Skip to main content
"الملتقى الدولي للخط العربي": انتظام بلا دعم
العربي الجديد ــ تونس
عامر بن جدو/ تونس

قلّما نجد اهتماماً بالخط كفنٍ يدخل في العمارة والتشكيل في ثقافة أخرى غير الثقافات العربية والتركية والهندية والفارسية وغيرها. أما الحرف اللاتيني، فلم يكن جزءاً من العمارة والفنون المختلفة.

من هنا نجد الاهتمام الجمالي بشكل الخط العربي ونراه في أمكنة مختلفة غير متوقعه، فإلى اليوم ما زال الحرف جزءاً من العمارة الإسلامية.

في هذا السياق، انطلقت أعمال "الملتقى الدولي للخط العرب" في مدينة قابس التونسية، أول أمس الأربعاء، وتتواصل حتى 11 من الشهر الجاري بمشاركة فنانين من تونس والمغرب والجزائر وليبيا والأردن وايران وسويسرا والهند. ويشهد اليوم افتتاح المعرض الذي تقدّم خلاله أعمال 18 فناناً مشاركاً.

افتتحت الدورة السادسة من الملتقى بندوة ناقشت الخط العربي وتوظيفاته المعاصرة، وتطرقت المداخلات فيها إلى عدة محاور؛ مثل الاتجاهات الفنية للخط العربي، والاختزال والاشتقاق في الخط وانسجام وحضور الحرف العربي مع العمارة والبيئة. تطرّقت الندوة أيضاً إلى جانب التطويع الجمالي وعلاقة الهندسة الإسلامية بالخط.

من أوراق الندوة الافتتاحية واحدة بعنوان "الاتجاهات الفنية للخط العربي في إقليم بنجاب في الهند" وألقاها الحروفي الفنان قوري بوسف حسين من الهند، أما الأكاديمي رفعت محمد البوايزة من الأردن فقدم مداخلة بعنوان "الاختزال والاشتقاق في فن الخط العربي".

ومن الجزائر، قدّم حمزة بوخلدة ورقة حول "تناغم الحرف العربي مع العمارة والبيئة"، بينما تطرّقت ورقة علي الجليطي من تونس إلى "التطويع الجمالي للشكل المثلث في الخط القيرواني".

بدوره، تناول التونسي صالح العدوني "الخط العربي وإمكاناته الأخرى مقاربات في المواد والخامات والصيغ الجمالية".

من الندوات الأخرى المبرمجة؛ جلسة نقاشية تبحث "واقع الخط العربي وإشكالاته"، كما يشارك الحضور في ورش تدريب في الخط، ويُنظَّم، أيضاً، معرض للخط العربي ورسم جماعي لجدارية ستقام قرب مقر "جمعية دار الفنون" في قابس. ومن المشاركين التونسيين: الفنان عبد الحفيظ التليلي، وعامر بنجدو، وعمور جمني.

وكانت منشورات على فيسبوك قد سبقت انعقاد التظاهرة، مشيدة بانتظامها رغم أنها لا تلقى أي نوع من الدعم، ما يجعل الفنانين يتحملون كلفة سفرهم، رغبة منهم في الحضور واللقاء والمشاركة.

السؤال اليوم هو: لماذا لا يلقى هذا الملتقى أي دعم ويقام بتعاون مجموعة من المهتمين وعشاق الخط والجمعيات، بالنظر إلى أن الثقافة التونسية في مرحلة المشاريع والبرامج وفعاليات المدن الثقافية، فلماذا لا يكون الخط وهذا الملتقى جزءاً من اهتماماتها، لا سيما وأن تونس "عاصمة للثقافة الإسلامية" لهذا العام.

من جهة أخرى، فإن ثمة سؤالاً آخر يطرح نفسه حول غياب المرأة (رغم حضورها الملحوظ في التظاهرة كمتلقّية) عن فعاليات الخط العربي وفن الحروفيات، هل هو تهميش أم أن المرأة الفنانة قلما تلتفت إلى هذا الجانب الجمالي من الحرف، رغم وجود خطاطات بارزات منذ العصر العباسي وحتى نهاية العثماني.

المزيد في ثقافة