"القلوب البيضاء"... مؤسسة تطوعية سورية تشرك الألمان

"القلوب البيضاء"... مؤسسة تطوعية سورية تشرك الألمان

14 يونيو 2018
قلوب بيضاء تسعى لإزالة أي سوء تفاهم (العربي الجديد)
+ الخط -
يتقدم المارة الألمان بابتسامة لتناول ما تجود به أيدي السوريين، يثنون على الطعام، ويتبادلون أطراف حديث عابر للتعرف على هذا الفريق التطوعي، ويمضون في طريقهم وقد علق في الذاكرة أن هؤلاء الشبان والشابات السوريين هم جزء ممن استقبلهم بلدهم .

ففي مدينة فوبرتال الألمانية، انطلقت في يناير/ كانون الثاني 2017، مبادرة تأسيس مجموعة تطوعية باسم "قلوب بيضاء"، بمبادرة من سوريي المدينة الذين عملوا كفريق يسعى من خلال تأسيس مؤسستهم التطوعية إلى "الانخراط الحقيقي في المجتمع الألماني وفي الوقت نفسه إلى تعزيز العلاقة مع الشعب الألماني المستضيف، بما يعني توسيع عمل الفريق ليشمل أيضا تقديم مساعدة للألمان أنفسهم بمشاريع يقوم عليها (قلوب بيضاء)".


وبالرغم من أن فوبرتال فيها مؤسسات تطوعية صغيرة تساهم في مساعدة اللاجئين في المراحل الأولى للاندماج، إلا أن فكرة تأسيس فريق بهذا الشكل "تختلف قليلا عن القائم"، بحسب ما يقول لـ"العربي الجديد"، مؤسس "قلوب بيضاء" عمار الفحل، القادم من مدينة اللاذقية. وبالنسبة للفحل، فإن الفكرة بدأت "انطلاقا من شعور بالامتنان للشعب الألماني الذي استقبل اللاجئين برحابة صدر وحاول مساعدتهم بشتى الطرق، إنها طريقة خاصة لنشكرهم واعتبار أنفسنا جزءا من من هذا المجتمع، ونسعى لأن نكون جزءا فاعلا، بالاعتماد على أفكار غير تقليدية، وربما تكون صادمة لمن يتعود على مثل هذه المبادرات، التي تترك أثرا نفسيا إيجابيا كبيرا".

طرح المبادرون لتأسيس فريق "قلوب بيضاء" الفكرة على ناشطة وصديقة ألمانية، شتيفي، لينطلقوا في البحث عن مؤسسة تتبنى الفكرة، وتقدم في البداية ولو مكانا للاجتماع والانطلاق "تواصلنا بعد ذلك مع الجهات الرسمية للحصول على الموافقة لمزاولة عملنا، وهو ما حصل".



خبرات مختلفة
تتبع مبادرة فريق القلوب البيضاء طرقا عدة في تنفيذ مشاريعها التي تتوسع منذ عام. فإلى جانب وجود 34 متطوعا/ة من جنسيات مختلفة، ومعظمهم من السوريين، واعتبارها مؤسسة تتبع منظمة ألمانية مرخصة، إلا أنها تعمل باستقلال في المشاريع والمبادرات.

وأكثر ما يواجه المهاجر واللاجئ الجديد في بلد غربي، يختلف نظام وتركيبة حياته وسوق عمله عن البلد الأصلي، كيفية الدخول إلى المهن وعدم الاستسلام للظروف المختلفة، رغم صعوبتها واستحالتها للبعض، وعليه أوجد فريق "قلوب بيضاء" مجموعات عمل تتوزع على مجالات مهنية مختلفة؛ من النجارة والميكانيك والكهرباء والطهي، هذا إلى جانب أصحاب الخبرات في مجالات طبية والدعم النفسي. ولتخطي بعض المصاعب، هناك فريق مختص في مجال الإدارة وكيفية عمل المؤسسات المختلفة في ألمانيا، إلى جانب التعامل مع أصحاب الاحتياجات الخاصة وكبار السن لمساعدتهم بما أمكن.


وبالنسبة للسيدة الألمانية شتيفي، المساهمة بفعالية في تاسيس ونشاط الفريق، فهي ترى في حديثها مع "العربي الجديد"، أن عقبات كثيرة تواجه القادمين الجدد إلى ألمانيا، ومنها إيجاد السكن، ولهذا هناك أهمية لمثل هذه المبادرات الموثوقة في فوبرتال. وتضيف شتيفي "أيضا هي طريقة جيدة لكي يقدم اللاجئون مهاراتهم وكفاءاتهم من خلالها، كارتياد المدارس والتدريب دون الوقوع تحت ضغوط، وكذلك للتعرف على طريقة تنظيم سوق العمل في البلد".

مساعدة كبار السن الألمان بأيد سورية
هؤلاء الشباب السوريون، وغيرهم في فوبرتال، وضمن مبادرة الفريق، أصبح لديهم مشروع مساعدة كبار السن الألمان، كطريقة عرض جيدة وتفاعل واكتساب مهارات لغوية. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك كبار سن غير قادرين على التسوق أو نقل بعض الأثاث، فإن فريق قلوب بيضاء يقوم بالمهمة ويؤمن لهم ذلك، بالإضافة إلى مشروع إطعام وتدفئة المشردين في الشوارع الألمانية "فعلى نفقتنا الخاصة نقوم بذلك انطلاقا من أننا كسوريين في الغربة أكثر الناس إحساسا بمعنى العجز والنزوح والتشرد الذي يفرض على البشر، ولاقت هذه الحملات استحسانا لدى المجتمع الألماني"، بحسب ما يوضح الفحل لـ"العربي الجديد".

في المقابل، شجّعت مبادرات القلوب البيضاء العديد من الألمان على التطوع ضمن الفريق، وهو ما فتح باباً آخر أمامهم لتقديم المساعدة للاجئين من خلال تقديم الاستشارات المختلفة أو الترجمة أو بعض الخدمات الأخرى.

المساهمون