"الوثيقة الشقية" بين تشرشل وستالين تعرض للمرة الأولى

"الوثيقة الشقية" بين تشرشل وستالين تعرض للمرة الأولى

04 ابريل 2019
وقعا الوثيقة عام 1944 (سنترال برِس/Getty)
+ الخط -

يعرض الأرشيف الوطني في لندن، اليوم الخميس، للمرة الأولى ما يدعى بـ "الوثيقة المشاغبة" أو "الشقية" naughty document التي قسّم فيها رئيس الوزراء البريطاني الراحل، ونستون تشرشل، أوروبا الشرقية مع الزعيم السوفييتي، جوزيف ستالين، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ويبدو أن الزعيم الذي قاد بريطانيا في الحرب العالمية الثانية أبرم الاتفاق السري مع موسكو عام 1944، بينما كان الحلفاء يحققون النصر على ألمانيا النازية. وتظهر الوثيقة النسب المئوية من مساحة بلغاريا، واليونان، والمجر، ورومانيا ويوغسلافيا التي يفترض أن تكون إما تحت السيطرة السوفييتية أو البريطانية.

وأطلق تشرشل بنفسه اسم "الوثيقة الشقية" على المستند، مدركًا أنه مصطلح "قاس"، كما أوضح أن حلفاءه الأميركيين سيصابون بالصدمة إذا رأوا فظاظة تعبيره. وتحتوي الوثيقة أيضًا على خربشة مكتوبة بخط اليد، يعتقد أن ستالين خطها في إشارة إلى موافقته.


وقال كبير منسقي معرض "الكشف عن حرب بريطانيا الباردة" مارك دونتون: "كانت الوثيقة نتيجة نقاش في وقت متأخر من الليل بين تشرشل وستالين اللذين تجرعا قدرًا لا بأس به من الويسكي، وأعتقد أن عرضها مهم للغاية لأنها تحمل قيمة تاريخية، وتشير إلى كيفية تحديد مصير ملايين الناس بجرة قلم، في لقاء غير رسمي"، وفقاً لموقع "تيليغراف" البريطاني.

ولم تذكر الوثيقة بولندا التي كان تشرشل يأمل بفرض سيطرته عليها، إلا أنها دخلت في دائرة نفوذ موسكو عام 1945. وعلى الرغم من النقاشات الجلية بينه وبين ستالين، إلا أنه فكر بشن "حرب لا يمكن تخيلها" ضد روسيا، لطرد قواتها من أوروبا الشرقية.

(تويتر)

وانهار التحالف بين بريطانيا والاتحاد السوفييتي بحلول نهاية أربعينيات القرن الماضي، مما مهد لتأسيس "حلف شمال الأطلسي" لحماية التحالف الغربي. كما صاغ تشرشل أيضًا مصطلح "الستار الحديدي"، لوصف الانقسام السياسي الجديد بعد الحرب، والسياسة التي انتهجها الاتحاد السوفييتي لعزل دول أوروبا الشرقية التي كانت تحت سيطرته عن بقية العالم. وكان حصار ستالين لبرلين الغربية بين عامي 1948 و1949، في محاولة فاشلة لإجبار الحلفاء الغربيين على الخروج منها، أحد أهم أسباب اشتعال الحرب الباردة.

ويحتفل المعرض الجديد في لندن الذي سيستمر من 4 إبريل/ نيسان الحالي إلى 9 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بمرور 70 عامًا على تأسيس "حلف شمال الأطلسي".



وقال دونتون لدى إعلانه عنه العام الماضي: "سيتيح المعرض للناس الاطلاع على وثائق الحرب الباردة، ومعرفة المزيد عن أسرار هذه الفترة، وجنون العظمة الذي كان سائدًا بين الشخصيات السياسية الشهيرة فيها".

كما أكد دونتون أن تهديد الأسلحة النووية في ذلك الوقت، أثر على الحياة اليومية لملايين الناس، موضحاً أن المعرض سيقدم أفكارًا فريدة من نوعها، عن التوترات السياسية والإيديولوجية بين الشرق والغرب.



المساهمون