Skip to main content
"القاعدة" يمنح جبهة النصرة رخصة للانفصال عنه
عبسي سميسم

عبر تسجيل صوتي لنائب أمير التنظيم، أحمد حسن أبو الخير، بثه موقع "المنارة البيضاء"، وجّه تنظيم "القاعدة"، "جبهة النصرة"، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات تنظيمية، بما يحفظ الجهاد في بلاد الشام.

وقال النائب العام لأمير "القاعدة"، الشيخ أحمد حسن أبو الخير: "مع انتقال الجهاد من مفهوم جهاد نخبة إلى جهاد أمة، لا ينبغي أن يقاد بعقلية الجماعة أو التنظيم، بل يجب أن تكون التنظيمات والجماعات دائرة جمع وحشد، لا تفريق ومنابذة، وتكون تلك الجهود منطلقاً لمرحلة متقدمة تنشئ لأهل السنة كيانا يمثل مطالبهم".

وأضاف أبو الخير: "وأمام ما تقدم وانطلاقاً من مسؤوليتي، فإننا نوجه جبهة النصرة إلى المضي قدماً بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين، ويحمي جهاد أهل الشام، ونحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر، وهذه خطوة منا ودعوة إلى كل الفصائل المجاهدة على أرض الشام، أن اجتمعوا على ما يرضي الله، وتعاهدوا على الولاء لأهل الإيمان والبراء من أهل الظلم. كونوا صفاً واحداً يحمي أهلنا ويدافع عن أرضنا، وأقروا عيوننا باجتماعكم على حكومة إسلامية راشدة، ترد الحقوق وتبسط العدل بين المسلمين، وأننا سنكون أول من يؤيدها وينصرها".

واستشهد أبو الخير بتسجيل صوتي لزعيم تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، يقول فيه: "إن أخوّة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة المتحولة، وإن وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهم وأعز وأغلى عندنا من أية رابطة تنظيمية"، مضيفاً: "بل يضحى بلا تردد بتلك الروابط التنظيمية الحزبية، إذا تعارضت مع تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صف واحد كالبنيان المرصوص، في مواجهة عدوكم العلماني الطائفي، الذي تدعمه القوى الرافضية الصفوية وروسيا والصين، وتتواطأ معه الحملة الصليبية المعاصرة".

ويعتبر هذا التسجيل بمثابة الرخصة من "تنظيم القاعدة" إلى "جبهة النصرة"، لفك ارتباطها بالتنظيم، ويأتي استكمالاً للإشاعات التي بثتها "النصرة" خلال الأيام القليلة الماضية، عبر مؤيديها، عن فكّ ارتباطها بـ"تنظيم القاعدة"، والتي يبدو أنها كانت موجهة بشكل مباشر إلى عناصرها، لجس نبضهم في حال اتخاذ قرار الانفصال عن "القاعدة"، ما يبرر استعانة "النصرة" بـ"تنظيم القاعدة" لإعطائها رخصة فك الارتباط، وعبر موقع "المنارة البيضاء"، (الناطق الرسمي باسم جبهة النصرة).

وتتعرض "جبهة النصرة" إلى مشروع استهداف مباشر، تم التوافق عليه بين الولايات المتحدة وروسيا، كما يصنف تنظيم "جبهة النصرة"، على أنه تنظيم "إرهابي"، بسبب تبعيته لـ"تنظيم القاعدة" العالمي.

وكان التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب استهدف مقارّ "جبهة النصرة" في معظم الأراضي السورية، واغتال قيادات لها، آخرهم أبو فراس السوري في ريف إدلب. وتتوجه جبهة النصرة للظهور باسم جديد وكيان منفصل تاماً عن "تنظيم القاعدة"، ويرجح بأن اسمها الجديد سيكون "جبهة فتح الشام"، وذلك بحسب تسريبات إعلامية مقربة منها.