"المكروهون الثمانية"...إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب

22 مارس 2016
إنريكي الخصم الذي يخشاه الجميع (Getty)
+ الخط -
"اعرف عدوك جيداً واجعله صديقك لكي تعرف أين تضربه في المستقبل"، عبارة حربية نسمعها دائماً في الميدان السياسي وفي الحروب بين البلدان. بالنسبة لكرة القدم ليس هناك صديق، فكل فريق هو عدو على البساط الأخضر، فكيف إذا كان الأمر في بطولة دوري أبطال أوروبا، كل الأندية أعداء لأن الهدف واحد هو عرش "ملك أوروبا".

"المكروهون الثمانية" أو "الحاقدون الثمانية" The Hateful Eight، فيلم سينمائي إنتاج عام 2015، من إخراج كوينتين تارانتينو، يتحدث عن ثمانية أشخاص اجتمعوا في مدينة أميركية واحدة وكانوا غرباء، وُلدت العداوة بينهم وأصبح لكل شخص من بين الثمانية عدو.

وعلى المنوال نفسه عندما سُحبت قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، هناك ثمانية سيتواجهون من أجل الوصول إلى المربع الذهبي، وكل مدرب سيكون على "عداء" مع المدرب الخصم، أهلاً وسهلاً بكم في ملعب "المكروهون الثمانية".

الأعداء الجبابرة
"وما أجملها أن تواجه أفضل فريق في العالم"، بهذه الكلمات استقبل سيميوني قرعة ربع نهائي الأبطال، هو رجل يملك الشجاعة والجرأة ولا يخاف أي فريق مهما كان حجمه حتى لو كان برشلونة، بطل أوروبا. المدرب الأرجنتيني يعلم تماماً أن طريقه إلى المربع الذهبي لن تكون مفروشة بالورود، لكنه مقاتل يعرف كيف يختار كلماته بعناية، بغية بث الرعب في قلب المنافس المُصنّف "أسد أوروبا" في الوقت الحالي.

"أنا لا أخاف أي أحد في هذه القرعة إلا برشلونة، وأنا محظوظ لأنني مدرب هذا الفريق"، بهذه الكلمات مهّد لويس إنريكي لكل أعدائه أنه جاهز لمواجهة أكبر الثمانية، مدرب صنع فريقاً مرعباً بكل معنى الكلمة واستحق لقب "الأسد"، أسلحة فتاكة قادرة على إسقاط ترسانة حربية بكاملها. بالنسبة لإنريكي عدوه على أرض الملعب هو سيميوني وليس أتلتيكو مدريد، لأن الحرب التكتيكية هي التي تصنع الانتصارات قبل وخلال المعركة، سيميوني – إنريكي مواجهة عدائية يجمعهما عنصر مشترك "قاتل اليوم لتحيا غداً".

"القرعة صعبة، فنحن في دور الثمانية، لكنني سعيد بتجنب برشلونة"، فالمدرب التشيلي مانويل بيليغريني رجل واقعي، يعرف جيداً أن إمكانات فريقه جيدة، لكن لا يمكنها إيقاف النادي "الكتالوني"، ورداً على واقعيته، منحته القرعة فريقاً أوروبياً مرشحاً للوصول بعيداً في هذا الموسم، وهو باريس سان جيرمان الفرنسي.

بيليغريني رجل مسالم لا ينفعل كثيراً وهو الخصم الكلاسيكي الذي لن يفاجئك بطريقة هجوم جديدة، فهو يعتمد الأسلوب نفسه في التكتيك، لكن بيليغريني يلسع بلمح البصر، لأنه يملك مقاتلين قد يصنعون مفاجأة في المواجهة بين فرنسا وإنجلترا.

"أوقعتنا القرعة مع فريق أوروبي جيد، وضد مدرب مُميّز"، هذه هي تصريحات "العدو" الرابع لوران بلان بعد القرعة، بلان رجل متزن يحترم "عدوه" مهما كان حجمه، ويترك الملعب يتكلم بعد مرور 90 دقيقة.

