"الهيكل التوراتي": أضخم مشروع استيطاني جنوب المسجد الأقصى

"الهيكل التوراتي": أضخم مشروع استيطاني جنوب المسجد الأقصى

05 ابريل 2014
مخطط لبناء ضخم يعرف بـ "الهيكل التوراتي" (توماس كوكس،Getty)
+ الخط -

 صادقت "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، اليوم الجمعة، على مخطط لبناء ضخم يعرف بـ "مركز قيدم ـ الهيكل التوراتي" إلى الجنوب من المسجد الاقصى.

ومن المقرر أن يقام هذا المبنى على مدخل حي وادي حلوة في سلوان، ويعرف أيضاً باسم "موقف جفعاتي"، فوق أنقاض ساحة سلوان التي صادرتها السلطات الإسرائيلية سابقاً من أجل استخدامها كموقف للسيارات.

وتقررت المصادقة على هذا المخطط، على الرغم من الاعتراضات العديدة من قبل الفلسطينيين ومؤسسات العمل المجتمعي، مما سيفضي إلى تعزيز سيطرة جمعية "العاد" الاستيطانية على حي وادي حلوة، كما يقول الباحث في مجال الاستيطان، أحمد صب لبن، مشيراً إلى أن إدارة هذا المبنى الضخم ستنتقل إلى سلطة ما يسمى بحديقة "عير دافيد" الخاضعة لإدارة جمعية "العاد" الاستيطانية".

بيد أن "اللوائية"، قررت إجراء بعض التعديلات على مخطط البناء هذا، بحيث يلغى الطابق الأخير من الطوابق السبعة للمخطط، وذلك لتعارضه مع المخطط الهيكلي لمحيط البلدة القديمة، والذي ينص على منع أي بناء يتجاوز ارتفاعه اسوار القدس، وفقاً لأحمد صب لبن.

ويحمل المخطط المذكور الرقم الهندسي 13542، فيما يبلغ مسطح البناء 10626 متراً مربعاً، على قطعة ارض ملاصقة تقريباً لسور القدس الجنوبي، وتبلغ مساحتها 5420 متراً مربعاً، ويشتمل على مرآب للسيارت تحت الأرض يتسع لـ 250 سيارة.

ووفقاً للمخطط، فإن طابقاً كاملاً من البناء الجديد، سيخصص لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية، بالإضافة إلى تخصيص مساحات للاستخدامات السياحية ومعارض للمكتشفات الأثرية الإسرائيلية، وغرف استقبال للزوار، وغرف تعليمية، وإرشادية وقاعات ومحال تجارية ومعرض ومساحات لمكاتب إدارة "عير دافيد".

ويقع المبنى الضخم هذا فوق شبكة من الأنفاق، التي تم حفرها سابقاً، تمتد من عين سلوان وتصل إلى حائط البراق، حيث يتوقع أن تكون هناك محطة استراحة في هذا المبنى للزوار أثناء استخدامهم للنفق في حال تم افتتاحه.

وخلال أعمال الحفر التي استمرت لعدة سنوات في المنطقة، عثر على مئات الموجودات الأثرية من الفترات اليبوسية العربية، والعثمانية، والأموية والعباسية، جرى تدمير الكثير منها، أو نقلها إلى مخازن "سلطة الآثار الإسرائيلية"، على ما أفاد بذلك تقرير لمؤسسة الاقصى للوقف والتراث.

وتدعم ثلاث جهات إسرائيلية، بالمال والتخطيط والادارة، إقامة هذا المشروع الاستيطاني الاستراتيجي في الجهة الجنوبية لـ"الأقصى"، وهي الحكومة الاسرائيلية، وبلدية الاحتلال، وجمعية "العاد" الاستيطانية التي كلّفتها الحكومة بمهمة الاشراف على المنطقة المحيطة بالبلدة القديمة بكاملها، والمتاخمة للمسجد الاقصى.

وقال رئيس بلدية القدس المحتلة، نير بركات، المعروف بمواقفه الصهيونية، إن هذا المشروع هو "الأهم استراتيجياً، والبوابة الأكبر لكل المشاريع الأخرى"، مشيراً إلى أن بلديته تخطط لأن يكون عدد زوار هذا الموقع والمراكز الأخرى التابعة له، 20 مليون زائر سنوياً.

وأوضحت لجنة "وادي حلوة" في سلوان، وهي هيئة مقدسية تدافع عن الوجود الفلسطيني العربي في المدينة المقدسة، أن المشروع الاستيطاني سيقام على أرض لأهالي البلدة، وكانت هذه الارض تُستخدم للزراعة حتى احتلال مدينة القدس عام 1967، وبعد احتلالها صادرتها بلدية الاحتلال وهدمت غرفتين فيها تعودان إلى عائلة عبده، ثم حُولت إلى مرآب للسيارات، وفي عام 2003 سيطرت عليها جمعية "العاد" الاستيطانية بطرق ملتوية، وبدأت منذ ذلك الحين بالتخطيط لبناء مشروعها الاستيطاني فيها.