"المنمنمات في الفن المعاصر": إسقاطات سياسية واجتماعية

"المنمنمات في الفن المعاصر": إسقاطات سياسية واجتماعية

28 اغسطس 2020
(دانا عورتاني، من المعرض)
+ الخط -

ورث المسملون فن المنمنمات من حضارات سابقة في مقدّمتها الفارسية والبيزنطية، لكنهم قدّموا تطويراً كبيراً عليها جعلها ترتبط بهم بشكل أساسي ضمن تنويعات متعدّدة بحسب اختلاف الجغرافيا التي احتضنتها بدءاً من آسيا الوسطى وانتهاء بـ الأندلس.

واستطاع هذا الفن أن يستمر لمئات السنين ويترك تأثيره الكبير في فنون وعمارة الحداثة الأوروبية منذ عصر النهضة، مثلما ظهرت الزخارف في العديد من الأعمال مثل لوحة عذراء البشارة لسيمون مارتيني، الزخارف المشتقة من الكتابة الكوفية على باب كنيسة القديس بطرس في مدينة هيرو بفرنسا، وغيرهما.

" المنمنمات 2.0: المنمنمات في الفن المعاصر" عنوان المعرض الذي افتتح في "متحف بيرا" بإسطنبول في الحادي عشر من الشهر الجاري، ويتواصل حتى السابع عشر من كانون الثاني/ يناير المقبل، والذي كان من المقرّر إطلاقه في آذار/ مارس الماضي، إلا أنه تأجّل بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

الصورة
(نور علي شاقاناني، من المعرض)
(نور علي شاقاناني، من المعرض)

يشارك في المعرض فنانون من تركيا وإيران والعراق وباكستان وفلسطين وأذربيجان، وهم "لا يتعاملون مع المنمنمات كفن تاريخي فحسب، بل يؤكدون على إمكاناته النظرية كشكل من أشكال الفن المعاصر من خلال استخدام وسائط مختلفة مثل النحت والفيديو والمنسوجات والتركيب، ويخرجون المنمنمات من الكتب حيث أقامت لقرون، ويمنحونها بعداً جديداً عبر البحث عن طرق يمكن للمنمنمات أن يعيش بها في الزمن الراهن"، بحسب بيان المنظّمين.

وتركّز الأعمال المعروضة على ثيمات وقضايا لم يتطرّق إليها رسامو المنمنات طوال أكثر من ألف قرن، مثل الاستعمار، والاستشراق، وعدم المساواة الاقتصادية، والجندر، وسياسة الهوية، وأزمات المجتمع والبيئة، وغيرها من التعبيرات التي لا تجعلها مجرد تصوير جمالي لشخصيات أو أحداث أو مناسبات، كما توثّقها العديد من المخطوطات التراثية. 

يشارك الفنان التركي خليل ألتنديري بعمل يحمل عنوان "انضمام السلطان إلى حفل العرش بطائرة بدون طيار"، الذي صممه عام 2018، بمساعدة الفنانين فيليز أديغوزيل توبراك وفاطمة أكداس وآيس يلماز أوزتورك، بينما تقدّم الفنانة الفلسطينية دانا عورتاني تركيباً بعنوان "ذهبت بعيداً ونسيتك"، مستخدمة الرمال الملونة لإنشاء نمط ديوان إسلامي تقليدي في منزل قديم مهجور.

وتتناول الفنانة العراقية هيف كهرمان في عملها نساء جالسات تحت شجرة بلباس شفاف وأحمر خدود خافت على وجنتيهن، كعارضات أزياء وتسأل: "ما الذي يجعل شخصاً ما عراقياً أو امرأة أو لاجئة أو سويدية؟.

المساهمون