"العفو الدولية": مداهمة القوات الإسرائيلية لمستشفى المقاصد أمر بائس

منظمة العفو الدولية: مداهمة القوات الإسرائيلية لمستشفى المقاصد أمر بائس

26 يوليو 2017
يستخدمون القوة المفرطة ويروعون الناس(عباس مومني/فرانس برس)
+ الخط -


اعتبرت منظمة العفو الدولية أن "تصرفات القوات الإسرائيلية، التي قامت بمداهمات عنيفة لمستشفى المقاصد في القدس الشرقية، وتحرشها بالموظفين والمرضى وترويعهم، أمر بائس بالمطلق".

وقالت ماجدالينا مغربي، نائبة المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، في تصريح لها أمس الثلاثاء، إن "تصرفات القوات الإسرائيلية، التي قامت بمداهمات عنيفة لمستشفى المقاصد، وتحرشها بالموظفين والمرضى وترويعهم أمر بائس بالمطلق. ومن غير الممكن إيجاد تبرير لمنع العاملين الطبيين من القيام بواجبهم في رعاية المرضى المصابين إصابات حرجة".

وأشارت إلى أن جنود وأفراد الشرطة الإسرائيليين، اقتحموا مستشفى المقاصد مرتين خلال الأسبوع الماضي، وروّعوا الموظفين والمرضى، وفي بعض الحالات منعوا الأطباء من تقديم الرعاية الطبية الطارئة لمرضى أصيبوا إصابات حرجة.

وجاءت عمليات المداهمة لمستشفى المقاصد في القدس الشرقية مع تصاعد التوترات في القدس وكافة أرجاء الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، عقب قرار الحكومة الإسرائيلية بوضع أجهزة لكشف المعادن، وتفتيش المصلين على مداخل المسجد الأقصى عقب مقتل شرطيين إسرائيليين في الموقع، في 14 يوليو/تموز الجاري.

واستشهد ما لا يقل عن أربعة مدنيين فلسطينيين، وأصيب أكثر من 1090 على أيدي قوات الاحتلال في الأيام العشرة الماضية، خلال الاحتجاجات الفلسطينية الواسعة النطاق ضد القرار، وما تبعه من مصادمات.

ووفق بيان المنظمة، فإن شهود عيان في مستشفى المقاصد، وصفوا مشاهد "الفوضى العارمة" التي سببها اقتحام قوات الاحتلال، لمرافق المستشفى في 17 و21 يوليو/تموز، وعلى نحو واضح، لمطاردة الجرحى المصابين إصابات حرجة.



وتابع البيان: أبلغ الدكتور رفيق الحسيني، رئيس مستشفى "المقاصد"، منظمة العفو الدولية أن ما بين 20 و30 من أفراد حرس الحدود المدججين بالأسلحة والتابعين للجيش والشرطة داهموا المستشفى في وقت متأخر من مساء 17 يوليو/تموز.

وأشار الحسيني إلى أنه "قام أفراد حرس الحدود بالتحرش بموظفيّ وكانوا يتصرفون بطريقة عدوانية... دخلوا المستشفى وهم يحملون بنادقهم الآلية والقنابل الصوتية، وقاموا بترهيب الموظفين والمرضى الآخرين".

بدوره، قال الدكتور بسام أبو لبدة، المدير الطبي للمستشفى، إنه "منذ اندلاع الاحتجاجات وما تلاها من مصادمات، تلقى المستشفى سيلاً من المصابين الذين يعانون من استنشاق الغاز المسيل للدموع ومن الضرب، أو ممن أصيبوا بالرصاص المطاطي". ووصف كيف أن الجنود لاحقوا، في 17 يوليو/تموز، شابا من سلوان جنوب القدس يبلغ من العمر 19 عاما أصيب في فخذه وقطع شريانه وظل ينزف بشدة، وراحوا يطاردونه في جميع أنحاء المستشفى مثل "كلاب جائعة تطارد فريسة".



وتابع أبو لبدة: "الشاب المصاب، الذي كان قد أدخل غرفة العمليات، عندما تدخل بعضنا، نحن الأطباء، لوقفهم... بينما راح آخرون يتجولون في المستشفى ويتحرشون بجميع من وجدوهم من الموظفين والممرضات والأطباء والمرضى. هناك صبيان ومسنون في المستشفى. وهذا غير مقبول... لماذا كانوا يريدون اعتقال الفتى؟ كان ينزف حتى الموت وفي حالة حرجة، ولم يكن ليذهب إلى أي مكان، دخلوا المستشفى ممتشقين بنادقهم".

وتحدث رئيس فريق الاستقبال في المستشفى، طلال السيد، الذي عمل في المستشفى طيلة 10 سنوات، عن عملية الاقتحام الثانية، فقال إن الموظفين اعتادوا على المداهمات الإسرائيلية مع مر السنين، بيد أن أحداث 21 يوليو/تموز "اتخذت منحى أبعد مما شهدناه في أي وقت وتجاوزت كل الحدود".



وقالت إحدى الممرضات التي كانت مناوبة وقت المداهمة: "لم أشعر بالخوف في حياتي كما شعرت هذه المرة. كل ما أتذكره هو الأصوات المدوية والدفع والصراخ. كانت هناك فوضى والدماء تغطي كل أرضية المكان، وحتى الجدران".





كذلك، نقلت المنظمة عن الشيخ عكرمة صبري، إمام المسجد الأقصى ومفتي القدس السابق، وصفه كيف بدأ أفراد شرطة الحدود الإسرائيلية بمهاجمة جمهور مسالم في 18 يوليو/تموز بالقرب من "بوابة الأسد" في البلدة القديمة من القدس، وقاموا بدفع وركل وضرب المحتجين بالهراوات.

ورأت "العفو الدولية" أن التقارير الواردة عن استخدام القوة المفرطة، وعن العنف المتبادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تثير بواعث قلق من أن الأمور في تصاعد نحو المزيد من أعمال القتل غير المشروع.

وقالت مغربي "لا يمكن أبداً تبرير الهجمات على المدنيين. ولكن من غير الممكن أيضاً تحقيق العدالة بشأن هذه الهجمات من خلال العقاب الجماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين".

وتابعت "وبصفتها سلطة احتلال، فإن إسرائيل تتحمل مسؤولية حماية المدنيين الفلسطينيين، وعليها أن تحترم حقهم في الاحتجاج السلمي. كما يتعين عليها أن تضمن تقيّد قواتها، أثناء استخدامها القوة، بأحكام القانون الدولي".

في سياق آخر، دانت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها صباح اليوم الأربعاء، "اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي على العيادة الصحية لوزارة الصحة في قرية كوبر شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية"، مطالبة كافة المنظمات الصحية الدولية التدخل لوقف كافة الممارسات التعسفية والعدوانية المتكررة على المرافق الصحية الفلسطينية.

وقال وزير الصحة جواد عواد إن "الاحتلال الإسرائيلي يمعن في اعتداءاته بحق القطاع الصحي الفلسطيني، وأصبح هذا النهج المتبع سياسة ممنهجة تجاه المستشفيات والعيادات الصحية، والمرضى".