Skip to main content
"الملكي" في عصر لوبيتيغي: جماعية ما بعد رونالدو
رياض الترك

ريال مدريد وبداية عهد لوبيتيغي (العربي الجديد/Getty)

قبل رحيل المدرب الفرنسي زيدان عن ريال مدريد كان يعتمد كثيراً على قدرات اللاعبين المهارية بنسبة كبيرة. كان اعتماده الأكبر على خطة (4-3-3) مع ثلاثي هجومي معروف وصريح (غاريث بيل، كريم بنزيمة، كريستيانو رونالدو).

لكن في آخر موسم له (2017-2018)، استحدث نظام (4-4-2) أكثر من مرة، حيثُ منح رونالدو حرية أكبر للدخول في العمق الهجومي وترك المساحات في الأجنحة للاعبين مثل إيسكو، أسينسيو ولوكاس فاسكيز.


لوبيتيغي "الجماعية"

تسارعت الأحداث في ريال مدريد، فرحل زيدان ولحق به رونالدو، ثم حضر المدرب لوبيتيغي المُقال من تدريب المنتخب الإسباني. لوبيتيغي معروف بجماعيته في اللعب وهو استعمل في بداية عهده مع "الملكي" خطتين تقريباً (4-2-3-1) و(4-3-3). لكن الأهم من كل هذا هو انتقال ريال مدريد إلى ما بعد عصر رونالدو والتركيز على اللعب الجماعي والدفاع من المقدمة لاسترجاع الكرة وتسجيل الأهداف.

مع رحيل رونالدو انتهى عصر الـ"BBC" وبدأ عصر الـ"BBA"، المُتمثل بوجود غاريث بيل، كريم بنزيمة وماركو أسينسيو، وهو الثلاثي الذي يصنع الخطر دائماً للمدرب لوبيتيغي في الثلث الأخير من الملعب حتى الآن. وربما كشفت الخريطة الحرارية تحركات بيل على الجهة اليُمنى وأسينسيو على اليُسرى بنسبة كبيرة مع وجود بنزيمة في الوسط نحو العمق.

مع لوبيتيغي بنزيمة مثلاً يسقط دائماً إلى وسط الملعب من أجل مساندة خط الوسط في بناء الهجمة ثم يصعد سريعاً إلى الأمام وراء المدافعين لصناعة الخطر. في المقابل، بدا واضحاً أن أسينسيو وبيل يملكان الحرية في تغيير المراكز والاتجاهات بحسب إيقاع اللعب، إما عبر تبديل المراكز أو الانطلاق عبر الأطراف بالكرة، في وقت لعب إيسكو دور المُساند العبقري لـ"BBA" من الخلف.

ومن أكبر الأمثلة على تحركات أسينسيو وبيل المبنية على تبديل المراكز وتغيير الاتجاهات هي الأهداف التي سُجلت في بداية الموسم. هدف التعادل ضد أتلتيكو مدريد في "السوبر" الأوروبي جاء من كرة عرضية من بيل عن الجهة اليُمنى بعد انطلاقة فردية على الطرف ثم متابعة من بنزيمة داخل المنطقة.

وفي أول مباراة في "الليغا" ضد خيتافي جاء الهدف الأول إثر كرة عرضية من بيل عن الجهة اليُسرى هذه المرة وتابع كارباخال الكرة من داخل منطقة الجزاء. وأخيراً فوز أسينسيو بركلتي جزاء أمام جيرونا، واحدة عن اليسار وأخرى عن اليمين.

قوة التحركات وصلابة خط الوسط

منح المدرب يولن لوبيتيغي حرية القرارات والتحركات لثلاثي المقدمة الـ"BBA" (بيل، بنزيمة وأسينسيو)، في المباريات، وأمام جيرونا بدا واضحاً أن هذا الثلاثي لديه الكثير من الخيارات على أرض الملعب في الثلث الأخير من الملعب.


انطلق لوبيتيغي مع ريال مدريد في بطولة الدوري بلاعبي ارتكاز في خط الوسط (توني كروس وكاسيميرو)، مع اعتماده أحياناً على وجود ثلاثي في خط الوسط أمام كاسيميرو مؤلف من (كروس، سيبايوس وإيسكو)، لكنها عملية في غاية الخطورة طبعاً، لأن الظهر سيكون مكشوفاً. كما أن لوبيتيغي وضع ثقة كبيرة في إيسكو حتى هذه اللحظة لتمويل المهاجمين وصناعة التمريرات البينية خلف المدافعين مع وجود جناحين سريعين (بيل، أسينسيو).

انتهى عهد زيدان وبدأ عهد لوبيتيغي ذو الطابع "الجماعي". مُدرب يحُب الشراسة في الأمام ويُحبذ رد الفعل السريع أمام الخصم عبر الضغط المباشر بمساعدة المهاجمين. لوبيتيغي يريد من لاعبيه التحرك بالكرة بحرية كبيرة والعمل وفق أسلوب مُحدد واضح على أرض الملعب.