التجارية، صلة قوية. هذا ما خلص إليه موقع "ذا انترسبت"، الذي نقل اليوم السبت، عن مصدرين مطلعين، تأكيدهما رفض الدوحة عرضاً قدمته "شركات كوشنر" العقارية لها الربيع الماضي، لتمويل أحد مشروعاتها الذي يعاني ازمة مالية. فشل الصفقة، بحسب الموقع، تلته الزيارة الشهيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وعائلته، ومن ضمنها صهره جاريد، إلى السعودية، والتي تزامنت مع نشوب الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها، ولاحقاً فرض الحصار عليها.

وفيما يفتح الإعلام الأميركي على مصراعيه ملف جاريد كوشنر، خصوصاً من بوابة تشعب تحقيقات روبرت مولر، المحقق الأميركي الخاص في  التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، ذكر موقع "ذا انترسبت" أن شركة العقارات التابعة لكوشنر، قدمت عرضاً مباشراً لوزير المال القطري في شهر إبريل/ نيسان الماضي، في محاولة لتأمين استثمار لأحد أصولها الذي يعاني من وضع مالي سيئ، وذلك وفقاً لمصدرين اثنين. وقال المصدران إن والد كوشنر، تشارلز، الذي يدير "شركات كوشنر"، ناقش في اجتماع لم يتم الإفصاح عن تفاصيله من قبل، مع وزير المال القطري علي شريف العمادي، إمكانية تمويل قطر لعقار "666 الجادة الخامسة" في مدينة نيويورك.

وقال الموقع الأميركي، نقلاً عن المصدرين، المرتبطين بقطاع المال، إن الاجتماع الذي استمر لمدة ثلاثين دقيقة، شارك فيه أيضاً مساعدون من الطرفين، الطرف القطري، وطرف شركات كوشنر، وعقد في جناح خاص في فندق "سانت ريجي" في نيويورك. كما عقد اجتماعُ متابعة في اليوم التالي في ملكية كوشنر ذاتها التي تتطلب التمويل، لكن وزير المال القطري لم يحضره شخصياً.

وبعد شهر فقط من فشل محاولة التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، وقع الخلاف الخليجي، بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة ثانية، وهو خلاف قدم فيه جاريد كوشنر دعماً واضحاً ومهماً لجيران قطر الذين شنوا حملة عليها، وصلت لاحقاً إلى حد الحصار. وكان كوشنر آنذاك، كما نقلت تقارير عدة، قد قلّل من حظوظ الوساطة التي أدارها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لإنهاء الخلاف الخليجي.

وأمس الجمعة، أفادت شبكة "أن بي سي" الإخبارية بأن مسؤولين حكوميين قطريين زاروا الولايات المتحدة بين نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وبداية شهر فبراير/شباط، "فكروا في تسليم مولر ما يعتقدون أنها أدلة على جهود ومحاولات دول الخليج المقاطعة، بالتعاون مع كوشنر، لإيذاء بلدهم".

وقد تصبح الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها أهم "ماركة مسجلة" للسياسة الخارجية لجاريد كوشنر. الأزمة وقعت بعد زيارة قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قي شهر مايو/ أيار 2017 إلى الرياض، يرافقه صهره وابنته.

ورداً على "ذا انترسبت"، رفضت المتحدثة باسم "شركات كوشنر"، كريستسن تايلور، الإجابة عن أسئلة تتعلق بـ"لقاءات تشارلز"، أي والد جاريد، لكنها أضافت أن "شركات كوشنر لا تبرم صفقات مع "تمويل سيادي".

وكان وزير المال القطري علي شريف العمادي، قد تحدث في إبريل/ نيسان 2017، أي خلال زيارته للولايات المتحدة التي عقد فيها الاجتماع مع "شركات كوشنر"، لمحطة "بلومبرغ" التلفزيونية، حول "سلطة قطر للاستثمار" وما إذا كانت تعقد صفقات "جيوسياسية". وقال العمادي حينها إن الجهاز الاستثماري القطري تحركه الأهداف التجارية فقط، فهو يستثمر في الأمكنة التي يعتقد أنها ذات قيمة".



وبحسب موقع "ذا انترسبت"، فإن الاجتماع بين العمادي وتشارلز كوشنر، لم يكن الأول الذي يطلب فيه والد جاريد تمويلاً من القطريين، ولكنه الأول الذي يقدم فيه عرضاً مباشراً لوزير المال القطري شخصياً. والأهم أن الأمر حصل بعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض. وكان الموقع الأميركي قد تحدث الصيف الماضي عن اقتراح تمويل قدمه تشارلز كوشنر إلى رئيس الوزراء القطري السابق، ووزير الخارجية السابق، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.

وبالنسبة لاجتماع تشارلز كوشنر- العمادي، فإنه يضع في نطاق أوضح ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" يوم الأربعاء الماضي حول "استغلال أربع دول، هي الإمارات والصين والمكسيك وإسرائيل، لجاريد كوشنر وأعماله التجارية، من أجل التأثير على سياسة الولايات المتحدة الأميركية.

يذكر أن وسائل إعلامية أميركية كشفت أيضاً أن محققين بدأوا تحريات بشأن محادثات تجارية وصفقات لإيفانكا، ابنة ترامب، وزوجها، بهدف الحصول على تمويل لشركاتهما من دول عدة.

وقالت "إن بي سي" أيضاً، إن "محققين اتحاديين يبحثون ما إذا كانت المحادثات التجارية التي أجراها جاريد مع أجانب لدى تولّي ترامب الرئاسة، قد أثرت في ما بعد على سياسة البيت الأبيض".