"اللاز": الطاهر وطّار يعود هذا الأسبوع

"اللاز": الطاهر وطّار يعود هذا الأسبوع

01 يناير 2016
(المسرح الوطني الجزائر، تصوير: غاستون باتيستيني)
+ الخط -

في مستهلّ عروضه للسنة الجديدة، يستضيف "المسرح الوطني محي الدين باشطارزي" في الجزائر العاصمة، عند السادسة من مساء غدٍ، العرض الأول لمسرحية "اللاز" المقتبسة عن رواية للطاهر وطار تحمل العنوان نفسه، والتي صدرت عام 1974، وتناول فيها موضوع الثورة التحريرية من زاوية مختلفة.

يتناول العمل، الذي اقتبسه الكاتب المسرحي محمد بورحلة، الصراع بين مناضلي الثورة التحريرية؛ مسلّطاً الضوء على التصفيات الجسدية التي طالت مناضلين ومثقّفين شيوعيين بسبب توجّهاتهم الفكرية، من خلال قصّة مجموعة من المناضلين الذين تُلقي قوّات الاحتلال الفرنسي القبض عليهم في كمين نصبته لهم، فتراودهم الشكوك في وجود خائن بينهم، وسرعان ما يوجّهون التهمة إلى واحد منهم يختلف معهم أيديولوجياً، ويخيّرونه بين تغيير توجّهاته أو القتل.

إلى أيّ مدى سيكون العرض المسرحي وفيّاً لروح النص الأصلي؟ يجيب مخرج العمل، يحيى بن عمّار، على سؤال "العربي الجديد" قائلاً "إن العرض يحتفظ بروح النص وأسئلته الفلسفية"، مضيفاً أنه "بالإمكان اقتباس أكثر من مسرحية واحدة من رواية وطّار التي تتطرّق إلى طابوهات حول الثورة التحريرية، لم يُتطرّق إليها كثيراً في الأدب الجزائري".

يعترف مخرج العمل بأن التعامل مع النص الأصلي لم يكن أمراً سهلاً، بالنظر إلى جرأته وخصوصيته: "قلّة فقط من الروائيين تناولوا مواضيع متعلّقة بالثورة بالجرأة التي تناولها وطّار في روايته". لكنه يؤكّد من جهة أخرى أن طابعها الدرامي جعل نقلها إلى الخشبة أمراً سهلاً.

يضيف بن يحيى أن العمل "لا يحمل رسالة معيّنة، بل يكتفي بطرح الأسئلة حول علاقتنا بالآخر الذي نختلف معه أيديولوجياً"، مضيفاً "من المؤكّد أن العمل يسير في اتجاه إبراز أن الثورة ليست حكراً على شخص واحد أو تيار فكري بعينه".

"اللاز" ليست رواية وطّار الوحيدة التي تُنقل إلى المسرح، فقد سبق أن قدّمت عروض مقتبسة عن عدد من رواياته؛ مثل: "الحوّات والقصر" و"الشهداء يعودون هذا الأسبوع" و"الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي". توجّه يراه متابعون ضرورياً لإخراج الأعمال الأدبية من الورق إلى جمهور أوسع. لكنه، من جهة أخرى، يثير سؤالاً تقليديا عن الاعتماد المبالغ فيه للفن الرابع في الجزائر على الاقتباس.

برأي بن يحيى، فإن الاقتباس ليس عيباً، "المسرح وُلد من الاقتباس أساساً"، مضيفاً أن الوقت حان للاهتمام أكثر بالأدب الجزائري وتحويله إلى أعمال فنية، إن في المسرح أو السينما.



اقرأ أيضاً: الطاهر وطّار.. "الجاحظية" في وحدتها

المساهمون