"المفكر" العنصري ألان فنكلكروت يهاجم معلمة فرنسية مسلمة

"المفكر" العنصري ألان فنكلكروت يهاجم معلمة فرنسية مسلمة

27 يناير 2016
فنكلكروت (يوتيوب)
+ الخط -
يستعد المفكر - الرجعي - ألان فنكلكروت لدخول الأكاديمية الفرنسية يوم 28 من يناير/ كانون الثاني الحالي، ليكون واحدا من الخالدين، وكان الأمر ليكون عاديا لولا أن المفكر الفرنسي ليس عنصريا. فقد تجلّت عنصريته خلال سخريته من فوز فريق فرنسا لكرة القدم بكأس العالم للمرة الأولى بسبب لاعبيه "العرب والسود".

ويعتبر كُثر انضمام المفكّر "الأكاديمي" إلى أسرة تضم مفكرين مرموقين، من بينهم الراحل سنغور أو الراحلة آسيا جبار أو أمين معلوف وغيرهم، غريباً.

وينضم فنكلكروت للأكاديمية بعد أن قضى سنوات في برنامج إخباري للقناة الثانية الفرنسية بعنوان "كلمات وأفعال"، حاول المُشرفون عليه أن يكون على مَقاسه، حيث أُرغم أخيراً على الاستماع لفرنسية مسلمة، صارحته بكل ما يخالج عدداً من الفرنسيين، مسلمين وأجانب، فعبّرت عن التقزز من خطابات الرجل، التي يلوكها منذ عقود، والتي تَصم هؤلاء وتشكك في اندماجهم.

وعبثا حاول فنكلكروت أن يميّز بين الإسلام وبين الإسلاموية، مستعينا بمجموعة من الأسماء العربية التي يعتبرها إصلاحية، و"تقوم بمساءلة الإسلام"، وعدّد: عبد النور بيدار وبوعلام صنصال وكمال داود، وفي ما يخص مسألة المرأة، ذكر الشاعر من أصول سورية، أدونيس، في كتابه "العنف والإسلام".

لم يتوقف الأمر عند حدود البرنامج، فقد تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي لقطات من "الاشتباك" بين المُدرّسة الفرنسية المسلمة وبين المفكر. ولما كانت الغلبة للشابة المسلمة، قرر راديو الطائفة اليهودية الفرنسية استضافة فنكلكروت للتعليق على أصداء اللقاء، التي لا تؤذن بانطفاء سريع. وكانت محاورته، إليزابيث ليفي، المقرَّبة إليه وصاحبة موقع مجلة "كوزور" الصهيونية.

ووصف فنكلكروت، بعنف لا نظير له، مداخلة المُدرّسة وئام برهومة بالقول: "يتعلق الأمر بنقد لاذع لم يتوقف لهذه المدرّسة للغة الإنجليزية بعد سَنَة (عرفتها فرنسا) مطبوعة بـ"الله أكبر" القاتلة. هذه المرأة الشابة وهي تعلن أنه لا توجد في فرنسا سوى عنصرية واحدة، العنصرية ضد المسلمين، كانت جالسة في وضعية الضحية، ولم يكن بمستطاع أي حدث أن يُزحزحها عن جلستها".

اقرأ أيضاً: ألان فينكلكروت.. عنصري في "الأكاديمية الفرنسية"

وما زاد المفكر الفرنسي غضباً كان "كون هذه المتدخلة مندمجة في المجتمع الفرنسي"، فقال إنها "مندمجة لأنها لا تلبس الحجاب ولأنها مدرّسة لغة إنجليزية في ثانوية، وبدل أن تُشهرَ امتنانَها لبلد حرَّرَهَا وساعدها على التحرّر، والذي أتاح لها أن تكون كُلَّ ما استطاعت أن تكونَهُ، فهي عبّرت عن كراهيتها وتقيّأت فرنسا. ولهذا علينا أن نستنتج أن الإسلام الراديكالي ليس عدُّوَّنا الوحيد بل يوجد مسلمون، علمانيون، يلتحقون بالجهاد ضدّ فرنسا وضد اليهود، أي كل الخطاب ما بعد - كولونيالي".

وأظهر المفكر خوفه من كونها تُدرّس في مدرسة عمومية، ومن كونها أشهرت قائمة لمن تعتبرهم أشباه مثقفين إسلاموفوبيين، ولكونها لم تُسمِّ، كما تفعل صحيفة ليبراسيون، ميشيل ويلبيك ميشيل أونفراي، بل ركزت، فقط، على إيريك زمور وبرنار هنري ليفي وفينكلكروت.

ولام فينكلكروت المشرف على البرنامج، دافيد بوجاداس، لأنه لم يسأل المتدخلة وئام برهومة عن القائمة القصيرة، ولأنه سمح لها أن تتحدث بحرّيّة. كما زعم فنكلكروت أن المشرف والمخرج للبرنامج عبّرا عن غضبهما، لأن المتدخلة لم تقدّم نفسَها لهما، كما قدّمت نفسَها للمُشاهدين. وقال إنه يتفهّمهما، ولكنهما أبانا عن إهمال كبير، إذ، في نظره، "يكفي أن نضع اسمَ هذه المدرّسة في محرك البحث "غوغل" حتى نعرف أنها شاركت في 31 أكتوبر/ تشرين الأول بـ"مسيرة الكرامة"، التي هتفت بشعارات منها "الانتفاضة الأولى والثانية والثالثة، نحن، جميعا، أبناء غزة"، و"نحن في بلدنا". و لم يُخفِ غضبه لأن "هذه الشابة أصبحت بطلة على بعض المواقع الإلكترونية"، على حد قوله.


اقرأ أيضاً: ابنة أحد مؤسسي "شارلي":لم أعد قادرة على التعرّف إليها