"العفو" تملك أدلة على شنّ ميانمار تطهيراًعرقياً ضدّ الروهينغا

"العفو الدولية" لديها أدلة على شنّ نظام ميانمار تطهيراً عرقياً ضدّ الروهينغا

15 سبتمبر 2017
+ الخط -
اتّهمت منظمة "العفو" الدولية قوات الأمن في ميانمار بشن تطهير منهجي ضدّ أقلية الروهينغا المسلمة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وقالت إنّ لديها أدلة جديدة تستند إلى بيانات الكشف عن الحرائق وصور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو، وكذلك مقابلات مع شهود عيان، من "حملة مدبرة من الحرائق المنهجية" تستهدف قرى الروهينغا في ولاية أراكان الخميس.

وأوضحت المنظمة الحقوقية، أنّ هذا دليل على أن قوات الأمن تحاول دفع مجموعة الأقلية المسلمة إلى خارج البلاد، حيث تعرضت أكثر من 26 قرية على الأقل لهجمات حرق متعمدة في أراكان، التي يشكل الروهينغا أغلب سكانها، مع ظهور ركام من الرماد محل مواقع البيوت في الصور الملتقطة.

وبحسب المنظمة، فإن مجسات الحريق في الأقمار الصناعية التقطت 80 حريقاً كبيراً في مختلف أرجاء ولاية أراكان منذ 25 أغسطس/آب الماضي، حين بدأت السلطات في ميانمار شن عمليات تطهير، وأضافت أنه لم يتم تسجيل أي حرائق بهذا الحجم خلال فترات مماثلة خلال السنوات الأربع الماضية.

وأفاد شهود عيان من الروهينغا، في شهادات استقتها المنظمة، أن قوات الأمن وقرويين استخدموا البنزين والصواريخ المحمولة على الكتف لحرق المنازل، قبل إطلاق النيران على السكان الروهينغا الفارين.

وقالت تيرانا حسن، مديرة الاستجابة للأزمات في المنظمة: "الأدلة لا تقبل الجدل - قوات الأمن في ميانمار تضع شمال ولاية راخين في حملة تستهدف دفع شعب الروهينغا إلى الخروج من ميانمار، ولا تخطئ: هذا تطهير عرقي".


بدوره أكد الباحث في منظمة العفو أولوف بلومكفيست، "وجود حملة واضحة لقوات الأمن للتطهير العرقي، مشيراً إلى أن الوضع في ولاية أراكان مشتعل؛ ومن الصعب جداً الاستنتاج أن ما يحدث أي شيء غير محاولة متعمدة للجيش لإخراج الروهينغا من بلادهم بأي وسيلة ممكنة".

وقد تضاعف عدد الروهينغا الذين يصلون إلى بنغلادش ثلاثة أضعاف منذ أسبوع،
وقالت المنظمة، إنّ قوات الأمن تحاصر القرى وتطلق النار على الناس وهم يفرون ويحرقون منازلهم ووصفوا هذه الأعمال بأنها "جرائم ضد الإنسانية".

حملة واسعة من التطهير العرقي (Getty)


وتقول الحكومة إن ما لا يقل عن 30 في المائة من قرى الروهينغا في ولاية راخين فارغة الآن. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الميانمارية زاو جاي أن 176 قرية من قرى الروهينغا صارت خالية من سكانها، إضافة إلى 34 قرية أخرى تركها بعض السكان، وذلك عقب أحداث العنف التي شهدها الإقليم.

وفقاً لمصادر الأمم المتحدة، فرّ نحو 150 ألفاً من الروهينغا إلى بنغلادش في الأسبوعين الأولين وحدهما من الأزمة، وثمة أعداد أكبر تعبر الحدود. ويصل اللاجئون إلى الحدود مصابين وجوعى ويعانون من الصدمة، وبحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الطعام والمأوى والرعاية الطبية. وتحتاج سلطات بنغلادش إلى مساعدات دولية عاجلة لتقديم الدعم إلى من هم بحاجة إليه.

وفي داخل ميانمار، نزح نحو 27 ألفاً من أبناء الأقليات الإثنية الأخرى في ولاية أراكان، وقد منعت السلطات وصول المواد التموينية الأساسية والماء والدواء، المقدمة من الأمم المتحدة وغيرها من هيئات الإغاثة، إلى آلاف الأشخاص العالقين في جبال شمال ولاية أراكان، ومعظمهم من الروهينغا.

حرق قرى الروهينغا (موقع منظمة العفو الدولية)

في المقابل، أشارت ميانمار اليوم الجمعة، إلى أنها لا تمنع منظمات الإغاثة، لكنها قالت إن السلطات في المنطقة قد تفرض قيودا لدواع أمنية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنه من المقرر أن يصل باتريك ميرفي نائب مساعد وزير الخارجية إلى ميانمار مطلع الأسبوع المقبل، لينقل مخاوف واشنطن ويحاول الضغط من أجل السماح بوصول المزيد من المساعدات إلى منطقة الصراع.

وقال زاو هتاي المتحدث باسم حكومة ميانمار لـ "رويترز": "لا نمنع أحدا". وأضاف "لا نمنع أي منظمات ترسل مساعدات إلى تلك المناطق، لكنها قد تواجه بعض الصعوبات في السفر إلى مناطق تقيد السلطات المحلية الدخول إليها لدواع أمنية". ولم يتضح ما إذا كان ميرفي سيسافر إلى ولاية راخين. ورفض زاو التصريح بما إذا كانت السلطات ستسمح له لو طلب ذلك.

وكان عدد كبير من الروهينغا يعتمدون على المعونات حتى قبل أعمال العنف الأخيرة. وقد عرّضت هذه القيود الأخيرة عشرات الآلاف من الأشخاص لمزيد من المخاطر، وتعهدت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجد بتوفير الغذاء للاجئين الروهينغا، وأضافت أنّ دكا سمحت بدخول الروهينغا لأسباب إنسانية، وطالبت جميع الدول بمساعدتهم للتخفيف من معاناتهم. كما أعلنت بنغلادش بدء التسجيل الرسمي للاجئين الروهينغا لضمان حقهم في العودة لديارهم.

(العربي الجديد، وكالات)

ذات صلة

الصورة

سياسة

كشفت مقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، اليوم الأربعاء، أنها تلقت تهديدات عديدة خلال عملها على إعداد تقريرها بشأن قطاع غزة.
الصورة

سياسة

وصف يسرائيل كاتس الأمم المتحدة بأنها "منظمة معادية للسامية وإسرائيل"، بعد أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى وقف لإطلاق النار
الصورة
أطفال فلسطينيون في شمال غزة ينتظرون حصة الطعام (داود أبو الكاس/ الأناضول)

مجتمع

حذّرت الأمم المتحدة من وضع غذائي كارثي في قطاع غزة ومن مجاعة وشيكة في شماله بحلول مايو/أيار المقبل، وذلك في ظلّ غياب أيّ تدخّل عاجل للحؤول دون ذلك.
الصورة

مجتمع

يضطر سكان شمال قطاع غزة إلى الانتظار لساعات طويلة للحصول على مساعدات إنسانية، جراء اشتداد الجوع بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر...