"العربي الجديد" يحاور علاء عبد الفتاح وطارق الزمر

"العربي الجديد" يحاور علاء عبد الفتاح وطارق الزمر

15 ابريل 2014
+ الخط -

هما لا يتشابهان كثيراً، لكن ثمة ما يجمع بينهما اليوم، على الأقل لناحية الموقف من النظام المصري الحالي. علاء عبد الفتاح عاد إلى الحرية منذ فترة، وطارق الزمر غادر إلى منفاه منذ فترة أيضاً. الأول مدوّن وناشط سياسي شاب من أبرز رموز ثورة 25 يناير، أما الثاني فإسلامي، وعضو أساسي في "تحالف دعم الشرعية" اليوم. يتفق الرجلان على عدم وجود حلّ في الأفق، سوى بالحوار ما بين القوى الثورية، وبتوحيد صفوف مناهضي انقلاب الثالث من يوليو/تموز الماضي. في كلام علاء عبد الفتاح، تفاؤل وتشاؤم يسيران بالتوازي. مثلاً، يرى أن مصر تسير نحو دكتاتورية شبيهة بحكم عيدي أمين وبول بوت، وأن "المحروسة" لم تعرف نظاماً في تاريخها بدرجة سوء النظام الحالي.
أما الزمر المتفائل على قاعدة أن الانقلاب "زوبعة في فنجان"، فلا يرى في نظام المشير عبد الفتاح السيسي سوى استمرارية لحكم جمال عبد الناصر، في حين ينظر إليه عبد الفتاح بخطورة أكبر بكثير.

يحاول عبد الفتاح دراسة النظام الحالي اجتماعياً وثقافياً ونفسياً، فهو برأيه نظام مبني على أن لا يكون لديه التزامات تجاه أحد، ويتقصد سجن منظمي التظاهرات بهدف كسر جيل كامل ومحوه من الوجود تماماً. وضع يرى الناشط الشاب أن كسره يستحيل إلا بالتخلص من الأجهزة القمعية والفاسدة، وبمصالحة أطراف المجتمع لأن الاستقطاب السياسي انتقل إليه. موقف عبد الفتاح راديكالي تجاه معظم الأطراف، ومن هؤلاء، الإسلاميون و"الإخوان" الذين "لا يزال خطابهم يشع طائفيةً ضد الأقباط والشيعة بدل أن يتبنّوا موقفاً وطنياً جامعاً". لا المشروع الإسلامي ينفع تنفيذه، ولا الناصري، وأي محاولة لتطبيق مشروع جاهز "سينتج عنه إقصاء للآخر"، بالنسبة لعبد الفتاح الذي لا يزال يحترم المرشح الناصري حمدين صباحي، على الرغم من أنه غير متفائل بتاتاً بقدرته على التغيير.

أما الأمور عند الزمر، فهي أسهل من ذلك. ومن بين ما قد يتفق حوله الزمر وعبد الفتاح، من دون أن يدريا ربما، إيمانهما بضرورة توحيد قوى ثورة 25 يناير لإدراكهما أن كسر الانقلاب لن يحصل إلا بالتوحد الذي أسقط نظام مبارك، وفق الزمر. وبينما يصرّ عبد الفتاح على أن لا أفق لتطبيق المشروع الإسلامي أو المشروع الناصري، يشير الزمر إلى أن "أولويات المشروع الإسلامي اليوم هي تحرير الشعب المصري من الظلم، ثم تحقيق العدالة الاجتماعية". أما خطأ الرئيس المعزول محمد مرسي، فيختصره الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية" في مصر، بأنه "آمن بإمكانية إكمال الثورة بالتصالح مع قوى الثورة المضادة والدولة العميقة في الوقت الذي كانوا يتآمرون عليه". ومن النقاط التي يتفق عليها الناشط الشاب المعروف جداً، والقيادي الإسلامي، هو أن أحد أهداف الانقلابيين، يكمن في جرّ قطاع من الشباب نحو العنف لعسكرة الثورة، وتبرير بقاء النظام بمكافحة الإرهاب، وهي تعويذة قد تكون مشتركة بين دكتاتوريات عديدة.

علاء عبد الفتاح لـ"العربي الجديد": المصالحة قبل وحدة الصف

طارق الزمر لـ"العربي الجديد": حذار عسكرة الثورة المصرية

المساهمون