Skip to main content
"النهار" اللبنانية: هجوم الأخبار الجنسيّة والمنوّعات
دجى داود ــ بيروت
لسنوات كانت "النهار" مرجعا لكن ذلك تغيّر اليوم (AFP)

منذ بضع سنوات، كان الإعلام اللبناني مُختزلاً بصحيفتين أو ثلاث. جريدة "النهار"، كانت واحدةً من هذه الصحف. حينها، كانت الصحيفة تكتب عن الحريّات وتدافع عنها. كانت تنشر مقالاتٍ بمصادر لا يتم التشكيك فيها. وكانت، ببساطة، المرجع الصحافي.
اليوم، لم تُعلن جريدة "النهار" توقّفها عن الصدور. هي مستمرّة. لكنّ الصحيفة تودّع القرّاء اللبنانيين، بسبب سياسة التحرير التي تتبعها في الفترة الأخيرة.
أسّس جريدة "النهار" جبران تويني الجدّ، ثم تسلّمها النائب الراحل غسان تويني. وتسلّمها ابنه جبران، الذي اغتيل في ديسمبر/ كانون الأول 2005. حالياً، تترأسها ابنته النائب نايلة تويني.
منذ فترة، رفعت الصحيفة من أهمية عامل "جذب القارئ" لديها، أو ما يُمكن أن يُقال عنه "ما يطلبه المستمعون". هكذا، بتنا نقرأ في صفحاتها مقالات عنصريّة ومنحازة بشكل كبير. الصحيفة تعرف أنّ لديها قرّاء لن يتنازلوا عنها، لكنّها على الموقع الإلكتروني، تحاول جذب القراء الجدد، فاعتمدت سياسةً تحريريّةً تائهة، فرفعت نسبة أخبار المنوعات على غيرها، كما كثّفت من الأخبار الجنسيّة.
وفجأةً، تحوّلت عناوين الأخبار إلى النموذج الأسهل: "بالصور..."، "بالفيديو...". أدى هذا الأمر، إلى تراجع ثقة القرّاء بالصحيفة ومحتواها. الشهر الماضي، على سبيل المثال، نشرت الصحيفة تغريدةً على حسابها على "تويتر" بالإنكليزيّة، تقول حرفيّاً: "لا تملك المال لتُطارد النساء؟ لمَ لا تقضي ليلةً مع فتاتك اليابانيّة الخاصّة؟". وأرفقت التغريدة بصورة لفتاة، من المفترض أنها يابانيّة، وهي عارية تماماً.
كما نشرت خبراً بعنوان: "فضيحة بابسي"، كانت الصورة المرفقة معه تُظهر ثديي امرأة بشكل واضح أيضاً. ونشرت الصحيفة خبراً عن جديد الفنانة سيرين عبد النور، تحت عنوان: "سيرين عبد النور وجهاد النكاح"، مرفقةً بصورة لعبد النور على السرير، علماً أنّ الخبر لا علاقة له بالموضوع المذكور في العنوان.
بدأ انحدار الصحيفة العام الماضي، حين أنتجت إعلاناً تلفزيونياً عُرف بعدها أنّه مسروق. بعدها، قلّلت الصحيفة من نسبة اهتمامها بالمواضيع المكتوبة على حساب "جذب القراء"، فلم نعد نرى على صفحاتها مواضيع تتعلّق بالحريات أو بهموم اللبنانيين المباشرة.
كذلك، ارتفعت نسبة العنصريّة في صفحاتها، وخصوصاً ضد اللاجئين السوريين. هذا الأمر، دفع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان إلى التغريد والتعليق بكثافة على الموضوع، فأعادوا نشر أخبار وتغريدات وتعليقات من "النهار"، مرفقين معها تعليقاتٍ مستغربة للحال الذي وصلت إليه الجريدة.
وأطلق ناشطو مواقع التواصل وسم "#أنقذوا_جريدة_النهار"، منبّهين من انهيارها التام. وكتب أحد المعلّقين على صفحته على "فيسبوك": "الأمر مستعصٍ. لا يُمكننا فعل شيء بعد اليوم. جريدة جبران تويني ضاعت".
وكتبت إحدى المُغرّدات: "جريدة النهار انهارت. إنها النهاية". ونشرت مدوّنة "مراقبة الإعلام اللبناني" خبراً عن الصحيفة، تحت عنوان: "صحيفة النهار: الجنس يبيع؟"، ذكرت فيه موضوع الحملة على وسائل التواصل.
وحاولت "العربي الجديد" الاتّصال، أكثر من مرة وطيلة أسابيع، بصحيفة "النهار"، للحصول على ردّ منها حول هذا الموضوع، لكن بقيت اتصالاتنا من دون إجابة.