Skip to main content
"العربي الجديد" يرصد حرب الشوارع في آخر أزقة الموصل القديمة
علي الحسيني ــ الموصل
أكثم سيف الدين ــ بغداد
لليوم الثاني على التوالي، تتواصل الاشتباكات بين القوات العراقية وآخر مسلحي تنظيم "داعش" الذين يقدر عددهم بنحو 200 مقاتل، غالبيتهم من جنسيات عربية وآسيوية، في حي النجيفي، آخر منطقة لنفوذ التنظيم في الموصل القديمة، وتقدّر مساحتها بنحو 800 متر فقط.

وتحاول القوات العراقية حسم معركة الموصل خلال الساعات القادمة، إلا أنّ تواجد قرابة 20 ألف مدني في تلك المنطقة "يصعّب المهمة"، وفقاً لمصادر عسكرية عراقية تحدثت لـ"العربي الجديد"، ووصفت القتال بأنّه "حرب شوارع قاسية" تستخدم فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة والقاذفات والقنابل اليدوية.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، العميد الركن يحيى الزبيدي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ القوات العراقية حقّقت تقدماً كبيراً في المعارك، وسيطرت على عدة شوارع في المنطقة، مضيفاً أنّ "الحسم النهائي يعتمد على القضاء على آخر جيب مسلح وإخراج آخر مدني من المنطقة تلك بسلام".

وقال مسؤول عسكري عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّه من المرجّح إرجاء إعلان تحرير الموصل حتى مطلع الأسبوع المقبل، "بسبب مشاكل ميدانية".


ووفقاً للمسؤول ذاته، فإنّ القتال تحوّل إلى أشبه ما يكون بتحرير رهائن مدنيين، مشيراً إلى وجود 20 ألف مدني، قائلاً إنّ "أي استعجال في المعركة لإنجازها يعني سحقهم".

ولفت إلى أنّ الحكومة العراقية تأمل، خلال يومين، أن ينهار من تبقى من أعضاء "داعش" أو التخلص منهم بشكل تدريجي، مشيراً إلى أنّ "القناصين تسبّبوا بتباطؤ تقدّم القوات العراقية وسرعة حسم المعركة".

وقال عناصر من الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عملية التحرّك داخل ما تبقى من الموصل القديمة صعبة للغاية"، مؤكدين تضاعف خسائرهم البشرية بسبب عمليات القنص والتفجيرات الانتحارية التي زاد منها "داعش" أخيراً.

وذكر أحدهم، ويدعى أحمد حسين، لـ"العربي الجديد"، أنّه فقد ثلاثة من زملائه، ليلة أمس الأربعاء، بعمليات قنص لعناصر "داعش"، مضيفاً أنّ "عملية إخراج العائلات من منازلها ونقلها إلى مناطق آمنة، أصعب بكثير من القتال نفسه، بسبب القنص والألغام والانتحاريين الذين يندسون بين المدنيين".

في غضون ذلك، أكدت قيادة العمليات المشتركة أنّه "ليس هناك موعد محدّد لإعلان النصر النهائي على داعش في الموصل".

وقالت القيادة، في بيان صحافي، إنّ "قطعاتنا مستمرة بالتقدم حتى تحرير ما تبقى من أجزاء من الموصل القديمة"، مبيّنة أنّه "سيتم الإعلان عن التحرير الكامل للموصل من قبل القائد العام للقوات المسلحة".


يُشار إلى أنّ القوات العراقية تقاتل حالياً في آخر مناطق سيطرة "داعش" في الموصل القديمة، بينما يعد وجود المدنيين، وضيق أزقة وشوارع المدينة الذي يحول دون دخول العربات العسكرية، من أكثر التحديات التي تواجه القوات.

من جانبه، قال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، في بيان صحافي، إنّ "قطعات الشرطة الاتحادية سيطرت على عدد من الأهداف المهمة في محيط منطقة النجيفي في الجهة اليمنى من الموصل، كما أحكمت قبضتها على حركة الجماعات الإرهابية من خلال نشر القناصين وتكثيف الطيران المسير".

وأضاف أنّ "وحدات من الشرطة الاتحادية سيطرت على مركز لتدريب الإرهابيين المعروف بمعسكر أبو مسعود للتدريب العنيف في البو سيف، ومساحته 1500 متر مربع وبعمق 10 أمتار تحت الأرض"، مؤكداً أنّ "الوحدات المهاجمة تمكّنت من قتل 15 عنصراً من داعش، وتدمير 3 مواضع للقناصين، والاستيلاء على مستودع للصواريخ المضادة للدروع وأجهزة اتصال وتجهيزات قتالية".