"المونة" بدلاً من الحضانة في لبنان

"المونة" بدلاً من الحضانة في لبنان

15 سبتمبر 2020
خلال إعداد المونة (العربي الجديد)
+ الخط -

بات إيجاد فرصة عمل في لبنان للمتخرجين الجدد شبه مستحيل في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها، وتحديداً بعد جائحة كورونا وارتفاع سعر صرف الدولار. فقد خفّضت العديد من المؤسسات رواتب موظفيها، فيما لجأت أخرى إلى صرف البعض. كما أجبرت شركات أو محال أخرى على الإغلاق. تعيش ليال ترمس (21 عاماً) في بلدة طلّوسة الواقعة في قضاء مرجعيون (جنوب لبنان). ليال خريجة تربية حضانية لم تجد عملاً بعد تخرجها، علماً أنها تساعد في تأمين مصاريف أهلها. إلا أنها لم تيأس، وأصرّت على خلق فرصة عمل لنفسها. في البداية، عملت في مجال بيع الملابس، ثم وجدت نفسها تتجه نحو مهنة أخرى تشهد إقبالاً في القرى اللبنانية بشكل عام، وهي إعداد المونة (المؤونة) اللبنانية. وفي العادة، يحرص الجنوبيون على إعداد المونة خلال فصل الصيف، من كشك ولبنة وجبنة وشنكليش ومربيات، وحتى الملوخية والبامياء وغيرها. في هذا الإطار، تقول ترمس: "تخرجت من المعهد في منطقة الحوش في مدينة صور (جنوب لبنان).  بعدها، أحببت العمل في التخصص الذي درسته، لكن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد حالت دون حصولي على فرصة لذلك. كما أن بعض المدارس سرّحت عدداً لا بأس به من المعلمين، في ظل تدني عدد التلاميذ في صفوفها". ثم بدأت البحث عن فرصة أخرى. بداية، عملت في مجال بيع الألبسة، "لكنني لم أجد نفسي في هذا العمل".

تتابع ترمس: "قبل ثمانية أشهر، بدأت مشروع مونة بلدنا، لأن لبنانيين كثرا يهتمون بمسألة إعداد المونة البيتية، إذ لا يخلو بيت في القرى والبلدات اللبنانية منها". وتوضح: "في البداية، كنت أجلب المونة من مناطق أخرى لبيعها. ثم بدأت أعدها مع أمي، خصوصاً المربيات واللبنة البلدية والزعتر والسماق والملوخية. وفي الوقت نفسه، أجلب ماء الورد (خلاصة تقطير بتلات الورد)، وماء الزّهر (سائل شفاف يتم الحصول عليه بواسطة تقطير زهر نبات البرتقال) من منطقة بنت جبيل (جنوب لبنان)، والكشك (خليط من اللبن المجفف والبرغل) والمكدوس (نوع من المخللات) من منطقة البقاع، والسمسم بحسب توفره.
أما عن اختيارها اسم المشروع، فتقول ترمس: "أسميت المشروع مونة بلدنا، لأنّ إعداد المونة غير محصور في أرض الجنوب، بل في مناطق لبنانية أخرى، وهناك تبادل للمونة بين المناطق، لأن كل منطقة لبنانية تشتهر بنوع معين".

مونة بلدنا

 

وعن سبب اختيارها العمل في المونة البيتية، تقول: "وجدت أن المونة هي الخيار الأفضل في الوقت الحالي، خصوصاً كوني فتاة. أعمل من البيت وتساعدني أمي في إعدادها. بدأت أتعلم منها معظم الأمور، وتحديداً إعداد المربيات. من جهة أخرى، ما من خسارة في بيع المونة البيتية". تتابع: "أجني ربحاً جيداً، الأمر الذي يساعدني على تأمين مصروفي الشخصي"، علماً أن أسعار المونة التي تعدّها وتبيعها أقل من المحلات الأخرى بهدف تشجيع الزبائن على الشراء منها وبالتالي ترويجها. في الوقت نفسه، تدرك أن أوضاع الناس الاقتصادية صعبة، وبالتالي تشعر بوجوب الوقوف معهم حتى لو كان الربح زهيداً.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وتلفت إلى أنها صارت تعتمد على الخيرات التي تنتجها أرض عائلتها، منها التين وبعض الخضار كالملوخية والبامياء وغيرها. تختم حديثها قائلة: "في الوقت الحالي، أعمل على افتتاح محل قريب من بلدة العديسة (جنوب لبنان)، وذلك بعد الانتهاء من التصليحات في المحل، وتحضير ديكور مناسب". فالقرية التي تعيش فيها صغيرة وعدد سكانها قليل. لذلك، اختارت هذا المكان.

إقفال
أعلن نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان، طوني الرامي، عن ‏إقفال نحو 785 مؤسسة (تعمل في مجال المأكولات) في الفترة ما بين سبتمبر/ ‏أيلول عام 2019 والأول من فبراير/ شباط عام 2020. وشهد شهر يناير/ كانون الثاني وحده إقفال 240 مؤسسة في لبنان. وفاق عدد الموظفين المصروفين من العمل الـ 25 ألفاً، ‏فيما يعمل عدد كبير من العمال بدوام جزئي أو نصف راتب.

المساهمون