"العمال الكردستاني" يؤسس حزباً وقوة محلية في سنجار

"العمال الكردستاني" يؤسس حزباً وقوة محلية في سنجار

24 يناير 2017
قوات للعمال الكردستاني بالعراق (فرانس برس)
+ الخط -
أعلن "حزب العمال الكردستاني التركي (PKK)" عن تشكيل قوة عسكرية جديدة في قضاء سنجار، شمال غرب مدينة الموصل، وأردف خطوته التصعيدية هذه مع سلطات إقليم كردستان بالتحرك للحصول على إجازة تأسيس حزب سياسي وضع عراقيين في واجهته.

وتداولت مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني باللغة الكردية تأسيس قوة خاصة جديدة أطلقت عليها "قوة شنكال الخاصة"، ونشرت فيديو يظهر الإعلان عن تشكيل القوة وعناصرها وهم ملثمون وبالزي العسكري أثناء التدريب بموقع على جبل سنجار، حيث كانوا يؤدون قسماً خاصاً أمام مسؤولين من الحزب.

ويأتي الإعلان عن تأسيس القوة المسلحة الجديدة في سنجار بالتزامن مع تقارير أكدت أن العمال الكردستاني يعمل بالتنسيق مع السلطات العراقية للحصول على رخصة تأسيس حزب سياسي محلي في سنجار، ويتصدر أشخاص من الطائفة الأيزيدية الكردية من سنجار واجهته.

وقالت مواقع تابعة للعمال الكردستاني إن القوة المسلحة الجديدة تضم العشرات من المقاتلين، وقد أنهت الدفعة الأولى من عناصر القوة دورات تدريبية خاصة، ويظهر العناصر وهم يرددون قسماً أمام مدربين ومدربات القوة. وجاء في القسم "أقسم بلالش النورانية مركز شنكال المقدسة بالدفاع عن كافة أراضي الأيزيديين".

ووضع المسلحون شعار مجموعة مسلحة تدعى "YBS"، وهي تعني وحدات حماية سنجار، وقد قام حزب العمال الكردستاني بتأسيسها في عام 2015، كما ظهرت صور لزعيم الحزب المسجون في تركيا عبد الله أوجلان على زي المسلحين.

ويأتي الإعلان في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن تأسيس قوات مسلحة من قبل العمال الكردستاني بداخل العراق في الوقت الذي تواصل سلطات إقليم كردستان والولايات المتحدة الأميركية مطالبتها الحزب بالخروج من الأراضي العراقية. وتربط مصادر كردية بين تحركات العمال الكردستاني والأجندة الإيرانية في المنطقة، وخاصة سعي إيران لإخضاع منطقة سنجار الواقعة على الحدود العراقية السورية لنفوذها، لأجل اتخاذه مساراً لطريق بري تريد أن تصل به أراضيها بسورية، وبشأن هذا الموضوع كانت إيران قد عقدت العديد من اللقاءات بين قيادات العمال الكردستاني وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، في بغداد وفي مدن حلبجة ورانية، بمحافظة السليمانية بإقليم كردستان، وهي مناطق يديرها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يرأسه جلال طالباني الذي يعتبر أحد حلفاء إيران المقربين في العراق.

https://www.youtube.com/watch?v=wR1Z4-6yJIY




من جهة أخرى، نقلت مصادر كردية بداخل الحكومة العراقية لصحيفة مقربة من سلطات إقليم كردستان، أن "حزب العمال الكردستاني PKK" يعمل ببغداد للحصول على إجازة تأسيس حزب سياسي عراقي يضع أشخاصا أيزيديين من سنجار في قيادته، وذلك بهدف ضمان البقاء في العراق والتأثير في أوضاعه، وخاصة في إقليم كردستان.

وذكرت صحيفة "باس" التي تصدر بالكردية في إربيل، بعددها ليوم الثلاثاء 24 يناير/ كانون الثاني الجاري، أن العمال الكردستاني بات متيقناً من أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي لن يسمحوا ببقاء قواته في سنجار (شنكال 120 كلم شمال غرب الموصل)، بعد الانتهاء من معركة الموصل، لهذا يحاول إدامة وجوده في تلك المنطقة ومناطق أخرى بإقليم كردستان بعناوين أخرى.

وأضافت الصحيفة أن "هذا الأسلوب في العمل اتبعه الحزب سابقا ولا يزال، سواء في تركيا أو في الدول الأوروبية، فعندما تحظر أنقرة حزبا مواليا له، يشكل حزبا آخر بعنوان مختلف، كما هو الحال في أوروبا مع قنواته الإعلامية، إذ تعود هذه القنوات لتبث بأسماء أخرى بعد أن يتم حظرها"،  وأوضحت أن "وحدات حماية شنكال، ووحدات حماية المرأة في شنكال، تنظيمات مسلحة تابعة للعمال الكردستاني، ويريد الحزب تحويل الفصيلين إلى جناح عسكري للحزب، الذي يسعى لترخيصه بمساعدة الحكومة العراقية"، وكشفت الصحيفة عن اسم الحزب وهو "حزب الحرية والديمقراطية"، وإجازة الحزب مقدمة باسم شخص يدعى قحطان شنكالي.

وفي ردة فعل إزاء تحركات العمال الكردستاني، اتهم ممثل الأيزيديين ببرلمان كردستان، شيخ شامو، الحكومة العراقية بدعم حزب العمال الكردستاني، لكن من دون أن تعلن ذلك، وأضاف في تصريح صحافي أن "التحالف الدولي المناهض للإرهاب وحكومة إقليم كردستان والمواطنين الأيزيديين يرفضون تحويل شنكال إلى قاعدة جديدة لمسلحي العمال الكردستاني تحت أي مسمى كان، حتى لو تم ترخيص ذلك الحزب من قبل بغداد، فلإقليم كردستان مؤسساته وقوانينه، ولا يمكن القبول بأي قوة مسلحة في الإقليم خارج إطار وزارة البشمركة".

أما قائمقام قضاء سنجار، محما خليل، فقال إن إدارة القضاء لا مشكلة لها مع أهالي المنطقة لأي حزب انتموا، لكنهم لن يقبلوا بقوات مسلحة تابعة لأي حزب كان لديهم، وأضاف في تصريح صحافي إن "الحكومة العراقية تقف وراء عدم انسحاب مسلحي العمال الكردستاني من منطقة شنكال".

 وتتهم سلطات إقليم كردستان على وجه الخصوص رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالوقوف وراء الكثير من التحركات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني، وبعض فصائل الحشد ضد إقليم كردستان وذلك بتوجيه إيراني.