Skip to main content
"الـ 100 كرسي": عن المسرح والإدماج الاجتماعي
العربي الجديد ــ تونس
(من مسرحية "فريدوم هاوس" لـ الشاذلي العرفاوي)

توقّفت معظم التجارب التي اعتمدت مسرح الجيب في العالم العربي وتتوجّه إلى جمهور محدود في قاعة صغيرة، ففي مصر ظهرت تجارب منذ أربعينيات القرن الماضي ضمن انفتاحها على أوروبا، وفي لبنان بسبب صعوبة تقديم عروض خلال الحرب الأهلية لم تحظ جميعها بالاستمرار والتطوّر.

حتى الرابع عشر عشر من الشهر الجاري، تتواصل فعاليات الدورة الثالثة من تظاهرة "مسرح الـ 100 كرسي" في مدينة القلعة الكبرى (جنوب العاصمة تونس) التي افتتحت أول أمس الإثنين، بتنظيم من "مسرح كورتينا" و"مركز التربية الخاصة والتكوين وتأهيل المعوقين".

تحت شعار "مئة كرسي خير من ألف بلا معنى"، تقام مجموعة من الورشات التدريبية وملتقى علمي بهدف "تنمية قدرات الأطفال حاملي الإعاقة، وإتاحة المجال لتقديم إبداعاتهم"، بحسب بيان المنظّمين حيث يُفتتح الملتقى العلمي بعرض مسرحية "إني اخترتك يا وطني" من إعداد وتمثيل أعضاء المركز، أما الورشات فتعقد بإدارة الأكاديمي التونسي زهير بن تردايت والمخرج الإيطالي الأردني عاهد عبابنة.

افتتحت العروض بمسرحية "كاموفلاج" من تأليف عادل الوحدي وإخراج إسماعيل الوعرابي من المغرب، وتتناول تدخّلات السلطة عبر التاريخ في إعادة بناء النص الإبداعي بأي ثمن، ولو على حساب رغبة الكاتب وتوجّهاته، عبر تقديم متتالية من المشاهد حول قراءة خلفيات كتابة الأعمال الأدبية وكيفية قراءاتها والتحوّلات الناتجة عن تلقّيها.

يشارك في الندوة العلمية التي تنظّم تحت عنوان "المسرح والإدماج الاجتماعي" الباحثان صالح حميدات بورقة "الإدماج الاجتماعي بين الواقع والمأمول: الدوافع والنتائج والآفاق، التنوع الثقافي والبرامج والمناهج وسائل إدماج منتهية الصلوحية أم قابلة للتطوير"، ومحمد نجيب الطالبي بورقة "مقاربة سوسيولوجية للإدماج الاجتماعي بواسطة المسرح"، والمؤلف والمخرج المسرحي كمال العلاوي بورقة "الإدماج الاجتماعي تصوراً وفعلاً".

كما يُعرض فيلم "في عينيا" لـ نجيب بلقاضي الذي يرصد حياة الأطفال الذين يعانون التوحّد وسط مجتمع يتعامل معهم كمختلّين عقلياً، حيث تفشل الكثير من العائلات والمدرّسين من التعامل مع التقلبات المزاجية والنوبات العصبية التي تنتاب المتوحّدين.

وتقدّم مسرحية "فريدوم هاوس" لـ الشاذلي العرفاوي من تونس، وتجسّد حياة جنرال يحاول القیام بانقلاب عسكري لكن مخططه ينكشف لیلة تنفیذه، فيتمّ إيداعه في مستشفی الأمراض العقلیة ويعطب جسده بالأدوية والصدمات الكھربائیة إلى حد دخوله في حالة من الھلوسة والجنون، وفي إحدى نوبات ھلوسته تخیل أن انقلابه قد نجح فصنع لنفسه عوالم خیالیة من وطن ونظام وشخصیات وأعداء تتربص به.

إلى جانب مسرحية "جرائم زوجية" لـ محمد علي سعيد، و"الحالم" من إخراج جماعي لـ"مؤسسة زيقزاق للإنتاج الفني"، و"ويحدث أنّ ..." لـ أوس إبراهيم، و"سمّها ما شئت" لـ وليد الدغسني.

المزيد في ثقافة