تواضع بلان يؤكد أنه يزرع في عقلية اللاعبين أن "العدو" الذي سيلعب أمامكم على أرض الملعب هو فريق قوي وعنيد، فعليكم أن تكونوا مقاتلين للعبور، وإلا لن يكون لديكم مكان بين الأربعة الكبار في أوروبا.

بيليغريني – بلان "عدوّان" يستعملان العقل قبل القلب، لا يريدان إشعال الحرب النفسية قبل المباراة بأسابيع، لأنهما يسيران على مبدأ "احترم خصمك ولو كان صغيراً، لأنه عندما يهزمك سيصبح كبيراً".

الأقوياء ضد المستضعفين
"المفاجآت تُصنع دائماً، نحن سعداء بهذه القرعة"، كلمات ذكية من مدرب فولفسبورغ الألماني، ديتر هيكينغ، يعرف من هو ريال مدريد صاحب العشرة ألقاب أوروبية، ويعرف أيضاً أن كرة القدم لا تعطي إلا من يعطيها. مدرب حوّل فولفسبورغ إلى "حصان أسود"، ويكفي أنه وصل إلى الدور ربع النهائي وأصبح بين "المكروهين الثمانية".

هيكينغ على الورق ربما لا يملك الكثير من الفرص السانحة لتخطي عقبة النادي "الملكي"، لكن في الدور ربع النهائي كل الخصوم أقوياء، لأن وصولهم إلى هذه المرحلة لم يأتِ بمحض الصدفة بل كان نتيجة عمل ومجهود كبيرين على أرض الملعب.

لذلك قرر المدرب هيكينغ استعمال كلمات "القتال"، لأنه يعرف جيداً أنه عدو مستضعف في القرعة وتمناه الجميع، لكن لكي تحصل على أشياء لا تتوقعها، عليك أن تقوم بأشياء لا يمكن توقعها".

لم يُعلق زيدان على قرعة دوري الأبطال ولم يظهر على العلن بأي تصريح يمكن أن يكون نقطة انطلاق لكشف "عدو" هيكينغ.

لكن وبحسب ما يملكه المدرب الفرنسي من لاعبين، فإنه الأوفر حظاً للوصول إلى دور نصف النهائي. العنوان العريض للمعركة "المدريدي العملاق يواجه كبرياء فولفسبورغ"، عنوان بسيط يُفسر هوية هذه المعركة.

هيكينغ – زيدان خصمان يملكان أسلحة لا تُقارن، لكن الإرادة والإصرار في عالم كرة القدم يصنعان الكثير واسألوا رجل رانييري في إنجلترا وهو على بُعد خمسة انتصارات من تحقيق لقب أقوى دوري في العالم.

"في هذه المرحلة من المسابقة أي خصم يمكن أن يكون صعباً، الأمر يتعلق بالفرق الثمانية الأفضل في العالم"، تشابي ألونسو، خبير في كرة القدم ويعرف أن هذه المرحلة ليست نزهة مهما كان حجم الخصم.

المدرب غوارديولا هو الآخر "عدو" مُحنك يملك جيشاً قوياً ويعرف كيف يُطبّق خطة هجومية كاسحة، والعرض في ميونخ منذ يومين كان كافياً لبعث رسائل لكل "الأعداء" في أوروبا.

روي فيتوريا هو "عدو" غوارديولا في هذه المعركة، فيتوريا مدرب دخل قائمة "المكروهين الثمانية" وأصبح مكروهاً من رجل واحد اسمه غوارديولا، ليس هناك أي صراع شخصي بين الرجلين، لكن عندما تكون المهمة أن تحقق الفوز وتصل إلى المربع الذهبي، "العداوة" تصبح واقعاً مفروضاً. غوارديولا - فيتوريا، خصمان لا يعرفان بعضهما البعض أبداً لأنهما لم يلتقيا أبداً، وهذا هو السلاح الأقوى.

اقرأ أيضاً: بالفيديو...أتلتيكو مدريد يخسر بعشر دقائق!
المساهمون